«جبهة النصرة» تتوعد بقصف قرى العلويين بألف صاروخ ثأرا لمجزرة الغوطة

اغتيال محافظ حماه بسيارة مفخخة.. وصواريخ أرض أرض تستهدف الغوطة الشرقية

مقاتلون من الجيش السوري الحر يفتحون نيران أسلحتهم في الهواء ابتهاجا بإطلاق صاروخ بدائي الصنع في دير الزور (رويترز)
TT

توعدت جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة، أمس، النظام السوري بالثأر لسكان ريف دمشق الذين تعرضوا لقصف بالسلاح الكيماوي الأسبوع الماضي، مهددة باستهداف قرى يسكنها أبناء الطائفة العلوية المعروفة بولائها للرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أنها رصدت ألف صاروخ لذلك. وجاء ذلك بينما اغتيل محافظ حماه في تفجير سيارة مفخخة أمس في مدينة حماه، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري، متهما «إرهابيين» بالوقوف وراء العملية.

وقال التلفزيون السوري أمس: «إرهابيون يغتالون الدكتور أنس عبد الرزاق الناعم محافظ حماه بتفجير إرهابي بسيارة مفخخة في حي الجراجمة في مدينة حماه»، ولاحقا أعلن نعي «مجلس الوزراء الدكتور أنس الناعم الذي استشهد على يد عصابات الغدر والإجرام أثناء قيامه بأداء واجبه الوطني».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد عين الناعم محافظا لحماة التي يسيطر النظام على الجزء الأكبر منها في يوليو (تموز) 2011، خلفا لأحمد خالد عبد العزيز الذي أقيل من مهامه قبل ذلك، غداة تظاهرة جمعت أكثر من 500 ألف شخص وطالبت بسقوط النظام في مدينة حماه.

وجاء ذلك بينما توعدت جبهة النصرة باستهداف قرى علوية انتقاما من مجزرة الغوطة. وجاء دخول جبهة النصرة على خط التصعيد، بموازاة تعزيز القوات الحكومية وجودها في بعض تلك القرى العلوية في محافظتي اللاذقية وحمص، بعدما استعادت سيطرتها على 11 قرية في ريف اللاذقية، كانت قوات المعارضة سيطرت عليها في عملية قادها إسلاميون وبعض كتائب الجيش السوري الحر.

وأعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي نشر على مواقع إسلامية إلكترونية أمس، وعلى حساب جديد خاص بالجبهة على موقع «تويتر»، عن سلسلة غزوات أطلق عليها اسم «العين بالعين».

ويتوجه الجولاني بهذا التهديد إلى القرى العلوية في محافظتي اللاذقية وإدلب حيث تنتشر مواقع جبهة النصرة، فضلا عن تهديد منطقة المزة 86 في ريف دمشق التي تسكنها أغلبية علوية. ويقول المتحدث باسم تجمع أنصار الثورة في اللاذقية عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط» إن قراءة الإمكانية العملية للنصرة، تقود إلى تأكيد أن الوجهة صواريخه ستكون تلك المناطق. ويشير إلى أن مواقع جبهة النصرة في ريفي اللاذقية وإدلب، «تمثل تهديدا فعليا لقرى ريف اللاذقية وصولا إلى القرداحة، مسقط رأس الأسد»، مؤكدا أن عناصرها «قادرة على إطلاق صواريخ غراد تمتلكها تصل إلى 40 كيلومترا، ما يعني أنه باستطاعتها استهداف القرداحة والمدينة الرياضية في اللاذقية».

وتشن الجبهة في هذا الوقت قتالا، بمشاركة فصائل إسلامية أخرى وكتائب الجيش الحر، ضد القوات الحكومية على تخوم مركز المحافظة في إدلب، بعد سيطرة قوات المعارضة على بلدة أريحا في إدلب، بحسب الجبلاوي.

وتوجد جبهة النصرة في القرى ذات الأغلبية السنية في ريف اللاذقية، فضلا عن وجودها في مناطق واسعة في ريف محافظة إدلب، مثل قرية الغسانية، ما يمكنها من استهداف القرى العلوية في ريف اللاذقية وقرى أخرى في إدلب. ويقول الجبلاوي إن قرى الفوعة وكفريا والشبرق في إدلب، يسكنها الشيعة والعلويون، وتتهمها المعارضة بأنها باتت قاعدة لميليشات موالية للأسد تعرف بـ«الشبيحة»، وتقع في محيط من القرى السنية توجد فيها «النصرة».

ويخول انتشار الجبهة والكتائب الإسلامية في الميدان، تشكيل تهديد فعلي لقرى ريف اللاذقية القريبة من خط نار تلك الكتائب الإسلامية المعارضة. ويقول الجبلاوي إن بعض القرى «يمكن استهدافها بالقذائف المدفعية وبالمتفجرات نظرا لقرب المسافة مع مواقع انتشار النصرة، فيما تحتاج أخرى إلى صواريخ يمتلكها المعارضون». ويشير إلى أن تلك القرى العلوية هي صلنفة، اليهودية التي يقيم فيها عناصر من «الشبيحة»، موالون للنظام، ورأس البسيط ومعسكر البسيط على الساحل، فضلا عن قرى السامية، والشلفاطية، وقسطل معاف، وزلدف، وسلاف، وتلا والزبار ومدمين والبهلولية التي تعد موقعا للشبيحة.

في نفس الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية أطلقت صواريخ أرض أرض على الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تعرضت قبل أيام لهجوم بأسلحة كيماوية، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط معضمية الشام (جنوب غربي العاصمة) وداريا والسيدة زينب (جنوب)، بالإضافة إلى قصف على داريا ومناطق أخرى.