ليبيا تحبط عملية هروب جماعي جديدة من سجن في طرابلس

تراجع إنتاج النفط للنصف.. وزيدان يدشن عودة النشاط الكروي للملاعب

TT

قالت ليبيا إنها أحبطت عملية هروب جماعي جديدة من سجن بالعاصمة طرابلس، في وقت تراجع فيه إنتاج النفط للنصف، بالتزامن مع قيام رئيس الوزراء الدكتور علي زيدان بتدشين عودة النشاط الكروي للملاعب بعد انقطاع نحو عامين.

وأعلنت السلطات الليبية الليلة قبل الماضية أنها أحبطت أحدث محاولة من نوعها لتمرد وفرار نحو 500 من السجناء من أحد سجون العاصمة طرابلس. وقال صلاح الميرغني، وزير العدل الليبي، في مؤتمر صحافي، إن عناصر الأمن المكلفة بحراسة سجن الرويمي بمنطقة عين زارة بطرابلس تمكنت من إحباط محاولة تمرد وفرار للسجناء من السجن، مشيرا إلى إصابة أربعة من عناصر الشرطة القضائية وأربعة سجناء من دون تسجيل أي حالة وفاة بين الجانبين.

واعتبر الميرغني أن عملية الهروب في السجون الليبية ليست بالجديدة، مذكرا بأكبر عملية هروب وقعت الشهر الماضي بسجن الكويفية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، والتي تمكن خلالها 1200 سجين من الفرار، لافتا إلى أن مثل هذه الأحداث ترتبط بعوامل سياسية من بينها تأخر الجهاز القضائي في الفصل بقضايا السجناء. وأرجع الوزير تمرد نزلاء السجن إلى اعتراضهم على عدم عرضهم على القضاء والنيابة وذلك لعدم توافر البيئة الأمنية.

كما كشف النقاب عن قرب الإفراج عن عنود، ابنة صهر العقيد الراحل معمر القذافي، ورئيس جهاز المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي، بعد قضاء عقوبتها بالسجن لمدة عشرة أشهر. وقال إن الترتيبات جارية للإفراج عنها بعدما تم اعتقالها بتهمة دخولها لليبيا بجواز سفر مزور.

من جهته، أعلن أحمد أبو كراع، الناطق الرسمي لجهاز الشرطة القضائية، أنه تم فض حالة التمرد والشغب داخل السجن بالطرق السلمية عن طريق مكبرات الصوت والقنابل الدخانية وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، والتي أسهمت بشكل مباشر في تفريقهم من قبل الحراسات ووحدة الحماية المكلفة بتأمين المؤسسة. وأكد أن عملية فض التمرد لم تسفر عن سقوط ضحايا، ولم يتم إطلاق رصاصة واحدة على النزلاء المتمردين، وحتى حالات الإصابة التي حصلت للنزلاء وأعضاء الجهاز كانت بسبب التدافع، مشيرا إلى أنه تم إسعاف المصابين ومنح لهم العلاج اللازم في وحدة الرعاية الصحية بالمؤسسة. وطالب المنظمات الحقوقية بزيارة المؤسسة لإعداد تقاريرها بشأن عملية فض التمرد بالطرق السلمية، كما حث على ضرورة تفعيل القضاء بأسرع وقت ممكن حتى لا تتكرر حالات شغب أخرى يمكن أن تؤدي لنتائج لا تحمد عقباها.

من جهة أخرى، أعلن عبد الباري العروسي، وزير النفط الليبي، أن إنتاج بلاده من النفط ما زال أقل من نصف مستواه قبل الحرب نظرا لتوقف العمل في موانئ لتصدير النفط في شرق البلاد. وأضاف العروسي، في مقابلة بثتها قناة «ليبيا الحرة»، أن إنتاج البلاد من الخام تراجع إلى 665 ألف برميل يوميا بسبب تعطيلات مستمرة منذ شهر جراء قيام حراس أمن مسلحين بغلق موانئ تصدير رئيسة.

ولفت إلى أن موانئ السدر وراس لانوف والزويتينة ومرسى الحريقة التي تقع في شرق البلاد حيث معظم إنتاج ليبيا من الخام ما زالت مغلقة. وقال متحدث باسم حرس المنشآت النفطية إن الموقف لم يتغير منذ الأسبوع الماضي، وإن موانئ السدر وراس لانوف والزويتينة ما زالت مغلقة. وقال الوزير إن مرسى البريقة فتح في الآونة الأخيرة، في حين ما زال الزويتينة ومرسى الحريقة مغلقين، مضيفا أن كلا من الموانئ المغلقة معطل لأسباب مختلفة.

وألقى العروسي باللوم على عمال غير نفطيين ومن قال إنهم محرضون يطالبون بدولة اتحادية في ليبيا، وحملهم مسؤولية الإضرابات التي قال إنها تسببت في فقد إيرادات تقدر بملياري دولار. وتابع أن تلك الجماعات أعلنت النظام الاتحادي ولا تعترف بالحكومة ولا بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان). وكانت ليبيا قد هددت رسميا بأنها ستهاجم وتدمر أي ناقلة تصدر النفط بطريقة غير قانونية بعد أن أطلقت قوات الأسبوع الماضي النار على ناقلة ترفع علم ليبيريا بالقرب من أكبر مرفأ لتصدير النفط الخام في البلاد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ناطق باسم وزارة الدفاع الليبية قوله إن الناقلة التي سعت لتحميل نفط خام كان محتجون مسلحون يغلقون موانئ التصدير الرئيسة في البلاد يحاولون بيعه بطريقة غير قانونية، تمكنت من الفرار. وأضاف «وضعت ثلاث قواعد جوية في درجة عالية من التأهب لضرب وتدمير أي ناقلة نفطية لا تكون لديها اتفاقات تعاقدية مع شركة النفط الوطنية في البلاد».

وتقع الاحتجاجات بشكل رئيس في الجزء الشرقي من ليبيا الذي يطالب بقدر أكبر من الحكم الذاتي منذ أن بدأت الانتفاضة ضد القذافي. ويقول مسؤولون حكوميون إن الإضرابات ينظمها أصوليون يريدون مزيدا من الاستقلال لشرق البلاد ويحاولون تمويل قضيتهم بمبيعات غير قانونية للنفط المخزن في المواني.

على صعيد آخر، أجريت مساء أول من أمس قرعة الدوري الليبي لكرة القدم للموسم الرياضي الحالي، بحضور الدكتور علي زيدان رئيس الحكومة، وعبد السلام غويلة وزير الشباب والرياضة، ورئيس الاتحاد العام الليبي لكرة القدم ورؤساء اللجان بالاتحاد ونخبة من نجوم الكرة القدم المحليين والدوليين. واعتبر زيدان في بيان له أن عودة الدوري الليبي بداية من 13 من الشهر المقبل تمثل عودة الدولة والشعب الليبي إلى حياتهم الطبيعية وعودة الأمور إلى نصابها وإعادة السلام وانطلاق التنمية والتطور، موضحا أنه جار استكمال العمل في البنية التحتية للرياضة والتفاوض بشأنها لغرض عودة الشركات واستكمالها.