اشتباك بالأيدي بين نائبين في البرلمان العراقي بسبب صور الخميني

نائب عن «العراقية» اعتبرها «انتهاكا للسيادة».. والتحالف الشيعي يطالبه بالاعتذار

TT

اضطر أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، إلى رفع جلسة البرلمان أمس إثر اشتباك بالأيدي وقع بين النائب عن «القائمة العراقية» حيدر الملا والنائب المنشق عن «التيار الصدري» كاظم الصيادي بسبب صور مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله الخميني المنتشرة في بغداد التي اعتبرها الملا «انتهاكا لسيادة العراق».

وطبقا للوقائع التي أعلنها لـ«الشرق الأوسط» مقرر البرلمان العراقي محمد الخالدي والقيادي في كتلة «متحدون» التي يتزعمها أسامة النجيفي، فإن ما حصل في البرلمان أمس «لم يكن وليد ساعته، بل يعود إلى أيام مضت عندما طالب النائب حيدر الملا من هيئة رئاسة البرلمان إدراج موضوع رفع صور الخميني والمرشد الإيراني الحالي علي خامنئي في الشارع العراقي». وأضاف الخالدي أن «الملا ألح كثيرا في إدراج هذا الموضوع وهو ما جعل هيئة رئاسة البرلمان تدرجه ضمن جدول الأعمال وصار الذي صار مثلما رأيتموه، الأمر الذي أدى برئيس البرلمان إلى رفع الجلسة إلى يوم الثلاثاء المقبل».

وأضاف الخالدي أن «قرار هيئة الرئاسة كان جماعيا بإدراج الطلب ولم يكن أحاديا مثلما يحاول أن يوحي البعض»، معتبرا أن «مبدأ رفع صور زعماء أجانب في أي بلد أمر يحتاج إلى تبرير لأنه في كل الأحوال غير مقبول، لا سيما أن العراق وإيران سبق أن نشبت بينهما حرب طاحنة، وإن بعض الصور تبدو مستفزة هنا أو هناك».

«التحالف الوطني الشيعي»، من جهته، استنكر تصريحات الملا بشأن صور الخميني. وقال إبراهيم الجعفري، رئيس «التحالف الوطني»، خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان، إن «النائب حيدر الملا يجهل ويتجاهل مراجع المسلمين، ويجهل أنهم امتداد لمقلديهم خارج إطار جنسيتهم». وأضاف الجعفري: «ونحن في الوقت الذي نشاهد صورا ورموزا أخرى مثل غاندي وجيفارا، إذن أليس من الطبيعي أن نحترم المقدسات والمرجعية»، عادا «موقف الملا شخصيا، وعلى الرئاسة ألا تسمح بهذا النعيق». ودعا هيئة رئاسة البرلمان إلى «معاقبة الملا»، مطالبا الأخير بـ«الاعتذار لأن حديثه يخدش قدسية البرلمان العراقي».

من جانبه، اتهم الملا «نفرا ضالا» من «التحالف الوطني» بـ«المزايدة على مصالح العراقيين». وقال الملا في مؤتمر صحافي مشترك مع الناطقة باسم «القائمة العراقية» ميسون الدملوجي، إننا «جمعنا تواقيع عدد من أعضاء مجلس النواب لطرح موضوع رفع صور قائد الثورة الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني، والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي من شوارع العاصمة بغداد والمحافظات، وحظينا بموافقة هيئة الرئاسة على طرح الموضوع». وأضاف: «نحن استنكرنا رفع بعض المحافظات، ومن خلال المندسين، صور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وقلنا يجب أن تبقى المظاهرات ومطالبها عراقية، كما استنكرنا ورفضنا رفع صور لشخصيات دينية».

من جهتها، قالت الدملوجي إن «(ائتلاف العراقية) استنكر على لسان النائب حيدر الملا رفع صور قيادات أجنبية في شوارع بغداد ومنها صور السيد خميني والسيد خامنئي (...) وهذه الصور تثير حفيظة المواطن العراقي وتمس سيادة العراق». وتابعت الدملوجي: «بدل النقاش بشكل حضاري في مجلس النواب حول الموضوع، تحول النقاش إلى اشتباك بالأيدي كأنها حلبة صراع من قبل بعض الأطراف التي تحمل المصالح الإيرانية قبل أن تحمل مصالح العراق».

لكن حسن الياسري، النائب في البرلمان عن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، نفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون الحكومة العراقية ضالعة في نشر صور الخميني أو خامنئي في شوارع بغداد أو غيرها من المحافظات». وأضاف الياسري أن «الملا معروف بمشاكساته، وأن هذه الصور تعود لمراجع تتخطى مرجعيتهم في أوطانهم، وبالتالي فإن العملية لا تحتاج أن تدرج في جدول الأعمال، وكان على هيئة الرئاسة ألا تجعلها قضية بإدراجها في الجلسة».