كرزاي في باكستان للبحث عن قناة اتصال مباشر مع طالبان

نواز شريف: ندعم المصالحة.. واتفقنا على أن تكون عملية السلام شاملة للأفغان

رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف (يمين) يصافح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عقب اختتام المؤتمر الصحافي الذي عقداه في العاصمة إسلام آباد أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس على الحاجة إلى مساعدة باكستان في الترتيب لمحادثات سلام مع طالبان خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي أكد له دعمه. وأيدت باكستان صعود طالبان إلى السلطة في أفغانستان في منتصف التسعينات وينظر إليها على أنها حارس رئيس لمحاولات الحكومتين الأميركية والأفغانية التواصل مع زعماء التمرد الذين فروا إلى باكستان بعد الإطاحة بالحركة في عام 2001.

لكن أفغانستان تتهم منذ فترة طويلة باكستان بالقيام بدور مزدوج في الحرب التي اندلعت منذ 12 عاما قائلة إن جارتها، وهي تواجه تمردا من طالبان بمفردها، تطلق تصريحات عن السلام وتسمح لعناصر من جيشها بالقيام بدور مفسد. ويرافق كرزاي إلى العاصمة الباكستانية وفد من المجلس الأعلى للسلام، وهو هيئة منبثقة من الحكومة الأفغانية مهمتها إقناع حركة طالبان بالمجيء إلى طاولة المفاوضات.

وكان المجلس الأعلى للسلام ذكر أنه سيطلب من باكستان الإفراج عن أهم مسؤول طالباني أفغاني في السجون الأفغانية، وهو الملا عبد الغني برادار المساعد السابق للملا عمر، القائد الأعلى لطالبان. وقال كرزاي إنه طلب: «بصفة أساسية وبالتأكيد من الباكستانيين المساعدة في المصالحة بعد انسحاب غالبية القوات الأجنبية من أفغانستان العام القادم. وهو يريد من باكستان أن تساعد في ترتيب اتصالات بين طالبان والمجلس الأعلى للسلام في أفغانستان وهو الهيئة الحكومية التي كلفت بالمصالحة أو تسليم سجناء بارزين من طالبان».

ولم يتناول شريف هذه الطلبات تحديدا أثناء زيارة كرزاي للعاصمة الباكستانية. ولم تتوقع صحيفة «دون» الباكستانية الواسعة الانتشار أمس حصول أي تقدم في المفاوضات لأن الإطار ليس مواتيا مع اقتراب نهاية فترة رئاسة كرزاي، وتشكيل حكومة جديدة في إسلام آباد التي ما زال عليها تحديد سياستها حيال أفغانستان والتغيير الذي سيشمل هذا الخريف قائد الجيش الباكستاني، أقوى مؤسسات البلاد.

وخلصت الصحيفة إلى القول «فلنأمل في الأفضل لكن استعدوا لبقاء الأمور على حالها». ولم يتضح إن كانت حركة طالبان الأفغانية التي تولت السلطة من عام 1996 إلى عام 2001 سيكون لها دور في الحكومة القادمة. ورفضت طالبان التحدث إلى كرزاي واتهمته بأنه أداة في يد الولايات المتحدة.

وقال كرزاي: «بالنسبة للبلدين فإن سبب القلق الرئيس هو افتقاد مواطني الجانبين للأمن واستمرار الإرهاب». وأضاف وهذا هو المجال الذي يحتاج إلى اهتمام رئيس، واهتمام مركز من جانب الحكومتين. وأكد شريف لكرزاي دعمه لكنه لم يشر إلى المجلس الأعلى للسلام وأنهى كلمته بالحديث عن الاتفاقات الاقتصادية التي وقعها البلدان.

وقال شريف: «باكستان تدعم بقوة وإخلاص السلام والمصالحة في أفغانستان. اتفقنا تماما على أن هذه العملية يجب أن تكون شاملة ومملوكة للأفغان ويقودها الأفغان». أقامت طالبان في يونيو (حزيران) مكتبا في الدوحة ليكون قناة لمحادثات سلام مع الولايات المتحدة لكن المكتب أغضب كرزاي في اليوم الذي افتتح فيه برفع راية تحمل رموزا من أفغانستان خلال حكم طالبان. واتهم كرزاي طالبان بإدارة سفارة وليس مكتبا. وأغلق المكتب الآن. وقام كرزاي بزيارات لباكستان 19 مرة لكن هذه الزيارة كانت الأولى التي يجتمع خلالها مع شريف منذ انتخابه في مايو (أيار). وهذه أول زيارة إلى باكستان خلال ثمانية عشر شهرا يقوم بها كرزاي الذي يتهم باستمرار إسلام آباد بتقويض استقرار بلاده من خلال دعم حركة طالبان التي تقاتل القوات الوطنية الأفغانية الضعيفة وحلفاءها في الحلف الأطلسي. وقد أبدت طالبان التي تولت السلطة في كابل من 1996 إلى 2001 استعدادا للانفتاح في الأشهر الأخيرة على مفاوضات سلام، مؤكدة أنها لم تعد ترغب في «احتكار» السلطة بعد أن ينسحب القسم الأكبر من 87 ألف جندي من الحلف الأطلسي قبل نهاية السنة المقبلة. لكن حركة طالبان ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع كرزاي الذي تتهمه بـ«أنه دمية في أيدي الولايات المتحدة» وخصوصا مع اقتراب انتهاء ولايته الرئاسية.

إذ لا يحق له بموجب الدستور الترشح إلى ولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) المقبل. وقال كرزاي أول من أمس في مؤتمر صحافي عقده في كابل إن «النقطة الأولى في جدول الأعمال ستكون مفاوضات السلام».

وأشاد كرزاي أول من أمس أيضا بنواز شريف الذي يبدي كما قال «نيات حسنة من أجل الاستقرار والسلام»، لكنه أقر بأن زياراته السابقة إلى إسلام آباد لم تؤد إلى تحسن الوضع الأمني في أفغانستان.