تل أبيب زودت واشنطن بـ«بنك الأهداف» في سوريا.. وتوقعات بقصف صواريخ ومواد خام كيماوية

مسؤولون إسرائيليون: لن نشارك في أي عملية ضد سوريا لكننا سنرد على أي هجوم

TT

أكد مسؤولون إسرائيليون أنهم لن يشاركوا في أي عملية مرتقبة ضد سوريا، ولن ينجروا وراء استفزازات محتملة، لكنهم سيردون على النار بالمثل إذا ما تعرضت إسرائيل لهجوم. وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، داني دانون: «إسرائيل لن تتدخل في الأزمة السورية ولن تنجر وراء أي استفزازات، لكنها تعرف كيفية حماية نفسها ومصالحها وسترد في حال تعرضها لهجوم».

ودعم دانون أي تحرك ضد سوريا، قائلا إنه يجب وقف المجازر الجارية هناك، مشيدا بما وصفه النهج الصحيح الذي ينتهجه المجتمع الدولي لوقف الهجمات ضد المدنيين. ويرى دانون الذي تحدث إلى الإذاعة العبرية، أن أي ضربة عسكرية لسوريا ستحمل كذلك رسالة حاسمة لإيران برفض مشروعها النووي، وقال: «عملية عسكرية ضد سوريا ستعزز مصداقية الرئيس الأميركي الذي يؤكد أن حصول إيران على سلاح نووي خط أحمر لن يقبل بتجاوزه». وأردف «ستكون هذه رسالة إلى كل القوى المتطرفة في العالم وليس فقط إلى طهران».

ويشير حديث دانون إلى دعم إسرائيل عملية ضد سوريا لكن من دون أن تتدخل، وهذا ما أكده كذلك، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي قال إن إسرائيل «غير معنية بالدخول إلى حرب مع سوريا». لكن ليبرمان، مثل دانون، ترك الباب مفتوحا لكل الاحتمالات إذا ما فكرت سوريا وهاجمت إسرائيل. «ربما لن يكون أمامنا مفر سوى التدخل عسكريا إذا ما تمت مهاجمتنا». وأضاف ليبرمان قائلا إن «الجميع يتطلع إلى ما سيحدث في سوريا كاختبار للسياسة الخارجية للدول الغربية (..) الحديث هنا يدور عن اختبار لمصداقية الرئيس الأميركي باراك أوباما، وحتى تثبت الولايات المتحدة أنها هي قائدة العالم».

وعمليا، بدأت الاستعدادات في إسرائيل للتعامل مع أي تداعيات للضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا، التي يتوقعها مسؤولون إسرائيليون خلال أيام قليلة. فبعد أيام من توزيع ملايين الكمامات الواقية من الغازات الكيماوية على الإسرائيليين، نشر سلاح الجو الإسرائيلي، أمس، عددا من منظومات الدفاع الجوي الصاروخي المعروفة بـ«باتريوت» في مدينة حيفا. وقالت مصادر في الجيش إن سلاح الجو وجه منظومة «الباتريوت» شمالا تجاه الحدود مع سوريا، استعدادا لاحتمال إطلاق السوريين صواريخ تجاه إسرائيل.

لكن مثل هذا الاحتمال لا يبدو مرجحا بقوة في إسرائيل. إذ قللت مصادر أمنية إسرائيلية من فرص قيام النظام السوري بإطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية ردا على ضربة عسكرية أميركية محتملة، «وذلك لأنه (النظام السوري) يدرك أن رد الفعل سيكون ذا نتائج خطيرة على النظام المتورط في صراع بقاء».

من ناحية ثانية، زودت إسرائيل، بحسب مصادر مطلعة، الولايات المتحدة ببنك الأهداف في سوريا. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»: «إن معظم المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها الولايات المتحدة حول سوريا جاء من إسرائيل». وقال المحلل العسكري لـ«يديعوت»، رون بن يشاي، إن الولايات المتحدة أمام سيناريوهين: الأول ردع النظام السوري من دون المس بقدرته على البقاء، ويتمثل في قصف مواقع تخزين المواد الخام التي تصنع منها الأسلحة الكيماوية، ومنصات الصواريخ المعدة لإطلاقها، إضافة إلى بعض المطارات العسكرية وطائرات مقاتلة ومنظومات الدفاع الجوي، والثاني، معاقبة النظام وإضعافه وتهديد بقائه، وهذا يعني قصف مؤسسات ورموز الدولة وقواعد الحرس الجمهوري السوري.

ولا يتوقع الإسرائيليون أن تذهب الولايات المتحدة بعيدا في الضربات الجوية. وثمة تقديرات بتوجيه الولايات المتحدة ضربة محددة وعلاجية ضد سوريا، ليس من شأنها تغيير موازين القوى. وتنتظر إسرائيل ردا سوريا محدودا على غرار عمليات وإطلاق نار عبر الحدود قد تتكفل بهما «الجبهة الشعبية - القيادة العامة».

وعلى أي حال، طلبت إسرائيل من واشنطن إبلاغها بموعد العملية العسكرية قبل تنفيذها بوقت كاف. وقدم هذا الطلب يعكوب عميدور، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، ومسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية وأجهزة الاستخبارات. ويترأس عميدور وفدا أمنيا إسرائيليا يزور واشنطن في هذه الأيام، وتتركز زيارته على بحث ملفات «الأمن القومي» المشتركة بين إسرائيل وواشنطن.

وقال التلفزيون الإسرائيلي، إن عميدور، طلب من نظيرته الأميركية إبلاغ إسرائيل في وقت مبكر بموعد الهجوم، حتى تكون إسرائيل مستعدة لمواجهة أي طارئ. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي، كانت مقررة سلفا لإجراء محادثات سياسية وأمنية، ولكنها تكتسب أهمية خاصة عقب التطورات الأخيرة في سوريا. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع في الوفد لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن «المباحثات الآن تتركز على الوضع في سوريا وعواقب استخدام السلاح الكيماوي والسيناريوهات المرتقبة».