طالبان تعدم 12 مدنيا بينهم 6 يعملون في برنامج تنموي

كرزاي ينهي زيارته إلى باكستان.. ونواز شريف يقبل دعوته إلى كابل

أفغانيان يواسيان رجلاً أغمي عليه بعد حادث مقتل مدنيين في جنوب كابل أمس (أ.ب)
TT

أفادت مصادر متطابقة أمس بأن حركة طالبان أعدمت 12 من المدنيين الأفغان في حادثين منفصلين، وذلك تزامنا مع زيارة الرئيس حميد كرزاي إلى باكستان طلبا للمساعدة في بدء محادثات سلام مع الحركة المتمردة وإنهاء الحرب المستمرة منذ 12 عاما.

وذكر مسؤولون أن مسلحي طالبان أعدموا ستة أفغان يعملون في برنامج تنموي يموله البنك الدولي في إقليم هراة الواقع غرب البلاد، مشيرين إلى أن جثث الأشخاص الستة عثر عليها يوم أمس. وخطف المدنيون الستة وهم أربعة مهندسين وعاملين الأحد بينما كانوا متوجهين إلى منطقة غورلان النائية في ولاية هراة المحاذية لإيران وتركمانستان. وقتل الأشخاص الستة الذي كانوا يعملون في «برنامج التضامن الوطني» الاثنين، بحسب بيان للحكومة. ويقدم البرنامج الذي أطلقته وزارة تأهيل وتنمية المناطق الريفية، قروضا نقدية لمجالس القرى لتمويل مشاريع بناء الطرق والجسور وغيرها من مشاريع البنى التحتية. ويمول البنك الدولي المشروع بمساعدة دول مانحة.

ودان الرئيس كرزاي حادث القتل بشدة ولمح إلى أن عناصر في باكستان لا تزال تأوي مسلحين من طالبان. وقال في بيان إن «قتل المهندسين والعمال الأبرياء يظهر أن طالبان وسادتها الأجانب يريدون لأفغانستان أن تظل دولة فقيرة تعتمد على الآخرين إلى الأبد». وجاء هذا الحادث بعد ساعات على اكتشاف جثث ستة أفغان في إقليم بكتيا المضطرب في شرق البلاد. وتستهدف حركة طالبان بدرجة متزايدة المدنيين الذين تعتقد أنهم يتعاونون مع الحكومة.

وأنهى الرئيس كرزاي أمس زيارته إلى باكستان بدعوة رئيس الوزراء نواز شريف إلى كابل، في ختام يومين من المحادثات الودية، لكنه لم يحرز تقدما ملموسا على صعيد إيجاد حل للنزاع في أفغانستان. وقد التقى حميد كرزاي نواز شريف للمرة الأولى منذ عودة الأخير إلى الحكم بعد فوزه في الانتخابات العامة الباكستانية في مايو (أيار) الماضي. وطلب الرئيس الأفغاني من باكستان، المتحالفة تاريخيا مع طالبان التي تقاتل النظام في كابل وحلفاءه في الحلف الأطلسي منذ 12 عاما، أن تساعده على إجراء اتصال مباشر لبدء مفاوضات سلام مع المتمردين الأفغان الذين يرفضون ذلك حتى الآن.

وتابع كرزاي وشريف اللذان التقيا الاثنين بعد وصول الرئيس الأفغاني إلى إسلام آباد، محادثاتهما الثنائية على مأدبة غداء ظهر أمس في مدينة موري الرائعة في ضواحي إسلام آباد. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن «الرئيس كرزاي كرر توجيه الدعوة إلى رئيس الوزراء نواز شريف لزيارة أفغانستان. وقد قبل رئيس الوزراء الدعوة».

وأبدت حركة طالبان التي كانت في سدة الحكم في كابل بين عامي 1996 و2001، انفتاحا خلال الأشهر الماضية لإجراء مفاوضات سلام وأكدت أنها لا تريد «احتكار» السلطة بعد انسحاب غالبية جنود الحلف الأطلسي وقوامهم 87 ألف جندي المقرر في نهاية 2014. لكن الحركة ترفض التحاور مباشرة مع كرزاي لأنها تتهمه بكونه دمية في أيدي الأميركيين خصوصا أنه ينهي ولايته الرئاسية قريبا وأنه بحسب الدستور لا يستطيع الترشح لولاية ثالثة خلال الانتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) المقبل.

وكان مسؤولون أفغان ذكروا قبل هذه الزيارة إلى إسلام آباد أن كرزاي سيطلب من باكستان الإفراج عن أهم مسؤول طالباني أفغاني في السجون الباكستانية، وهو الملا عبد الغني برادار المساعد السابق للملا عمر، القائد الأعلى لطالبان. وإذا كانت إسلام آباد قريبة تاريخيا من حركة طالبان، فهي متحالفة أيضا منذ 2001 بصورة رسمية مع الأميركيين أعداء الحركة، وعلى هذا الأساس اعتقلت عددا كبيرا من المتمردين الأفغان اللاجئين على أراضيها.

ويعتبر المسؤولون الأفغان أن عمليات الإفراج هذه تتيح لهم أن يثبتوا حسن نياتهم للمتمردين ويأملون في أن يقنع هؤلاء الموقوفين السابقين قيادة طالبان ببدء محادثات سلام. لكن لم يعلن يوم أمس عن الإفراج عن أي معتقل بعد زيارة كرزاي. وبناء على طلب كابل أفرجت باكستان حتى الآن عن 26 من عناصر طالبان الأفغان ابتداء من نهاية 2012.