ليبيا: بحث مبادرة دولية لتدريب الجيش والشرطة

وزارة الدفاع هددت مجددا بقصف أي ناقلة تقترب من سواحلها دون تعاقد رسمي

TT

أعلنت ليبيا أنها تلقت مبادرة من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى تتعلق بتدريب قوات الجيش والشرطة بينما قالت الحكومة الانتقالية التي يترأسها الدكتور على زيدان إنه «تم تشكيل الهيئة التحضيرية لمبادرة الحوار الوطني التي أعلنتها أول من أمس». وأوضح مكتب زيدان في بيان صحافي أن مهمة هذه اللجنة ستكون العمل على التحضير والإعداد لهذا الحوار بهدف التوصل إلى وفاق وطني بين مختلف أطياف المجتمع الليبي، بالإضافة إلى التخطيط والتشاور والإعداد والتعاون من أجل عقد هذا الحوار الوطني العام بدءا من وضع الإطار التأسيسي للحوار ومرورا بالحوارات المستمرة في القضايا المصيرية الأخرى.

وقال البيان إن هذه الهيئة ستتواصل مع كل المؤسسات ذات الصلة التي يمكن أن توفر الدعم الفني اللازم لأداء مهمتها، مؤكدا على أن هذه الهيئة ستكون مستقلة في أداء العمل واتخاذ القرار والتنسيق مع الجهات ذات الصلة بما يضمن تحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها.

وتعهدت الحكومة مجددا بتوفير الإمكانيات الإدارية واللوجيستية للهيئة مما يمكنها من تأدية عملها على أكمل وجه مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تشارك في أعمال اللجنة بصفة استشارية.

من جانبها هددت وزارة الدفاع الليبية مجددا بأنها سترد بكل قوة ضد أي ناقلة تحاول تهريب النفط ما لم تكن متعاقدة مع وزارة النفط. وقال العقيد علي الشيخي المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي في مؤتمر صحافي عقده أمس بطرابلس الغرب أن أي اختراق للسيادة الليبية يعد قرصنة على مقدرات الشعب الليبي، مشددا على أن وزارة الدفاع لن تتوانى بالرد وبأي طريقة تراها مناسبة ضد أي ناقلة نفط تنتهك المياه الإقليمية الليبية وسيادتها لسرقة ونهب مقدرات الشعب الليبي. ولفت إلى أن الوزارة أصدرت أوامرها للقوات البحرية بإرسال دوريات تجوب الساحل الليبي بالكامل للقيام بدوريات مسح واستطلاع قبالة السواحل الليبية، مشيرا إلى أن التعليمات قد صدرت لثلاث قواعد جوية بالاستعداد للرد ضد أي انتهاك للمياه الإقليمية الليبية.

في غضون ذلك أشارت مصادر بشركة الخليج العربي للنفط إلى أن استمرار الاعتصامات وإيقاف التصدير بمرسى الحريقة النفطي يهدد بإيقاف العمل بمصفاة حقل السرير. وقالت المصادر إن توقف العمل بمصفاة حقل السرير سوف يتسبب في نقص وقود البنزين وانقطاع الكهرباء بمناطق الكفرة والواحات. وكانت منظمة العمل الوطني لحماية الثورة ومكافحة الفساد المعتصمين بالموانئ والحقول النفطية قد طالبت بوقف الاعتصامات إكراما لتضحيات شهداء ثورة السابع عشر من فبراير وأمهاتهم وأطفالهم والجلوس مع الحكومة لحل المشكلات كافة. وحملت المنظمة في بيان لها أصدرته أمس الحكومة مسؤولية ما آلت إليه البلاد لعدم توظيفها معنويات الشعب المرتفعة بعد الثورة في بناء الدولة مما تسبب في كثرة الاعتصامات وتوقف أغلب القطاعات، كما طالبت الحكومة بالجلوس مع الممثلين العاملين بالموانئ والحقول النفطية لحل المشكلات كافة والوصول إلى توافق.

من جهة أخرى، ترأس وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز أمس اجتماعا في العاصمة الليبية طرابلس لمجموعة أصدقاء ليبيا، المعنية بتقديم الدعم والمساعدة في مجالات الأمن والعدالة وسيادة القانون والانتقال الديمقراطي.

وناقش الاجتماع الذي حضره سفراء وممثلو المجموعة ومندوبون من منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها الحكومة الليبية بشأن المبادرة التي كانت قد قدمت لرئيسها الدكتور علي زيدان خلال مشاركته في آخر اجتماع لقمة دول الثماني في شهر يونيو (حزيران) الماضي في أيرلندا الشمالية. وأوضحت الخارجية الليبية أن المبادرة تتضمن إتاحة الفرصة للتدريب لقوات الجيش والشرطة لتلقي العلوم العسكرية والأمنية في مؤسسات مرموقة دوليا، وإتاحة الفرصة أمام المتميزين منهم لتلقي دورات تدريبية متقدمة لإعداد القادة. ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن مايكل آرون سفير بريطانيا لدى ليبيا تأكيده على حرص بلاده على متابعة تنفيذ هذا العمل وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة فيما يتعلق بتدريب وتكوين الجيش والشرطة وبناء الأجهزة الأمنية في ليبيا وضمان أن يكون التدريب محترفا قادرا على أن يلبي كل المهام الأساسية في حفظ الأمن والاستقرار.

كما نقلت عن سفير إيطاليا جوزيبي بوتشنيو أن أمن واستقرار ليبيا يعد استقرارا لبلاده، فيما أعرب سفير تركيا علي كمال أيدن عن استعداد بلاده لتخصيص وتوفير كل الإمكانيات فيما يتعلق بأماكن تدريب القوات البحرية والبرية والجوية.