الملك عبد الله يعتمد 200 مليون دولار لدعم صمود المدن الفلسطينية

افتتاح مؤتمر المدن والعواصم الإسلامية في مكة المكرمة

TT

برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، افتتح الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي، المؤتمر العام الثالث عشر لمنظمة المدن والعواصم الإسلامية أمس، الذي تستضيفه أمانة العاصمة المقدسة.

وأعلن الأمير منصور عن موافقة الملك عبد الله بن عبد العزيز على إطلاق «برنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية»، واعتماد ميزانية تقديرية للبرنامج بمبلغ 200 مليون دولار لدعم صمود المدن الفلسطينية، ليشمل المدن والبلديات الفلسطينية كافة الأعضاء في منظمة العواصم والمدن الإسلامية، وذلك ضمن كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح بمكة المكرمة.

وقال: «امتدادا لاهتمامات خادم الحرمين الشريفين بتطوير وتنمية العواصم والمدن الإسلامية وإسهاما منه في دعم صمود مدننا الفلسطينية الغالية في وجه الهجمات الصهيونية لتهويدها وطمس هويتها الإسلامية والعربية، يسعدني أن أعلن عن صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على إطلاق (برنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية) تتولى تنفيذه الأمانة العامة لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية بالتنسيق مع كل من البنك الإسلامي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN.Ha.Bitat)، كما وافق على اعتماد ميزانية تقديرية لهذا البرنامج بمبلغ 200 مليون دولار أميركي، ويشمل البرنامج المدن والبلديات الفلسطينية الأعضاء في المنظمة، وتكون مجالات الصرف في تطوير وتوسعة البنية التحتية، وبما يعين سكانها على الصمود في وجه الهجمات الصهيونية من التهويد والاستيطان، بما في ذلك صيانة وتجديد وتوسعة محطات التنقية لمياه الشرب ومحطات توليد الكهرباء ومحطات معالجة وتنقية مياه الصرف الصحي وتطوير وتوسعة المشافي ومراكز الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وإعادة تأهيلها خدمة لأشقائنا في فلسطين الغالية». وأكد وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي أن المؤتمر الذي يحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين يجسد مدى حرصه على دعم مسيرة عمل هذه المنظمة لتتمكن من القيام بالدور المنوط بها نحو تحقيق التنمية المستدامة في العواصم والمدن الإسلامية والمحافظة على هويتها وتعزيز وتطوير برامج بناء القدرات للعواصم والمدن الإسلامية بما يواكب التطورات ويحقق لسكانها النفع والفائدة.

من جانبه ألقى مدير بلدية الدوحة رئيس المؤتمر العام الثاني عشر للمنظمة أحمد محمد السيد كلمة أكد فيها أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر في دورته الثالثة عشرة سيكون لها أبلغ الأثر في دعم مسيرة عمل المنظمة لتؤدي دورها على الوجه الأكمل حيال تحقيق التنمية المستدامة في العواصم الإسلامية والمحافظة على هويتها وتراثها، وأن المؤتمر يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ العواصم والمدن الإسلامية التي هي أحوج ما تكون إلى الحفاظ على هويتها وتراثها الإسلامي وسط تحديات العصر. وألقى الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة كلمة رحب فيها بالمشاركين، مشيرا إلى أن مكة المكرمة شهدت عام 1400هـ انطلاق تأسيس المنظمة، مثمنا رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر، ومؤكدا أن هذه الرعاية امتداد للعناية والاهتمام الكبير منه لهذه المدينة المقدسة بالتوسعات العظيمة المتلاحقة لمشاعر الحج بدءا من تطوير منطقة الجمرات إلى إنشاء منظومة النقل بالقطار في المشاعر المقدسة، ومن توسعة المسعى إلى أعظم توسعة في تاريخ عمارة المسجد الحرام، ووصولا إلى المشروع الرائد بزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، متوجها بخالص الشكر والتقدير لوزير الشؤون البلدية والقروية على افتتاحه للمؤتمر.

وأوضح أنه مع ازدياد أهمية المدن كأكبر حاضن للتجمعات السكانية في العالم وزيادة التحديات التي تواجه الحكومات المحلية والبلدية في إدارتها، إلا أن العالم الإسلامي قدم عددا من النماذج الناجحة للإدارة المحلية والبلدية في تخطي العوائق والعمل على نمو وازدهار المدن، وهناك الكثير والكثير من المدن العربية والإسلامية المشاركة في هذا المؤتمر نجحت في قيادة التنمية بها ووصلت إلى أعلى مراتب التقدم والازدهار بين رصيفاتها العالمية، مؤكدا أن عقد هذا المؤتمر العام في المدينة التي شهدت ولادة المنظمة قبل أكثر من ثلاثة عقود سيوفر للحضور والمشاركين فرصا للوقوف والمراجعة وإعادة النظر لمسار المنظمة ومدى تحقيقها للأهداف التي أسست من أجلها، كما يوفر منصة لإطلاق هوية متميزة للمدن والعواصم الإسلامية تتماشى مع عصر التقنية وازدهار العلم الذي نعيشه وتحافظ على الأسس الرئيسة لمدن إسلامية الروح والطابع، معربا عن أمله في أن يحظى هذا الموضوع بأولوية في لقاءات المؤتمر المتعددة خلال جلساته عبر اقتراح آليات وبرامج تعمل على تعزيز التعاون المشترك بين المدن والأعضاء في مجالات متخصصة وتحرص على إيجاد برامج ومنح لدعم المدن الأقل نموا.