خامنئي يستقبل سلطان قابوس.. ويعتبر التدخل الخارجي مصدر مشكلات المنطقة

التطورات في سوريا ولبنان ومصر على رأس أجندة زيارة فيلتمان إلى طهران

سلطان عمان السلطان قابوس يتوسط المرشد الأعلى الإيراني خامنئي والرئيس الإيراني روحاني في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

ألقى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس باللوم على دول من خارج الشرق الأوسط في الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة، معتبرا أن «التدخلات المختلفة من خارج المنطقة» هي السبب الرئيس للأزمات في المنطقة. وأدلى خامنئي بهذه التصريحات في اجتماع مع السلطان قابوس سلطان عمان الذي يقوم بزيارة رسمية إلى طهران بدأت أول من أمس وتنتهي اليوم. وعبر خامنئي عن أهمية العلاقات مع عمان، واصفا مسقط بـ«الجار الجيد والحقيقي للجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مضيفا أن «المنطقة تمر الآن بظروف حساسة وخطيرة تتطلب المزيد من التنسيق بين البلدين».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» عن خامنئي قوله في الاجتماع مع السلطان قابوس «ظروف المنطقة متأزمة.. والسبب الرئيس للوضع الحالي في المنطقة، هو التدخلات المختلفة من خارج المنطقة». ويدعو خامنئي ومسؤولون كبار آخرون في الجمهورية الإسلامية باستمرار الولايات المتحدة وقوى أوروبية أخرى لوقف ما سموه بالتدخل في الشرق الأوسط واتهموا تلك الدول بالتآمر للسيطرة على المنطقة. وأضاف خامنئي: «مع الأسف تكونت مجموعة من التكفيريين - بدعم من دول معينة - تخوض صراعا مع كل الجماعات الإسلامية لكن مؤيدي هذا التيار يجب أن يعلموا أن النار ستحرقهم أيضا». وانتقد خامنئي إسرائيل ودعم الولايات المتحدة لها، مضيفا أن المنطقة «بحاجة إلى الأمن العام» والذي يستدعي إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وخلال استقباله للسلطان قابوس، قال خامنئي إن هناك «الكثير من المجالات للمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين في الميادين المختلفة لا سيما قطاع الغاز». وفي وقت تواجه إيران عقوبات شديدة على قطاع الطاقة، تسعى الحكومة الإيرانية إلى تطوير سبل جديدة لبيع غازها لدعم اقتصادها المتراجع. ونقلت الوكالة الإيرانية عن سلطان قابوس تأكيده على العلاقات الاقتصادية وسبل تطويرها مع إيران.

والتقى السلطان قابوس مع خامنئي صباح أمس بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في البلاد من بينهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان. ويرافق سلطان قابوس أربعة وزراء وعدد من المسؤولين الرفيعين المستوى في زيارة الدولة الرسمية الأولى لقائد أجنبي إلى إيران منذ انتخاب روحاني رئيسا لها.

وكان هناك ضيف آخرا في طهران أمس جذب انتباه المسؤولين فيها، إذ وصل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيف فيلتمان والتقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبحث القضايا الإقليمية والدولية المهمة بما في ذلك تطورات سوريا ولبنان ومصر. وأكد ظريف خلال هذا اللقاء الذي جرى أمس في طهران، «عزم وإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في استمرار التعاون الشامل مع الأمم المتحدة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك» بحسب وكالة الأنباء الإيرانية. وأعرب ظريف عن القلق بشأن التطورات في المنطقة وتوسيع رقعة العنف والتطرف، مؤكدا على أن تنامي التطرف لم يكن محصورا في حدود المنطقة بل ستمتد تداعياتها وآثارها إلى سائر مناطق العالم والدول العربية. وصرح بأن «الأمم المتحدة هي المنظمة الوحيدة القادرة على إعادة الاستقرار والأمن والهدوء إلى المنطقة».