المسؤول الصيني المعزول بو تشيلاي يتهم شاهدا رئيسا بالكذب

مجريات المحاكمة «هوليوودية».. ومحاضر الجلسات تبث على الإنترنت

المسؤول الإقليمي المعزول للحزب الشيوعي الصيني بو تشيلاي في اليوم الرابع لمحاكمته بمحكمة صينية بتهمة الفساد وإساءة استخدام السلطة (أ.ف.ب)
TT

اتهم الزعيم الإقليمي المعزول للحزب الشيوعي الصيني بو تشيلاي شاهدا رئيسا بالكذب، وذلك في اليوم الرابع لمحاكمته بمحكمة صينية بتهمة الفساد وإساءة استخدام السلطة. وقال بو إن قائد شرطته السابق في المنطقة الجنوبية الغربية لتشونجتشينغ، وانغ ليغون «يكذب بشكل فج» في شهادته أثناء المحاكمة. وقالت المحكمة إنها عقدت جلسة لمدة نصف يوم أمس، ومن المقرر أن يتواصل الاستماع للأدلة اليوم. ويواجه بو (64 عاما) اتهامات بالفساد وإساءة استخدام السلطة في محاكمة يصر أنصاره على أنها ذات دوافع سياسية.

وكان بو ذكر أول من أمس أنه يتحمل بعض المسؤولية في فضيحة اندلعت بعدما دخل قائد شرطته قنصلية أميركية وتسبب في صدور إدانة بالقتل بحق زوجة بو. وقال بو إنه مذنب «بإساءة التقدير»، وإن أفعاله «أضرت بسمعة الحزب الشيوعي والبلاد». لكنه نفى اتهامين بالفساد وجها إليه في وقت سابق. ويتساءل الناس خارج الصين لماذا ينجذب المواطنون نحو محاكمة السياسي الصيني البارز بو تشيلاي، القيادي السابق بالحزب الشيوعي؟

وتوجد في الصين كذلك العديد من القضايا الشهيرة، مثل محاكمة زوجة ماو تسي تونغ التي خضعت للتحقيق بعد وفاة زوجها. وقد عرضت ردود الفعل الغاضبة داخل غرفة محاكمتها على التلفزيون الصيني. لكن المحكمة هذه المرة مختلفة، وبالتالي تستحق المتابعة، وذلك لسببين: الأول هو أن السلطات تقوم بنشر تفاصيل المحاكمة على شبكة الإنترنت، مثل نصوص المناقشات، والصور الفوتوغرافية، وحتى ملفات الصوت والفيديو، وهذا مستوى من الانفتاح لم يحصل من قبل. والثاني هو أن المعلومات التي تصدر عن محكمة الشعب العاجلة في جينان بمقاطعة شاندونغ تعد استثنائية في تفاصيلها، فهذه هي التفاصيل التي عادة ما ينكرها الشعب الصيني حينما يتعلق الأمر بحياة قادتهم.

وتقوم محكمة الشعب الوسطى في جينان بنشر محاضر الجلسات تباعا لكن ببعض التأخير، على حسابها، في خطوة اعتبرت وسائل الإعلام أنها تنم عن شفافية غير أنه لا يمكن التحقق من صحة مضمونها من مصدر مستقل. وأدلى وانغ بإفادته في جلسة أمس. وقد شهد ضد بو واتهمه باستغلال السلطة.

وقدم وانغ تفاصيل جديدة عن الفضيحة التي كشفت بعد مقتل رجل الأعمال البريطاني نيل هايوود، موضحا أن بو تشيلاي وجه إليه لكمة عندما أبلغه بأن زوجته غو كايلاي مسؤولة عن قتل البريطاني. وبعد أيام من ذلك، هرب وانغ إلى السفارة الأميركية ليطلب اللجوء، مما فجر الفضيحة. وقال بو تشيلاي إن «طباعه سيئة جدا، وقام بنشر شائعات وبذر الرماد في العيون»، مؤكدا أن «اعتبار شخص كهذا شاهدا أساسيا أمر يتجاوز المصداقية القانونية». وأضاف أن «وانغ ليغون كذب خلال المحاكمة، وشهادته ليست صالحة إطلاقا. شهادته مليئة بالأكاذيب والتزوير». وتابع «قال إنني لكمته بقبضة يدي بدلا من صفعه على وجهه. في الواقع لم أتعلم يوما الملاكمة الصينية لذلك لا أملك القوة لفعل ذلك». ورأى أن شاهد ادعاء آخر «يحاول إلقائي تحت الحافلة ويلقي اللوم علي بعد ذلك».

وكان بو تشيلاي اعترف للمرة الأولى منذ بدء محاكمته بمسؤوليته عن اختلاس أموال عامة. كما أكد «لم تكن لدي يوم نية لحماية غو. لم أسع إلى تزوير تقارير تشريح» جثة الضحية.

ورغم الشفافية الظاهرة للنقاشات المتناقضة، تراقب السلطات بدقة هذه المحاكمة الحساسة التي ستنتهي بإجماع آراء الخبراء بإعلان حكم صدر قرار بشأنه من جانب الإدارة الشيوعية.

وتمت مواجهة بو تشيلاي بمساعده السابق، قائد الشرطة وانغ ليغون، في جلسة استماع مفاجئة زادت من اهتمام ملايين الصينيين الذين يتشوقون لمتابعة مجريات هذه المحاكمة التي تجري على الطريقة الهوليوودية. ونيل هايوود، المقرب لفترة طويلة من بو وزوجته، توفي مسموما في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 في مدينة تشونغكينغ التي كان بو تشيلاي يقودها آنذاك. وتم الكشف السبت عن تفاصيل إضافية بشأن الحياة الفارهة والتقلبات في الحياة الخاصة لبو الذي وصف زوجته بأنها «مجنونة» و«كاذبة». وكشف بو أن زوجته «قررت من تلقاء نفسها إرسال ابننا غواغوا للدراسة في بريطانيا. لقد تصرفت كذلك غضبا مني. لقد كانت لي علاقة خارج الزواج في حينها، وهو ما أثار سخطها».