إسلاميو مصر يقودون اتصالات مكثفة مع «الإخوان» للجلوس إلى مائدة الحوار

النور السلفي: هناك تفهم كبير من قيادات بالجماعة.. وعبود الزمر: نصل لخطوات عملية قريبا

TT

كشفت مصادر داخل حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية في مصر، عن أن الحزب يقود اتصالات جادة مع الإخوان برعاية الأزهر الشريف للخروج من المأزق الذي تمر به البلاد والحيلولة دون أعمال عنف جديدة، في خطوات وصفها مراقبون بأنها محاولة من القوى الإسلامية للتصالح والجلوس إلى مائدة الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين.

ومن المتوقع في ظل هذه الاتصالات أن يكون هناك اجتماع بين الإخوان ومشايخ الدعوة السلفية والأزهر قريبا. فيما قال عبود الزمر القيادي البارز بـ«الجماعة الإسلامية»، التي تعد أحد أبرز مكونات مؤيدي الإخوان في تصريحات له أمس، إن «الجماعة تجهز لمبادرة للخروج حقنا للدماء.. ونأخذ خطوات عملية للخروج من المأزق مع الإخوان».

وجاء ذلك بالتزامن مع استقالات وهجوم حاد شنه قيادات بحزب النور عقب لقاء قيادات الحزب مع الرئاسة المصرية أول من أمس، وإعلانها المشاركة في «لجنة الـ50» لتعديل دستور عام 2012 المعطل. وقال قيادي بحزب النور لـ«الشرق الأوسط» إن «العديد من القيادات استقالوا أمس من الحزب على خلفية لقاء أحمد المسلماني مستشار الرئيس المصري الإعلامي أول من أمس، والمشاركة في لجنة تعديل الدستور».

وأكد الدكتور خالد علم الدين، عضو الهيئة العليا لحزب النور والمستشار السابق للرئيس المعزول محمد مرسي، أنه تقدم باستقالته من عضوية النور، اعتراضا على مشاركة الحزب في «لجنة الخمسين» لتعديل الدستور.

لكن الدكتور عبد المنعم الشحات، المتحدث الإعلامي للدعوة السلفية في مصر، قلل من عدد الاستقالات في الحزب، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاستقالات داخل حزب النور ليست كثيرة، وإن الأوضاع داخل حزب النور مستقرة». وأوضح الشحات أن «استقالة علم الدين إنما هي مجرد رأي فردي وليس رأيا جماعيا، فهو طلب عدم المشاركة في لجنة الخمسين، والدعوة والحزب رأوا عكس ذلك».

وفي إطار المبادرات لوقف العنف والجلوس للحوار من قبل جماعة الإخوان المسلمين، قال مصدر في الدعوة السلفية، إن «مشايخ السلفية يقودون اتصالات مكثفة مع الإخوان برعاية الأزهر للوصول إلى حل للخروج من الأزمة». وأوضح المصدر أن «الأزهر أبدى ترحيبه بذلك ما دام سيوقف العنف الدائر بالشارع وينهي الأزمة».

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشايخ الدعوة السلفية بصدد الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين لإنجاح تلك المساعي الرامية لحل الأزمة نهائيا.. وإن هناك تفهما كبيرا من قيادات بالجماعة». لكن المصدر رفض الإفصاح عن هذه الاتصالات.

من جانبه، أضاف عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية، أن «مبادرة الجماعة تتضمن مرحلة للتهدئة بين الأطراف، على أن تكون المسيرات وكافة الفعاليات الخاصة بمؤيدي الإخوان في إطار السلمية، ووقف أي نوع من الاعتداءات على أي منشأة، ووضع ميثاق شرف إعلامي لعدم التخوين والسب والتحريض على العنف، وإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق سراح السجناء، وألا يكون القبض على أحد إلا على ذمة قضايا معينة بتهم من النيابة وليس نوعا من أنواع الاعتقال».

وحول موقف جماعة الإخوان المسلمين من هذه المبادرة، قال الزمر: «نحن الآن نتحدث مع جماعة الإخوان المسلمين، وهناك آخرون تقدموا بمبادرات، ونحن بحاجة لعقد اجتماع فيما بيننا للتنسيق والتحدث والتشاور بشأن هذه التصورات، وسوف يتم ذلك خلال عدّة أيام قليلة، وسوف نحاول الخروج برؤية موحدة نطرحها على المسؤولين، ونأخذ خطوات عملية للخروج من المأزق، بعد بلورة الأمر».

في المقابل، قال مصدر مقرب من جماعة الإخوان لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة «لا تتحفظ على مبادرات التهدئة التي يقوم بها وسطاء حقنا للدماء، بشرط ألا تتنكر لإرادة الشعب صاحب الثورة وصاحب السيادة الحقيقي، وأن تستهدف الحفاظ على حقوق الشهداء».