شهود عيان: مهاجمو «الشيخ زويد» استخدموا سيارة إسعاف مفخخة

قالوا لـ «الشرق الأوسط» إن المسلحين احتجزوا موظفين بأحد الأبنية.. واشتباكات عنيفة مع الجيش

فتيات ضمن عدد من المتظاهرين احتجاجا على إخلاء سبيل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في وسط القاهرة أمس (أ.ب)
TT

تمكنت «الشرق الأوسط» من الحصول على تفاصيل دقيقة من روايات شهود عيان للمواجهات الدامية التي وقعت في محيط قسم شرطة الشيخ زويد القريب من الحدود المصرية مع قطاع غزة، بما فيها أول عملية تفجير لسيارة «مفخخة» في سيناء، الأمر الذي أدى لمقتل عدد من المسلحين، بينهم مسلح كان يخبئ وجهه وراء «نقاب أحمر»، وآخر حاول الاختباء وسط المارة. كما جرى ضبط 12 متهما بممارسة «الإرهاب»، إلى جانب أنباء عن توقيف ضابط أميركي متقاعد، لم تتضح علاقته الحقيقية بالأحداث.

وشهدت مدينة الشيخ زويد القريبة من مدينة رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة (نحو 10 كيلومترات) معركة ضارية أمس، بين عناصر من الجماعات المسلحة، وقوات الأمن والجيش، استمرت على مدار يوم أول من أمس، بحسب شهود عيان تحدثوا إلى «الشرق الأوسط».

وروى شهود العيان تفاصيل ما حدث حول السيارة «المفخخة» التي انفجرت أمام قسم الشيخ زويد.. وأكدوا أنها سيارة إسعاف مسروقة. وقال شهود العيان، إن «العناصر المسلحة بدأوا أولا بإطلاق النار على القسم من فوق سطح مبنى مقابل له، ومن مسافة تبلغ نحو 400 متر، بعدها ناشدت قوات الجيش المواطنين عبر مكبر صوت مخصص لهذا الغرض بإخلاء محيط القسم».

وتابع: «بعد ذلك توقفت سيارة إسعاف أمام قسم الشرطة بحجة تغيير إطار السيارة، وقامت بترك عبوتين ناسفتين انفجرتا بعد تحرك السيارة مباشرة، وخلف الانفجار أضرارا بباب وسور القسم، فقامت القوات بإطلاق النار على سيارة الإسعاف والتي كان بها عبوتان ناسفتان أخريان، وقد انفجرتا مؤديتين إلى مصرع وتفحم من بداخل السيارة، وتبين أنهم كانوا ثلاثة أفراد وفق الرؤوس التي وجدت داخلها».

وأضاف شهود العيان، أنه في أثناء تبادل إطلاق النار لجأ عدد من الموظفين إلى مبنى الإدارة التعليمية بالشيخ زويد، وهو متاخم لمحيط قسم الشرطة، حيث قام ستة من المسلحين باحتجازهم داخل المبنى، فقامت قوات الجيش بتبادل إطلاق النار معهم مما أدى لمصرع اثنين من المسلحين والقبض على أربعة. كما أشارت المصادر إلى القبض على ضابط أميركي متقاعد في محيط الأحداث.

ولفت شهود العيان إلى حدوث حالة من الهلع والذعر انتابت الأهالي، وسمعت صيحات استغاثة وصراخ، خاصة من الوحدة الصحية الواقعة في محيط قسم الشرطة، والتي تتردد عليها النساء الحوامل لمتابعة ظروفهن الصحية.

وأوضح شهود العيان أنه، وفي منطقة الكوثر، أحد أحياء الشيخ زويد «كانت سيارة من النوع المعروف وسط السكان المحليين بـ«التايلندي» (عبارة عن شاحنة صغيرة دفع رباعي) بيضاء تقل مجموعة من الإرهابيين، وأنهم حين تفاجأوا بوجود مدرعتين نزل أحدهم من السيارة وكان يرتدي نقابا على وجهه بلون «أحمر داكن»، وحاول تبادل إطلاق النار مع القوات لتغطية زملائه، لكن النيران حاصرته فحاول الاحتماء بأسرة تصادف اختباؤها على جانب الطريق، إلا أن قوات الجيش تمكنت من قنصه دون خسائر أخرى، كما تمكنت من مطاردة السيارة وقتل أحد الإرهابيين والقبض على أربعة آخرين كانوا يستقلونها».

وأضاف شهود العيان، أنه في أثناء الاشتباكات التي وقعت بين قوات الشرطة والجيش وعناصر من المسلحين بمنطقة سوق الثلاثاء بالمدينة، انفجرت عبوة ناسفة داخل السوق، مما أدى لإصابة طفلين كل منهما في الخامسة عشرة من العمر، ولم يتم تأكيد أية إصابات أخرى بين المواطنين.

وقالت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن شمال سيناء، إنه «تم القبض على 12 من المشتبه في تورطهم في الانفجار الذي وقع أمس بمحيط قسم الشيخ زويد». وأوضح مصدر أمني في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر أمس (الأربعاء)، أنه من بين المضبوطين أميركي الجنسية عثر بحوزته على خريطة لمواقع حيوية وشرطية بشمال سيناء. مؤكدا أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين المضبوطين، كما جرت مساءلاتهم للوقوف على أبعاد أنشطتهم الإجرامية وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

وتابع المصدر الأمني أن «الضابط الأميركي المضبوط مساء أمس بمدينة الشيخ زويد، تبين أنه يدعى جيمس هنري (55 عاما)، يهتم بجمع وثائق تاريخية عن سيناء، حيث ضُبطت معه وثائق للمعالم التاريخية في سيناء وخرائط خاصة بحدود سيناء وأوراق تتضمن تفاصيل بعض الهجمات التي شنتها العناصر الإرهابية على الأكمنة، من بينها مذبحة رفح الثانية»، ورجحت المصادر أن يكون الضابط الأميركي من هواة التوثيق التاريخي، وهو ما سيتضح بعد التحقيق معه والذي بدأ صباح أمس، بإحدى الجهات السيادية.

وعلى صعيد متصل، أفاد مصدر أمني مطلع بمدينة العريش بشمال سيناء في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، أن «دوي إطلاق نيران سمع بكثافة بالقرب من المبني السكني التابع للكاتدرائية القبطية بحي المساعيد بالعريش، لكن لم تحدث أية خسائر في المبني أو الأرواح».