القبض على البلتاجي.. وقرار بوقف بث «الجزيرة مباشر مصر» نهائيا

الأمن المصري يحذر من «الخروج على القانون» في ظل حشد إخواني لـ«جمعة الطوفان»

القيادي الإخواني محمد البلتاجي لحظة توقيفه أمس (رويترز)
TT

أعلنت أمس وزارة الداخلية المصرية القبض على القيادي الإخواني الهارب محمد البلتاجي، كما تعهدت بالتصدي لأي محاولة للخروج على القانون، مشددة على حقها في استخدام الذخيرة الحية وفقا لضوابط القانون.. وذلك بالتوازي مع دعوات حشد جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، فيما قررت السلطات المصرية وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر» نهائيا في البلاد، نظرا لما تشكله من خطر يهدد الأمن القومي.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تعليمات واضحة للقوات بمواجهة أي محاولة للاعتداء على منشآت ومؤسسات الدولة اليوم الجمعة خلال المظاهرات التي دعت إليها عناصر تنظيم الإخوان»، مؤكدا أنه لن يتم بأي حال من الأحوال السماح لأي شخص بحمل السلاح.. وأن الداخلية لن تسمح بأي اعتصام لأنصار الجماعة في الميادين خلال الفترة المقبلة.

وكشف المصدر الأمني عن أن هناك حالة من الاستنفار والاستعداد داخل أقسام الشرطة، بعد ورود أنباء عن اعتزام عناصر من الإخوان القيام بأعمال شغب وتخريب ومهاجمة الأقسام والأماكن الشرطية خلال مظاهرات اليوم.

وفي سياق متصل، أكد اللواء أحمد حلمي، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، إلقاء القبض أمس على القيادي الإخواني محمد البلتاجي في قرية بمحافظة الجيزة، كما ضبط 3 آخرون من قيادات الجماعة معه، من بينهم خالد الأزهري، وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشري، أحد قيادات الجماعة.

ويواجه البلتاجي عدة اتهامات بالتحريض على العنف والقتل والإرهاب في أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر وكذلك أحداث بين السرايات.

وكشف مصدر أمني أن قوات الأمن رصدت البلتاجي منذ يومين، إلا أن تحركاته حالت دون القبض عليه، مشيرا إلى أنه تم نصب كمين أمس، ومحاصرة المبنى الذي كان مختبئا به وتم القبض عليه من دون مقاومة. ويرى مراقبون أن القبض على البلتاجي يعد ضربة قاصمة لجماعة الإخوان المسلمين، فهو أحد القيادات التي تتمتع بديناميكية قوية على أرض الواقع، واستطاع أن يحشد لاعتصام «رابعة العدوية»، وأن يحافظ على استمراره وتوسيع فعاليته على مدى شهر ونصف الشهر قبل أن يتم فضه على يد قوات الأمن المصري.

كما يتوقع المراقبون أن يحبط خبر القبض على البلتاجي من عزيمة الإخوان.

ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوة تحالف لـ«القوى الإسلامية» المؤيدة لجماعة الإخوان، للحشد اليوم في الميادين تحت اسم «جمعة الطوفان» وذلك «سترداد ثورته المسروقة واستعادة حريته المسلوبة»، بحسب بيان له أمس، كاشفا نيته في تفعيل عصيان مدني في البلاد بدءًا من (غد) السبت، وحتى تتم الاستجابة لمطالبه، بجانب تنظيم اعتصامات جديدة، خلال الأيام المقبلة.

ورفض التحالف الإعلان عن المكان الذي ستتمركز به أو ستنطلق منه المسيرات اليوم، وقال مصدر بالتحالف، طلب من «الشرق الأوسط» حجب اسمه، إن «المسيرات كلها ستتجه إلى مكان معين، ولكن نرفض الإفصاح عن مكان انطلاقها حقنا للدماء».

وفي تسجيل مصور له بثته قناة «الجزيرة مباشر مصر» أمس، طالب عصام العريان، القيادي في الإخوان المسلمين، أنصاره بالنزول للميادين لـ«رفض الانقلاب العسكري»، على حد قوله. وزعم العريان أن «التحول الديمقراطي لن يتم إلا في إطار الدستور وإجراء انتخابات مجلس نواب جديدة»، مضيفا: «الحلول الأمنية أثبتت الفشل في العالم وأنها لن تستطيع تغيير إرادة الشعوب».

من ناحية أخرى، أنكر أسامة ياسين، القيادي بجماعة الإخوان ووزير الشباب الإخواني، أمام نيابة جنوب القاهرة الكلية أمس، معرفته بوجود أسلحة داخل مقر مكتب الإرشاد في حي المقطم (جنوب القاهرة)، وتدريب شباب الإخوان عليها، مؤكدًا أنه منذ توليه وزارة الشباب، وهو يعمل أكثر من 12 ساعة يوميا، ولا يوجد وقت لديه للاهتمام بأمور الجماعة أو حضور اجتماعات بمقر مكتب الإرشاد.

وأحالت النيابة العامة كلا من محمد بديع مرشد الإخوان وخيرت الشاطر نائب المرشد العام ومحمد رشاد بيومي نائب المرشد إلى محكمة الجنايات على خلفية نفس القضية. والتي اشتملت التحريض على ارتكاب جرائم القتل والشروع فيه، بغرض الإرهاب ضد المتظاهرين، في ضوء الأحداث التي وقعت أمام مقر مكتب إرشاد الجماعة بضاحية المقطم مؤخرا.

في غضون ذلك، قررت السلطات المصرية وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر» نهائيا في البلاد، نظرا لما تشكله من خطر يهدد الأمن القومي. وأكد وزراء الاستثمار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام، أنهم «يعتبرون قناة الجزيرة مباشر مصر قناةً تعمل بلا سند قانوني أو معايير مهنية سليمة، وغير مصرح لها بالعمل في مصر». وقالوا في بيان لهم أمس إنه «ثبت أنها لم تحصل على أي من التراخيص والتصاريح الواجب الحصول عليها مقدما لممارسة عملها على الأراضي المصرية، وأنها تستخدم في ذلك معدات للبث الفضائي لم يرخص لها باستخدامها».