مقتل ضابط و إصابة 28 عسكريا في هجوم استهدف حافلة قرب مطار صنعاء

مصدر يمني لـ «الشرق الأوسط» : أربعة من المصابين ماتوا سريريا

TT

توعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بملاحقة وضبط منفذي التفجير «الإرهابي» لحافلة تقل عسكريين من القوات الجوية، بالعاصمة صنعاء، أمس الأحد.

وهز انفجار ضخم العاصمة صنعاء، صباح أمس، حيث قتل ضابط وأصيب 28 شخصا، بينهم أربعة حالات موت سريري، بعد انفجار عبوة ناسفة في حافلة تقل عسكريين من القوات الجوية شمال العاصمة صنعاء.

وقال مصدر عسكري بالقوات الجوية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الحافلة كانت تقل ضباطا وجنودا، كانوا متوجهين إلى معسكرهم بقاعدة «الديلمي» الجوية، المجاورة لمطار صنعاء الدولي، حيث انفجرت فيهم العبوة الناسفة التي وضعت أسفل الحافلة، وأدت إلى ,وفاة الرقيب أول محمد الشغدري، فيما أصيب أغلب ركاب الحافلة بإصابات خطيرة أدت إلى بتر أقدامهم. وتوقع المصدر زيادة عدد القتلى من العسكريين بسبب قوة الانفجار وخطورة الإصابات، بعد دخول أربعة عسكريين في موت سريري.

وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، فإن أصابع الاتهام تتجه إلى تنظيم القاعدة، خاصة بعد خطاب الرئيس هادي قبل يومين، وكشفه عن مخطط «القاعدة» لتفجير شاحنتي صهريج فخخت كل منهما بسبعة أطنان من مادة الـ(تي إن تي)، في كل من صنعاء وحضرموت. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مصدر عسكري بالقوات الجوية والدفاع الجوي أنه «جرى تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، وستقوم الأجهزة العسكرية الأمنية المعنية بملاحقة الجناة وإحالتهم للأجهزة القضائية لينالوا جزاءهم الرادع جراء ما اقترفته أياديهم الآثمة من جرائم».

وقال الرئيس هادي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إنه أمر قيادة وزارة الدفاع بالتحقيق في الحادث الإجرامي الغادر الذي استهدف منتسبي القوات الجوية، وملاحقة العناصر الإجرامية حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والقانونية تجاههم. واعتبر هادي الحادث «عملا جبانا لا يمت للدين أو الوطنية بصلة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية إحباط قوات الأمن اليمنية الأحد هجوما انتحاريا محتملا كان يستهدف مركزا لتعليم اللغة الإنجليزية في صنعاء، بحسب مسؤول أمني. وذكر المصدر أن المهاجم البالغ من العمر 20 عاما ألقي القبض عليه بعد أن رمى قنبلة يدوية لم تنفجر على المركز اليمني الأميركي للغات، والذي كان في السابق مرتبطا بالسفارة الأميركية. وعندما ألقي القبض على المهاجم تبين أنه يلبس حزاما ناسفا، بحسب المصدر.

وفي جانب آخر، بدأت أمس محاكمة خلية من تنظيم القاعدة، بالمحكمة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة، تتكون من أربعة أفراد. وقالت النيابة إنهم خططوا لعمليات اغتيال للرئيس هادي والسفير الأميركي في صنعاء، وعدد من ضباط الأمن، ودبلوماسيين. واتهمت النيابة أفراد الخلية بتشكيل عصابة مسلحة لتنظيم القاعدة الإرهابي، خلال الفترة الممتدة من 2011 حتى يناير (كانون الثاني) 2013، موضحة أن المتهمين كانوا يخططون لاغتيال الرئيس هادي بالقرب من منزله بواسطة سيارتين مفخختين.

وفي الجنوب، اغتال مسلحون قبليون أحد مشايخ محافظة الجوف، في قضية ثأر قبلي بالعاصمة صنعاء. وذكرت مصادر قبلية أن «الشيخ علي العجي من محافظة الجوف شمال البلاد قتل مع مرافقه صباح أمس، فيما جرح أربعة آخرون، بعد اعتراض مسلحين مجهولين لسيارته في شارع الستين شمال صنعاء». ويعتبر العجي من أبرز الشخصيات الاجتماعية القبلية، وهو عضو مجلس محلي، والأمين العام المساعد لتحالف قبائل مأرب والجوف.

وفي سياق آخر، قال السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين إن تنظيم القاعدة في اليمن أصبح ضعيفا، معتبرا أن ما العمليات التي ينفذها التنظيم تعد صغيرة الحجم. وأوضح فايرستاين في مؤتمر صحافي عقده بصنعاء، أمس، أن تنظيم القاعدة أصبح أضعف مما كان عليه من قبل، بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خلال الفترة الماضية، وعدّ التنظيم «اتجه الآن إلى تنفيذ عمليات صغيرة، بعد أن كان يخطط قبل عامين للسيطرة على مناطق داخل اليمن وإقامة إمارات إسلامية عليها».

وأشار إلى أن تنظيم القاعدة يمثل خطرا حقيقيا على اليمنيين في الداخل، وأن «التعاون الأميركي اليمني بشأن مكافحة الإرهاب الحالي هو امتداد للتعاون والتنسيق بين الدولتين لما قبل فبراير (شباط) 2012».

ورحب فايرستاين باعتذار الحكومة اليمنية عن حرب 94، وحروب صعدة، وقال إن «عملية الاعتذار للإنسان ليست سهلة». وهاجم السفير الأميركي نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي رفض الاعتذار ويطالب منذ سنوات بفك الارتباط بين الجنوب والشمال. وطالب فايرستاين البيض «بالاعتذار، لأنه كان جزءا من المشكلة وحرب 94». وأكد السفير فايرستاين أن أميركا مستعدة للبحث «بجدية بخصوص ما ذكره الرئيس هادي حول حصول اليمن على طائرات من دون طيار»، وقال «إذا أراد هادي فنحن حتما سنناقش هذا الموضوع بجدية»، لكنه استدرك «نحن بعيدون جدا عن اتخاذ قرارات مثل هذه».