وثائق استخباراتية تظهر دعم واشنطن لصدام في شن هجوم كيماوي

إدارة ريغان كانت على علم بخططه ولم تحرك ساكنا

TT

في حين تدرس إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما القيام بعمل عسكري ردا على هجمات بأسلحة كيماوية بالقرب من دمشق، تظهر وثائق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أنه قبل 30 عاما كانت الولايات المتحدة على علم بسلسلة من الهجمات بغاز الأعصاب شنها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد إيران ولم تحرك ساكنا. بحسب المعلومات التي توفرت لمجلة «فورين بوليسي».

وحسب الوثائق التي رفعت عنها السرية واطلعت عليها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية فإنه في عام 1988، خلال أيام انخفاض وتيرة حرب العراق مع إيران، علمت الولايات المتحدة عبر صور التقطتها الأقمار الصناعية أن إيران على وشك تحقيق مكسب استراتيجي رئيس باستغلال ثغرة في الأنظمة الدفاعية العراقية. وكشف مسؤولون استخباراتيون أميركيون للعراق عن موقع القوات الإيرانية، وهم على علم تام بأن جيش صدام سيشن هجوما بأسلحة كيماوية، من بينها السارين، وهو غاز أعصاب مميت.

وأنكر مسؤولون أميركيون منذ فترة طويلة قبولهم للهجمات الكيماوية العراقية، مؤكدين على أن حكومة صدام لم تعلن قط عن أنها ستستخدم تلك الأسلحة. لكن الكولونيل المتقاعد بالقوات الجوية، ريك فرانكونا، الذي كان ملحقا عسكريا في بغداد إبان هجمات عام 1988، يرسم صورة مغايرة. وتحدث إلى المجلة قائلا: «لم يخبرنا العراقيون قط أنهم كانوا يعتزمون استخدام غاز الأعصاب. لم يتعين عليهم ذلك. فقد توفرت لنا معلومات عن هذا بالفعل».

وبحسب وثائق الـ«سي آي إيه» ومقابلات مع مسؤولين استخباراتيين سابقين على شاكلة «فرانكونا»، توفرت للولايات المتحدة أدلة قوية على شن هجمات كيماوية عراقية بدءا من عام 1983. وفي ذلك الوقت، كانت إيران تزعم أنه تم شن هجمات بأسلحة كيماوية غير مسموح بها قانونيا على قواتها، وكانت تعد ملف قضية لتقديمها للأمم المتحدة. لكنها افتقرت إلى الأدلة التي تدين العراق، والتي كان معظمها مضمنا في تقارير ومذكرات عالية السرية تم إرسالها إلى أرفع المسؤولين الاستخباراتيين مستوى في الحكومة الأميركية. من جانبها، رفضت «سي آي إيه» التعليق على هذا الخبر.

وتكشف الوثائق تفاصيل جديدة عن عمق معلومات الولايات المتحدة عن الأسلوب والتوقيت الذي قام فيه العراق بتوظيف الغازات المميتة. وتشير إلى أنه تم إخطار مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بشكل متكرر بنطاق الهجمات بغاز الأعصاب.

وجرى إخطار مسؤولين رفيعي الشأن في الـ«سي آي إيه»، من بينهم ويليام كيسي، مدير الوكالة وأحد الأصدقاء المقربين للرئيس الأسبق رونالد ريغان، بموقع مصانع تجميع الأسلحة الكيماوية العراقية وأن العراق كان يحاول جاهدا تصنيع غاز خردل بكميات تلبي الطلب عليه من قواتها الأمامية وكان على وشك شراء معدات من إيطاليا للمساعدة في تسريع إيقاع عملية إنتاج قذائف المدفعية والمتفجرات المحملة بالمواد الكيماوية؛ وكان يمكن أن يستخدم غازات الأعصاب ضد القوات الإيرانية وربما المدنيين.