وزراء الخارجية الخليجيون يلتقون لتوحيد التصور حيال متغيرات المنطقة

الدورة الاعتيادية تنعقد في جدة الأحد وسط تطورات الوضع السوري

TT

يناقش وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأحد المقبل في جدة جملة من المذكرات والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية المتعلقة بالحوارات الاستراتيجية والمفاوضات بين دول المجلس والمواضيع الإقليمية والعربية والدولية.

ويأتي لقاء الوزراء ضمن اجتماعات المجلس الوزاري لمجلس التعاون في دورته الـ128 برئاسة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس.

وأوضح الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سيستعرض خلال هذا الاجتماع عددا من الملفات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية، إضافة إلى تطورات الأوضاع والأحداث العربية والإقليمية والدولية التي تهم دول مجلس التعاون.

ويعد الاجتماع الذي يعقد في جدة، لقاء اعتياديا لوزراء خارجية دول المجلس لبحث المواضيع المتعلقة بالدول الخليجية ومراجعة كافة التقارير، والعمل الخليجي المشترك بين الدول من خلال الدورة العادية الـ128 للمجلس الوزاري التي تكتسب أهمية خاصة نظرا لأهمية الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها، وكذلك لما تشهده المنطقة من متغيرات وأحداث متسارعة تتطلب مواقف موحدة.

ومن المتوقع أن يتطرق الاجتماع إلى الأوضاع الراهنة في دول المنطقة العربية في ظل الظروف الحالية التي يشهدها عدد من الدول، خاصة سوريا ومصر، التي تعد ضمن أبرز المواضيع وأهمها في المجلس الذي يبحثها بشكل دائم خلال اجتماعاته المعتادة.

وكانت مدينة جدة استضافت الاجتماع السابق في دورته الـ127 وحينها استنكر المجلس في توصياته الختامية تصريحات القيادات العليا الإيرانية بشأن البحرين وشعبها، مدينا إرسال النظام الإيراني طائرة تجسس تم العثور عليها في شمال البحرين، وعدّ ذلك عملا عدائيا يعكس إصرار إيران على التدخل في شؤون مملكة البحرين، وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها.

فيما عبر المجلس الوزاري في دورته السابقة عن أسفه لتعثر المباحثات التي جرت في كازاخستان بتاريخ 5 أبريل (نيسان) 2013 بين مجموعة دول «5+1» وإيران، مؤكدا على ضرورة استجابة إيران للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي بشكل سلمي، بما يكفل تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومعايير واشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومعربا عن بالغ قلقه لاستمرار تدهور الأوضاع في سوريا، وتزايد احتمالات تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومشددا على ضرورة موقف دول المجلس الثابت الداعي إلى مضاعفة جهود المجتمع الدولي، لإيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا، ويوقف نزيف دماء الشعب السوري، ويحقق تطلعاته وآماله، ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها.

وكان غانم البوعينين وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة البحرين، دعا خلال كلمة ألقاها في الدورة الـ127 إلى اتخاذ موقف موحد على الصعيد الدولي والإقليمي لإبراز دور مجلس التعاون وتأثيره لمواجهة التهديدات والمخاطر التي تحدق بالمنطقة وتلك المتوقعة والتي تتطلب تعاملا واعيا يضع أمن الخليج العربي فوق كل اعتبار وفق مفهوم استراتيجي شامل يقوم على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسيادة الوطنية واعتماد التفاوض والحوار وسائل فعالة لفض النزاعات بين الدول، تماشيا مع مبادئ التعايش السلمي التي أعلنتها الأمم المتحدة وأقرتها القوانين الدولية، مشددا على ضرورة اتخاذ وقفة جادة تجاه ما يعانيه الشعب السوري من إهدار لحقوقه وإعطائه حقه في اختيار نظامه السياسي وتدخلات بعض الدول لتعطيل إرادته سعيا للهيمنة على المنطقة العربية.