القضاء اللبناني يدعي على خمسة بينهم شيخان في تفجيري طرابلس

نقيب في الاستخبارات السورية خطط للجريمة وأمر بتنفيذها

TT

بعد أسبوع تماما على التفجيرين اللذين استهدفا المصلين في مسجدي السلام والتقوى في مدينة طرابلس (شمال لبنان) وأوقعا خمسين قتيلا وأكثر من 500 جريح، تسلم القضاء العسكري اللبناني من شعبة المعلومات محاضر التحقيقات الأولية التي أجرتها على مدى أسبوع كامل، مع ثلاثة موقوفين هم: رئيس مجلس القيادة في «حركة التوحيد الإسلامي» الموالية للنظام السوري الشيخ هاشم منقارة، والشيخ محمد أحمد حسن الغريب، ومصطفى محمد حوري، بعدما خلصت التحقيقات إلى معرفة منقارة بالمخطط الإرهابي، ومشاركة الآخرين فيه.

وقد ادعى أمس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، على الثلاثة المذكورين وعلى النقيب في المخابرات السورية محمد علي علي وعلى السوري خضر لطفي العيروني، وأسند إلى الغريب وحوري أنهما «أقدما بتكليف وتوجيه ودعم مادي ولوجيستي من السوريين علي والعيروني على تشكيل خلية مهمتها الدرس والرصد والتخطيط والقيام بأعمال إرهابية في لبنان، وخصوصا في منطقة الشمال، عبر تجهيز عبوات ناسفة، وتفخيخ السيارات ووضعها في أماكن محددة، وأمام مساجد ومراكز دينية، بهدف قتل واغتيال شخصيات سياسية ودينية مناوئة لسياستهما (الاستخبارات السورية)، كما أقدموا على تفخيخ سيارتين بالمواد المتفجرة ووضعهما بواسطة أشخاص آخرين، أمام مسجدي السلام والتقوى في مدينة طرابلس (يوم الجمعة الماضي)، وتفجيرهما، ما أدى إلى قتل وجرح المئات من المصلين والمدنيين الأبرياء، وعلى تدمير مئات المنازل والمؤسسات التجارية والسيارات والممتلكات العامة والخاصة». وأسند القاضي صقر إلى الشيخ هاشم منقارة «إقدامه على كتم معلومات أخبر بها عن هذه الجرائم كافة، وامتناعه عن إخطار السلطات الرسمية بها لتفادي وقوعها».

وجاء الادعاء على هؤلاء استنادا إلى مواد في قانون العقوبات وقانون الإرهاب، تنص على الإعدام، وأحال الملف مع الموقوفين على قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، وطلب استجواب الموقوفين وإصدار مذكرات توقيف وجاهية بحقهم، ومذكرات توقيف غيابية بحق السوريين المتواريين عن الأنظار.

وأكد مصدر مواكب لسير التحقيقات لـ«الشرق الأوسط»، أن «السرعة في كشف خيوط تفجيري طرابلس، يعد إنجازا أمنيا كبيرا وهو أدى إلى تهدئة النفوس المحتقنة». وشدد على أن «التحقيق كشف جوانب مهمة وخطيرة، وأثبت أن التفجيرات الأخيرة وبالحد الأدنى هي استكمال لمخطط (مستشار الرئيس السوري بشار الأسد) الوزير السابق ميشال سماحة ومدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك، الذي أحبط قبل سنة مع توقيف شعبة المعلومات لسماحة وضبط 27 متفجرة نقلها سماحة من سوريا إلى لبنان لتفجيرها في تجمعات شعبية وموائد إفطارات في شمال لبنان».

وأوضح المصدر أن «التحقيق توصل إلى معلومات مهمة، تفيد بأن المخطط لهذه التفجيرات في المساجد ودور العبادة بدأ العمل عليه في سوريا منذ ستة أشهر، وكان التنسيق قائما بين الغريب والنقيب السوري محمد علي وخضر العيروني، وأن الغريب زار سوريا مرات عدة لهذا الغرض». وأكد المصدر أن «ثمة شخصيات كانت موضوعة على لائحة التصفية الجسدية من خلال هذه التفجيرات، وهم النائب في كتلة (المستقبل) خالد ضاهر والمدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وكان المقصود اغتيالهما داخل مسجد السلام حيث يصليان الجمعة فيه بشكل معتاد، بالإضافة إلى رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي، وهو خطيب وإمام مسجد التقوى الذي جرى تفجيره بالتزامن مع مسجد السلام، وكان المقصود قتل هؤلاء بضربة واحدة، مع مئات المصلين لإحداث فتنة مذهبية في لبنان»، مشيرا إلى أن «الشيخ الغريب اعترف بأن السيارتين أدخلتا من سوريا إلى لبنان قبل أسبوعين فقط من عملية التفجير، وأنه كان يطلع الشيخ منقارة على تفاصيل لقاءات وما يخطط له في سوريا، وأن منقارة أعلمه بأنه سيتشاور مع اللواء علي مملوك بهذا الأمر لمعرفة ما إذا كان على علم بهذا المخطط وموافقا عليه أم لا، غير أن منقارة لدى مواجهته باعترافات الغريب أنكر معرفته بالأمر».