المعارضة السورية تترقب الضربة رغم تراجع الحماس الدولي

سفير الائتلاف لدى أميركا: معظم أعضاء الكونغرس مقتنعون بصوابية استهداف الأسد

TT

لا تزال المعارضة السورية تعول على اتخاذ قرار أميركي سريع بتوجيه ضربات عسكرية ضد مواقع النظام السوري رغم تراجع حدة المواقف الدولية وتريثها في تحديد موعد الضربة وخريطة استهدافاتها.

ويؤكد نجيب الغضبان، سفير «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في أميركا، أن «تردد الرئيس الأميركي يعود إلى عدة اعتبارات، لا سيما تلك المتعلقة بالإجراءات الداخلية، فمن المفترض أن تنعقد اجتماعات بين الإدارة وأعضاء الكونغرس لدراسة المعلومات المتوافرة حول استخدام النظام للسلاح الكيماوي». وأشار إلى أن «معظم أعضاء الكونغرس مقتنعون بصوابية الضربة العسكرية وضرورة تنفيذها ضد نظام الأسد». وأوضح الغضبان أن «وجود المفتشين الدوليين في دمشق يؤخر القرار الأميركي، إضافة إلى رغبة الولايات المتحدة في التشاور مع الحلفاء لتوجيه ضربة مشتركة وليست أحادية». ولفت الغضبان إلى أن «المجتمع الدولي لن يأخذ بعين الاعتبار ردود فعل الدول الحليفة للنظام السوري عند اتخاذها القرار بتوجيه الضربة»، مشيرا إلى أن «الروس واضحون في تصريحاتهم بأنهم لن يتورطوا في حرب للدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد حتى وصل بهم الأمر إلى إجلاء رعاياهم» وتابع: «وبما يخص الإيرانيين، فمهما علت حدة خطاباتهم المهددة والمتوعدة، فسيعودون في النهاية إلى الواقعية التي تقتضي القبول بالضربة من دون ردود فعل متهورة». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أشار أمس إلى أن «قرار الضربة العسكرية ضد سوريا لم يتخذ بعد»، مضيفا في الوقت عينه أن «هدف أي عمل عسكري محدود سيكون ردع استخدام أسلحة كيماوية في المستقبل». من جهته، وضع عضو الائتلاف الوطني المعارض، كمال اللبواني تردد الموقف الدولي حيال الضربة في إطار «الرسائل المتناقضة التي بدأ يرسلها النظام»، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الرئيس السوري (بشار الأسد) يظهر وكأنه على استعداد كي يتعهد بعدم تكرار استخدام الكيماوي في سبيل تأجيل الضربة أو تجنبها».

وأوضح أن «الأميركيين أنفسهم يخشون من أن يسقط النظام في حال نفذوا ضربات ضده، من دون أن يكون هناك بديل، فهم لم يدعموا المعارضة الديمقراطية الوطنية التي كان من الممكن أن تحل محل الأسد، بل تركوا قوى التطرف تتصارع على الأرض السورية، حيث ذهب حزب الله إلى القصير وحلب وكذلك حضر المجاهدون المتشددون من جميع أنحاء العالم»، ويتابع: «سرعان ما اكتشف الأميركيون أن الأوضاع ذهبت نحو التدهور وراحت جرائم الأسد تخرج عن الإطار المرسوم وتسبب كارثة إنسانية بحرج الدول الغربية». وفي حين، أشار اللبواني إلى أن «هدف الإدارة الأميركية هو توجيه رسالة للنظام السوري عبر ضربة عسكرية محدودة جدا، لا تهدف إلى إسقاطه ولا حتى إضعافه عسكريا، بقدر ما تهدف إلى جره لطاولة المفاوضات في (جنيف 2) وتقديمه تنازلات محدودة جدا» - أكد أن المعارضة لن تذهب إلى «جنيف 2» قبل محاكمة الأسد، «وسنعتبر كل من يذهب خائنا للثورة». وقال: «لاهاي قبل جنيف هذه هي معادلتنا التي لن نتراجع عنها، سواء وجهت ضربة أم لا».