بيونغ يانغ تدعو مبعوثا أميركيا لزيارتها تمهيدا لإطلاق معتقل

بوادر انفراج في شبه الجزيرة الكورية.. مع سعي الشمال للخروج من عزلته

السفير الأميركي المكلف شؤون حقوق الإنسان روبرت كينغ (يمين) يصافح رئيس اللجنة الوطنية للسلامة العامة في اليابان كيجي فورويا، في طوكيو أمس (ا.ب)
TT

يتوجه مبعوث أميركي غدا إلى كوريا الشمالية، بناء على دعوة من هذه الأخيرة، لمناقشة إمكانية الإفراج عن مواطن أميركي معتقل في هذا البلد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. واعتبر محللون أن هذه الخطوة تأتي في سياق مؤشرات عن عزم الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ - أون فتح قنوات اتصال مع واشنطن وسيول بعد تهديدات استمرت لأشهر، وذلك في محاولة لإصلاح اقتصاد بلاده المنهار.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، مساء أول من أمس، إن السفير المكلف شؤون حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، روبرت كينغ، سيتوجه إلى بيونغ يانغ، بدعوة من الحكومة الكورية الشمالية، في 30 أغسطس (آب) «في مهمة إنسانية تتركز على إطلاق سراح المواطن الأميركي كينيث باي». وكان باي، (45 عاما)، وهو مبشر أميركي من أصل كوري، قد اعتقل في كوريا الشمالية في نوفمبر ثم حكم عليه نهاية أبريل (نيسان) بالأشغال الشاقة. وتم نقله قبل أسابيع إلى مستشفى في بيونغ يانغ بسبب تدهور حالته الصحية. وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن كينغ «سيطلب من كوريا الشمالية العفو عن باي ومنحه عفوا خاصا لأسباب إنسانية كي يتمكن من العودة لعائلته وتلقي العلاج». وفي بيان منفصل، أبدى البيت الأبيض «قلقه العميق إزاء الوضع الصحي لكينيث باي»، كما «حض الحكومة الكورية الشمالية على منحه تدبير رأفة خاصا والسماح بعودته مع السفير كينغ».

ويوجد روبرت كينغ في شمال شرقي آسيا منذ 19 أغسطس الحالي بهدف إعادة إطلاق مبادرة دبلوماسية أميركية حول الملف الكوري الشمالي، وقد زار لهذه الغاية الصين وكوريا الجنوبية واليابان. وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت في السابق مبعوثين إلى كوريا الشمالية، بينهم الرئيس السابق جيمي كارتر، للمطالبة بالإفراج عن أميركيين معتقلين.

واعتبر محللون أن من المحتمل أن يقبل الزعيم الكوري الشمالي كيم التماس الإفراج عن الأميركي باي خلال الأيام المقبلة، خصوصا بعد توصل بيونغ يانغ في الآونة الأخيرة إلى اتفاق على إعادة فتح المنطقة الصناعية المشتركة مع سيول وجمع شتات العائلات التي فرقتها الحرب الكورية (1951 و1953).

ولا يتوقع الخبراء سلاما دائما بين الكوريتين، إذ لم يبد كيم أي علامة على التخلي عن برنامجه للأسلحة النووية. لكن الزعيم الكوري الشمالي والرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هاي يمكن أن يصلا إلى أرضية مشتركة بعد أن حظي كل منهما بدعم في الداخل لموقفه المتشدد عندما هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بالحرب. وقال المعلق السياسي المستقل يو تشانغ سيون: «يبدو أن كوريا الشمالية عقدت العزم على تحسين العلاقات خلال فترة بارك الرئاسية، وعلى بارك نفسها أن تضع في اعتبارها آمال والدها في إعادة توحيد الكوريتين». وبارك هي ابنة بارك تشونغ هاي الحاكم العسكري الذي ينسب إليه الفضل في بناء كوريا الجنوبية. وأمام بارك خمس سنوات فقط في الرئاسة لتعمل على ترك إرث يمكن أن يتناسب بشكل ما مع تاريخ والدها الكبير.

والتقت بارك والد كيم، الزعيم كيم يونغ - إيل، في 2002 في خطوة قال البعض إنها مهدت الطريق لعلاقات أفضل بين البلدين مثل خطوة لم شمل الأسر التي فرقها التقسيم والتي بدأت في العام التالي. وقال يو: «إنها واحدة من القلائل الذين تحدثوا إلى جيم يونغ - إيل وتحدثوا إليه طويلا. تلك تجربة مهمة جدا، من شأنها قطعا أن تسهم بقوة في تحسن العلاقات بين الشمال والجنوب». وتتمتع بارك بتأييد شعبي حسبما أظهر استطلاع للرأي أجري الأسبوع الحالي بعد مضي ستة أشهر لها في الرئاسة فيما يعود في الأساس لتأييد سياستها تجاه كوريا الشمالية.