الانتخابات البلدية تسجل أدنى نسبة اقتراع في تاريخ الأردن

نسبة الاقتراع في العاصمة بلغت 10%

أردنية تشارك في انتخابات البلدية بعمان أمس (رويترز)
TT

اضطرت الحكومة الأردنية لتمديد الاقتراع في العاصمة عمان وغالبية المدن الكبرى في محاولة لزيادة نسب التصويت في الانتخابات البلدية التي جرت أمس. وقررت اللجان الانتخابية تمديد الاقتراع في مدن عمان والزرقاء وأربد والسلط ومعان والطفيلة والرمثا لمدة ساعتين لأن نسب الاقتراع لم تصل في محافظات الأردن باستثناء العاصمة قبل التمديد إلى 21 في المائة من مجموع الناخبين.

وكانت مراكز الانتخاب فتحت أبوابها في الساعة السابعة صباحا بتوقيت عمان لاستقبال الناخبين لغاية الخامسة مساء. وسجلت نسبة الاقتراع في العاصمة عمان عقب التمديد نسبة 10.5 في المائة وفق أرقام شبه نهائية إذ بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في العاصمة عمان 139 ألف ناخب من أصل مليون و300 ألف وهي أدنى نسبة اقتراع تسجل في الانتخابات البلدية منذ عودة الحياة الديمقراطية عام 1989.

وفيما أعلن الناطق الرسمي باسم الانتخابات البلدية عاهد الزيادات، أن «نسبة الاقتراع في محافظات الأردن باستثناء العاصمة بلغت نحو 21 في المائة قبل إقفال الصناديق بساعتين وبلغ عدد المقترعين نحو نصف مليون مقترع». وأضاف أن «نسبة الاقتراع منخفضة هذا العام مقارنة مع نسبة الاقتراع عام 2007»، مشيرا إلى أن «مؤسسات كبيرة لم تشارك بالتصويت كالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية».

وكانت نسبة الاقتراع في الانتخابات البلدية السابقة التي أجريت عام 2007 وصلت إلى 50 في المائة، كما كانت نسبة الاقتراع في الانتخابات البلدية عام 1999 وصلت إلى 57 في المائة.

كما يلاحظ أيضا تدني نسب الاقتراع في المدن ذات الكثافة السكانية إضافة إلى عمان وخصوصا في مدينتي أربد والزرقاء التي لم تتجاوز نسب الاقتراع فيها 15 في المائة. وأكد نواب ومتابعون أن تدني نسب الاقتراع في الانتخابات البلدية يعود إلى أسباب كثيرة منها الأوضاع الإقليمية في المنطقة والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به المواطنون في الأردن جراء ارتفاع الأسعار إذ قررت غالبية المواطنين عدم التوجه إلى الاقتراع كرسالة احتجاج على قرارات الحكومة الاقتصادية التي أدت إلى رفع أسعار السلع وفق الكثير من المواطنين.

وأكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور في تصريحات للصحافيين عقب الأداء بصوته في مدينة السلط: «أن الأردن يتجه لصناديق الاقتراع وإلى العملية الديمقراطية والتصويت وإلى التغيير من خلال الصندوق وليس من خلال الرصاصة أو الإضراب أو التخريب أو سفك الدماء والهدم». وقال: «إن الأردن يبني هذا الصباح نموذجا للعالم العربي يدلل على كيف يقود قائد المسيرة بلاده إلى الديمقراطية والتقدم والنجاح والانتخابات والسلم الاجتماعي»، مؤكدا أن هذا هو النموذج الذي نريد أن يراه العالم العربي من حولنا. وتوجه رئيس الوزراء إلى المواطنين لأن ينهضوا إلى صناديق الاقتراع باعتبار أن المشاركة بحد ذاتها هي الديمقراطية، وأن التغيير في عالم اليوم والغد يكون من خلال صناديق الاقتراع، آملا ألا يتقاعس أحد عن أداء هذا الواجب. ولفت النسور إلى أن الأردن أجرى خلال هذا العام الانتخابات النيابية والانتخابات البلدية وهذا أمر نادر الحدوث في أي قطر في العالم، منوها بأن الأردن وهو يجري هذه الانتخابات بكل الدقة والسلم والأمن والاستقرار على الرغم من حزام النار الذي يحيط به، إنما يبعث برسائل كثيرة يرسلها الأردنيون إلى الكثير من الدول العربية كيف تكون القيادة وكيف يكون التقدم والديمقراطية.

وقرر حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين مقاطعة الانتخابات البلدية كتعبير سياسي عن استمرارية مقاطعة الجماعة للانتخابات في الأردن بعد قرارها مقاطعة الانتخابات النيابية الماضية.

وساد الهدوء معظم مراكز الاقتراع في الأردن باستثناء أحداث شغب ومشادات بين أنصار مرشحين في محافظة الكرك. واعتدت مجموعة من الشبان على أحد المراكز الانتخابية في بلدية مؤتة في الكرك وقاموا بسرقة صندوقين إلى خارج مركز الاقتراع ثم حرقهم. واعتدى مواطنون على مركز اقتراع في بلدة فقوع في نفس محافظة الكرك، وقاموا بسرقة صندوقين انتخابيين إلى خارج مركز الاقتراع وهربوا بهما إلى جهة غير معلومة بحسب شهود عيان فيما تتابع الأجهزة المختصة الشبان للقبض عليهم وإعادة الصندوقين. وسجلت حادثة إطلاق رصاص على مركز انتخابي في معان دون وقوع إصابات.

ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع 2.5 مليون ناخب وناخبة وبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع وسجلوا في دائرة الأحوال المدنية تلقائيا لأول مرة في الانتخابات البلدية 3 ملايين و700 ألف ناخب، فيما أعلنت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وموظفو لجان الانتخاب أنها لن تشارك في الاقتراع حيث يبلغ عددهم نحو مليون و250 ألفا. ومن جهته، نفى وزير البلديات وليد المصري تصويت أي من عناصر القوات المسلحة في الانتخابات البلدية.

ويبلغ عدد أعضاء المجالس المحلية ورؤساء البلديات الذين سيتم انتخابهم 1070 عضوا، موزعين على 100 بلدية، مصنفة إلى 4 فئات، ويبلغ عدد المرشحين لهذه الانتخابات 2980 مرشحا، ويبلغ عدد النساء المرشحات لهذه الانتخابات 480 مرشحة.