المعارضة تحذر من استخدام النظام للمدنيين دروعا بشرية خلال الضربة المتوقعة

تحدثت عن نقل مقراتها إلى الأحياء المأهولة واعتقال شبان في مواقع عسكرية

TT

حذرت المعارضة السورية، أمس، من استخدام النظام السوري المدنيين كدروع بشرية، في مواجهته للضربة الأميركية المتوقعة على سوريا، وسط أنباء أكدتها مصادر مختلفة من المعارضة، أن النظام يخلي مواقعه العسكرية والأمنية وينقلها باتجاه المناطق المأهولة بالسكان، فيما تقوم أجهزته الأمنية بحملات اعتقالات بحق مجموعات من السوريين، ونقلهم في المواقع العسكرية المتوقع ضربها.

وأعلن عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد رمضان، أن قوات النظام السوري «بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين وخصوصا الشبان في دمشق، وتعمل على نقلهم إلى معسكرات وثكنات الجيش لاستخدامهم دروعا بشرية في حال التعرض لهجوم عسكري»، مشيرا إلى أن «المعلومات تشير إلى عمليات اقتحام للمنازل واعتقال الشبان والرجال وسوقهم في شاحنات إلى معسكرات النظام».

وأوضح رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري يقوم بعملية مزدوجة، فإلى جانب الاعتقالات ونقل المعتقلين إلى المواقع العسكرية وتصويرهم على أنهم مناصرون له ضد الضربة العسكرية الغربية، وصلتنا معلومات تفيد بأنه يعمل على إخلاء المقرات الأمنية والعسكرية ونقلها إلى داخل المناطق المأهولة»، مشيرا إلى أن «بعض البيوت وسط التجمعات السكانية تستخدم كمواقع أمنية ومواقع اتصالات».

وتحدث رمضان عن معلومات بأن عناصر عسكرية وأمنية أبلغت من قياداتها «بنزعِ اللباسِ العسكري والتحرك بزي مدني، وعدمِ التحرك بآلياتٍ ومركباتٍ عسكرية لعدم لفت الانتباه واستخدام سيارات مدنية وأجرة». وكان رمضان طلب من المدنيين، عبر صفحته على «فيس بوك»: «عدمُ السماح بإقامة ملاذاتٍ آمنة لعناصرِ النظام، وإبلاغُ قياداتِ الكتائب الميدانية والجيشِ الحرِّ عن مخابئ هؤلاء وتحركاتهم، ومنعهم من استخدامِ المدنيين دروعا بشرية، كما يتوجب مراقبة حركة الطرقِ الرئيسة للحيلولة دون هروبِ عناصرِ النظام باتجاه الأراضي اللبنانية أو منطقة الساحل».

وتتفاوت تقديرات المعارضة حول هوية المواقع المعرضة للاستهداف في الضربة المتوقعة، إذ ترجح مصادرها أن تستهدف الضربة معسكرات ومقرات معروفة لقوات النظام. وحذّر رمضان من أن النظام «سيعمد إلى ضرب مناطق مدنية بالتزامن مع القصف الغربي، للزعم أن الأهداف التي قصفت من قبل تحالف الأصدقاء، واستثمارها إعلاميا».

وكان الائتلاف الوطني حذر، في بيان، من أن النظام «يضع مجموعات من المدنيين وأعدادا ضخمة من المعتقلين ضمن أو قرب مواقع عسكرية، وذلك في استخدام خطير للمدنيين كدروع بشرية في النزاعات المسلحة، وهو ما ينتهك مواثيق حقوق الإنسان ويضرب بعرض الحائط قواعد القانون الدولي الإنساني ويشكل جريمة ضد الإنسانية».

وتتركز جهود النظام على استخدام المدنيين كدروع بشرية، بحسب المعارضة، في العاصمة دمشق. وقال رمضان «إننا رصدنا تلك الإجراءات في العاصمة، فيما قام النظام بإجراءات مختلفة في مناطق أخرى، أهمها قيامه بعملية إخلاء الضباط العاملين في مراكز الأبحاث والدراسات، نقلهم إلى مناطق أكثر أمنا».

في هذا الوقت، أفاد ناشطون بأن النظام السوري يخلي مقراته الأمنية والحكومية المهمة، في ظل الاستعدادات الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. ونقلت «رويترز» عن ناشطين قولهم، إن النظام «قام بعمليات إخلاء لمقرات ودوائر رسمية مهمة قد تكون ضمن أهداف الضربة الجوية الغربية». وأكد المركز الإعلامي قيام شاحنات بإخلاء مقرات الفرقة الرابعة خلف جبل قاسيون في دمشق، وهي الفرقة المتهمة بقصف الغوطة بالكيماوي، عدا أنها العمود الفقري لجيش النظام.

ومن جهتها، أشارت مصادر في المعارضة إلى قيام النظام بإخلاء موظفي فروع المخابرات السورية ونقلهم إلى مراكز سرية. وأوضحت المعارضة أن بعض المواقع الأمنية الجديدة يقع في ضواحي دمشق، كحي الصبورة. ويقع البعض الآخر منها على مسافة قريبة من المقرات والإدارات الأمنية الأصلية، ويتمركز ضمن المدارس غالبا التي تم تجهيزها سابقا وتسمى بالمواقع البديلة.