العلاقات الاقتصادية على رأس أجندة السلطان قابوس في طهران

نفي إيراني لوجود «رسالة وساطة» من واشنطن وتشديد على تطوير التعاون مع مسقط

الرئيس الإيراني حسن روحاني يستقبل السلطان قابوس في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت إيران وسلطنة عمان أهمية العلاقة بين البلدين أمس خلال زيارة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان إلى إيران، التي قالت عنها وسائل الإعلام في الجمهورية الإسلامية إنها قد تأتي في إطار جهود الوساطة بين طهران وواشنطن. وتمثل زيارة السلطان قابوس أول زيارة يقوم بها رئيس دولة أجنبية لإيران منذ تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني منصبه في الثالث من أغسطس (آب). وأثيرت تساؤلات حول إمكانية نقل السلطان قابوس رسالة وساطة إلى روحاني، خاصة أن السلطنة لعبت دور وساطة بين واشنطن وطهران سابقا، إلا أن نائبا برلمانيا من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني نفى وجود أي وساطة.

وصرح الرئيس الإيراني لوكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» أمس بأن «التعاون بين طهران ومسقط مؤثر جدا لعودة السلام والاستقرار إلى المنطقة». وجاء ذلك خلال اللقاء بين روحاني والسلطان قابوس، عصر أمس في قصر سعد آباد بطهران، حيث بحثا تطوير العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية. وأفادت وكالة «إيرنا» بأن روحاني رحب بالسلطان قابوس والوفد المرافق له، وأشار إلى المجالات الواسعة لتطوير العلاقات بين طهران ومسقط، وأضاف أن كبار مسؤولي البلدين يسعون للمزيد من توسيع وتعميق العلاقات والتعاون الثنائي.

ووصف الرئيس الإيراني «مكانة سلطنة عمان على صعيد التعاون الإقليمي» بأنها «ممتازة». وقال إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترغب في ترسيخ علاقاتها مع البلد الشقيق والصديق عمان في مختلف القطاعات، خاصة التجارية والاقتصادية». وأضافت الوكالة الإيرانية الرسمية أن «سلطان عمان أعرب خلال اللقاء الذي حضره أيضا كبار مسؤولي البلدين عن سروره للاستقبال الحار الذي حظي به والوفد المرافق له من قبل حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها طيبة، داعيا إلى رفع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي بين طهران ومسقط».

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن السلطان قابوس سيلتقي روحاني والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ورئيس البرلمان علي لاريجاني خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام.

وسعى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى التقليل من شأن التقارير التي تقول إن السلطان قابوس يزور إيران حاملا رسالة من البيت الأبيض.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله: «ليس لدينا علم بأن سلطان عمان سيحمل رسالة خاصة إلى بلادنا». وأضاف أن جدول أعمال الزيارة يتضمن بحث العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية.

وبعد تكهنات حول رسالة وساطة مفترضة، قال الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، حسين نقوي حسيني، إن السلطان قابوس «لا ينقل رسالة وساطة من دولة خاصة إلى إيران، بل سيتم بحث القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وقال نقوي حسيني في حديث مع وكالة «إيرنا» إن علاقات ودية وسلمية طويلة في شتى المجالات تربط طهران ومسقط، مضيفا: «إن وجهات نظر البلدين متقاربة في الأوساط الدولية وإنهما يصوتان لصالح أحدهما الآخر». وصرح بأن مسؤولي البلدين يجرون عادة لقاءات ثنائية ويبحثون القضايا المختلفة، ومن المرجح أن تكون العلاقات بين إيران والولايات المتحدة إحدى هذه القضايا، حيث يطرح البلدان وجهات نظرهما بشأنها».

وكانت سلطنة عمان - التي تربطها علاقات ودية مع الولايات المتحدة وإيران - في السابق وسيطا مهما بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية في عام 1980 ويخوضان مواجهة منذ فترة طويلة بسبب البرنامج النووي الإيراني.

وكتب قاسم محب علي، المحلل الإيراني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، في صحيفة «بهار» الإصلاحية الإيرانية أمس: «يمكن التكهن بأن زيارة سلطان عمان لإيران قد تشير إلى أن هذه الدولة تريد أن تلعب فيما بعد دور المضيف لمفاوضات إيران وأميركا بدلا من دور الوسيط في العلاقة بين هذين البلدين».

وساهمت سلطنة عمان في التوسط من أجل إطلاق سراح ثلاثة أميركيين احتجزوا في إيران عام 2011 وعالم إيراني احتجز في كاليفورنيا بتهمة انتهاك العقوبات الأميركية هذا العام.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس أرقشي، أن «المحور الأساسي في المفاوضات هو تعزيز التعاون الاقتصادي وفي مجال الطاقة». ومن المتوقع أن يستأنف البلدان المفاوضات حول تصدير الغاز والنفط الإيرانيين إلى عمان وتطوير حقول غاز مشتركة في عرض البحر وفق وسائل الإعلام، وفي 2009 وقع البلدان اتفاقا لبناء أنبوب غاز مشترك تحت البحر يبلغ طوله 200 كلم بين إيران وسلطنة عمان.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير النفط الإيراني، بيجن نامدار زنغنة، قوله إنه تم التوصل إلى اتفاقات بشأن تصدير الغاز الإيراني إلى سلطة عمان. وأضاف أنه «تم التوصل إلى تفاهمات جيدة بشأن تصدير الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان وسنتابع مراحلها اللاحقة في المستقبل». وبحث وزير النفط الإيراني مع نظيره العماني محمد الرمحي خلال لقائهما أمس في طهران سبل التعاون بين البلدين وتصدير الغاز إلى سلطنة عمان.