هيغل: استراتيجيتنا في آسيا لا تهدف إلى محاصرة الصين

وزير الدفاع الأميركي يلتقي نظراءه في رابطة «آسيان» ويشدد على تفادي التوتر

وزير الدفاع الأميركي هيغل في حديث ضاحك مع وزير الطاقة ببروناي رئيس اجتماع وزراء دفاع دول رابطة «آسيان» بيهين ياسمين في جيرودونغ ببروناي أمس (إ.ب.أ)
TT

التقى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، أمس، نظراءه في آسيا، حيث تسعى الولايات المتحدة لتعزيز استراتيجيتها الجديدة القاضية بإعادة التموضع في المنطقة، وذلك غداة تأكيده أن السياسة الأميركية في المنطقة «لا تهدف إلى محاصرة الصين ولا أي بلد آخر، بل تهتم بالمصالح الاقتصادية ونشر الرخاء والاستقرار».

ويفترض أن يدعو هيغل إلى ضبط النفس في الخلافات على أراض في بحر الصين الجنوبي وأن يشدد على تركيز الولايات المتحدة على منطقة جنوب شرقي آسيا خلال اجتماع في بروناي لوزراء الدفاع في الرابطة التي تضم دول المنطقة (آسيان) والصين ودول آسيوية أخرى، كما أعلن مسؤولون أميركيون مسبقا.

وهذا الاجتماع الذي يستغرق يومين هو المحطة الرئيسية في جولة تستمر أسبوعا يقوم بها وزير الدفاع في جنوب شرقي آسيا لكن هيمنت عليها الأزمة المتصاعدة بين سوريا والغرب. ورغم الاقتطاعات في ميزانية وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ستمضي واشنطن قدما في خططها لنشر المزيد من السفن والقوات والتدريبات والأجهزة للدول القلقة بشأن القدرة العسكرية المتنامية للصين.

والتقى هيغل أمس نظيره الياباني ايتسنوري اونوديرا الذي شكره على حضور الاجتماع رغم الوضع السوري. وقال اونوديرا هذا الأسبوع إن اليابان قد تصبح «لاعبا رئيسيا» في حال اندلاع نزاع في آسيا وفي حال الحاجة إلى الحذر من طموحات الصين البحرية. وهنالك خلاف إقليمي بين طوكيو وبكين في بحر الصين الشرقي بينما اتهمت دول في جنوب شرقي آسيا الصين بالقيام بأنشطة استفزازية لتأكيد مطالبتها بكل بحر الصين الجنوبي.

ومن المتوقع أن يشكل هذا التوتر محورا رئيسيا في محادثات هيغل مع نظرائه في كوريا الجنوبية وفيتنام وبروناي. وسيلتقي هيغل وزير الدفاع الصيني الجنرال تشانغ وانكوان ووزير دفاع ميانمار على هامش مؤتمر آسيان. واتهمت الصين بالتلكؤ في القضية لكنها أعلنت هذا العام اعتزامها الدخول في محادثات مع رابطة جنوب شرقي آسيا في هذا الشأن. ويعرض البنتاغون سفنا ورادارات ومساعدات أمنية أخرى للدول في جنوب شرقي آسيا وذلك لتحقيق نوع من التوازن مقابل الحشد العسكري الصيني.

وأعلن هيغل أول من أمس عن بيع ثماني مروحيات أباتشي إلى إندونيسيا خلال زيارته إلى جاكرتا. ويؤكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة تريد تجنب تأجيج التوتر. وأكد هيغل أن «الأمر ليس متعلقا بمحاصرة الصين أو أي بلد آخر، بل بالمصالح الاقتصادية والعالم والرخاء والاستقرار والأمن». واعترف الوزير الأميركي بوجود خلافات مع الصين حول الأمن الإلكتروني، حيث اتهمت واشنطن بكين بالتجسس الرقمي واسع النطاق على الصناعات الأميركية والوكالات الحكومية.

وتوترت العلاقات أيضا بسبب كشف المستشار السابق للاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن قيام الولايات المتحدة بالتجسس والقرصنة الإلكترونية ضد الصين. وقال هيغل: «نعم، لدينا خلافات ولكن الطريقة الوحيدة لتجاوز هذه الخلافات هي عبر العمل خلالها».

ويتوقع أن يناقش هيغل خطر الأسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية وبرنامجها الصاروخي مع نظرائه الآسيويين. وخفت التهديدات الكورية الشمالية في الأشهر الأخيرة لكن هيغل شدد على «وجوب قيام النظام الحاكم بخطوات للتخلي عن برنامجه النووي والسماح بقدوم مفتشين من الأمم المتحدة». وقال: «يجب عليهم الاعتراف، يجب السماح بقدوم أشخاص للتفتيش».

ويشارك وزراء دفاع عشر دول في جنوب شرقي آسيا في اجتماع الرابطة إلى جانب نظرائهم في اليابان والصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والهند وأستراليا ونيوزيلندا.