إصابة أكاديمي برصاص مسلحين في تعز.. وخرق الهدنة في دماج بصعدة

«درون» تقتل زعيم «القاعدة» في البيضاء وسط اليمن

TT

لقي زعيم تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء اليمنية مصرعه، أمس، في غارة جوية يعتقد أنها نفذت بطائرة أميركية من دون طيار، كما قتل عدد من مرافقيه، في الوقت الذي أصيب فيه أكاديمي بارز في محافظة تعز بإطلاق نار.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن قائد الذهب زعيم تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة» ، لقي مصرعه مع ثلاثة من زملائه ومرافقيه في غارة جوية نفذت بطائرة أميركية من دون طيار على منطقة المناسح في مديرية رداع بمحافظة البيضاء بوسط اليمن، وقال الشيخ خالد الذهب الأخ غير الشقيق لقائد الذهب لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك بعض الشخصيات الإسلامية البارزة في الساحة اليمنية هي من قامت بإغواء أخيه ودفعه نحو التطرف وحدد بعض الأسماء التي تتحفظ الصحيفة عن ذكرها لأسباب مهنية وقانونية.

وأضاف الشيخ خالد الذهب لـ«الشرق الأوسط»: أن «السلطات اليمنية أو الأميركية تابعت أدوات القاعدة في اليمن وتركت إدارتها ولم تجر ملاحقتها».

وردا على سؤال عما إذا كان أخوه قائدا بارزا في القاعدة بمحافظة البيضاء، قال الشيخ خالد الذهب «أعرف أنه عقائدي»، وحول تأثير مقتل قائد الذهب على عمل «القاعدة» في محافظة البيضاء، يؤكد خالد الذهب إن القاعدة لم تعد كما كانت في المحافظة وإن أخاه الصريع كان شخصية بارزة جدا في التنظيم، وعند رده على سؤال عما إذا كانت القبيلة ستثأر لمقتل قائد الذهب، أكد خالد الذهب أن أخاه «اختار طريقه بنفسه وهو خريج منزل الشيخ عبد المجيد الزنداني وهو كان أحد أصدقاء أبناء الزنداني وهم الذين دفعوا به إلى التهلكة»، كما اتهم الذهب شخصية عسكرية بارزة في الساحة اليمنية بدعم القاعدة وقال: «لدينا كل الدلائل على ذلك»، هذا في وقت تعد أسرة الذهب من أكبر الأسر والقبائل في محافظة البيضاء، غير أن بعض أفرادها اتجهوا نحو العلاقة مع الجماعات الإسلامية المتشددة وتربطهم صلة الصهارة بالمتشدد اليمني - الأميركي الصريع أنور العولقي، الذي قضى في غارة جوية أميركية العام الماضي بمحافظة شبوة.

هذا وتواصل الطائرات الأميركية من دون طيار (درون) اصطياد المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في مختلف المناطق اليمنية وقد حصدت الغارات الجوية الأميركية خلال الأسابيع الأربعة الماضية في اليمن أرواح أكثر من 45 شخصا ملاحقين بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة في محافظات: حضرموت، والبيضاء، ومأرب، وشبوة وأبين وغيرها من المحافظات التي ينشط فيها التنظيم، في الوقت الذي تعد فيه منطقة المناسح هي أهم معاقل تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» بمحافظة البيضاء وسبق وأن جرى استهدافها بعدد من الغارات الجوية، غير أن معظم أنصار التنظيم يحتمون بقبائلهم هناك، لكن المصادر المحلية تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك عددا غير قليل من الأجانب ومن جنسيات مختلفة يوجدون في تلك المنطقة الجبلية الوعرة، وتشير هذه المصادر إلى تنسيق كامل بين التنظيم في البيضاء ونظيره في محافظة أبين المجاورة والتي كانت مسرحا لعمليات عسكرية شرسة العامين الماضيين». يذكر أن «أنصار الشريعة» حاول قبل أكثر من عام السيطرة على مدينة رداع وتحويلها إلى إمارة إسلامية على غرار ما حدث في محافظة أبين المجاورة.

على صعيد متصل، أصيب الدكتور منصور الواسعي وهو عميد كلية الحقوق في جامعة تعز في إطلاق رصاص من قبل مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية وسط مدينة تعز، في وقت توسعت رقعة الاستهداف الأمني بالاغتيالات الذي يستهدف النخب الاجتماعية في الشارع اليمني، بعد مقتل أكثر من 120 ضابطا في أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية على يد مسلحين، ومعظم العمليات تمت بواسطة مسلحين يستقلون دراجات نارية أو بواسطة عبوات ناسفة، وفي بعض الأحيان بواسطة تفجيرات انتحارية.

من ناحية أخرى، قالت مصادر رسمية يمنية إن هدنة وقف إطلاق النار التي توصلت إليها لجنة رئاسية في منطقة دماج بمحافظة صعدة بين الحوثيين والسلفيين جرى خرقها، وعبرت اللجنة «عن أسفها البالغ لهذا الخرق»، وشددت على «أهمية الالتزام الصارم من قبل طرفي النزاع الحوثيين والسلفيين بالنتائج التي توصلت إليها اللجنة الرئاسية بغية إنهاء التوتر في منطقة دماج»، وأقرت اللجنة «جملة من التوصيات والمقترحات لاحتواء الموقف وضمان عدم تكراره مستقبلا وإبلاغ الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية بملابسات الحادث للتوجيه بما يلزم».