الأمير سعود الفيصل: معارضة أي تحرك دولي ضد الأسد تشجعه

الجربا طالب وزراء الخارجية العرب بـ «موقف تاريخي» لرفع الضيم عن السوريين

جانب من الجلسة الافتتاحية لاجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

حمل اجتماع مجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية، الذي عقد في القاهرة مساء أمس، نظام بشار الأسد مسؤولية ما يجري للشعب السوري، وأدان «الجريمة البشعة» التي ارتكبت في الغوطة بدمشق وأدت إلى مقتل أكثر من 1400 سوري.

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أنه لا يمكن الانتظار حتى يبيد الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من شعبه، مؤكدا أن أي تحرك لنجدة الشعب السوري «لا يعتبر تدخلا أجنبيا». وأضاف أن «أي معارضة لإجراء دولي ضد الأسد تشجع النظام السوري». وأكد الأمير الفيصل أن السعودية تشاطر الشعب السوري مطالبه بإجراءات دولية رادعة للنظام. وندد بممارسات النظام السوري، وقصف شعبه بالكيماوي «من دون رحمة أو شفقة».

من جهته، دعا أحمد العاصي الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري، وزراء الخارجية العرب، إلى الدفاع عن الشعب السوري، من خلال دعم الضربة العسكرية التي ينتظر أن توقعها الولايات المتحدة ضد نظام بشار الأسد. وقال الجربا في كلمة حماسية بالاجتماع، إن «سوريا تشهد كارثة وخصوصا في شقها الإنساني»، مدينا نظام الأسد الذي «استقدم الأساطيل لذبح شعب أعزل باسم المقاومة والممانعة». وقال الجربا، «أطالب بدعم الجامعة لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري». ولفت الجربا إلى وجود شحن طائفي يقف وراء المعاناة التي يعيشها الشعب السوري، مضيفا أن «مقاتلين من إيران وحزب الله يقتلون أبناء الشعب السوري، وأن ميلشيات عراقية تشارك في قتل أبنائنا أيضا». وقال الجربا في كلام مباشر لوزراء الخارجية العرب: «نريد منكم كعرب موقفا تاريخيا لرفع الضيم عن السوريين»، وأردف: «نطلب مواجهة السلاح الروسي والتدخل الإيراني الطائفي في سوريا». وكرر أيضا بقوله «أطالب بدعم وبمساعدة العرب لردع النظام ودعم العملية العسكرية، وأن ما يتوقعه منكم السوريون هو أن يكون موقفكم أكبر من أي دعم غربي بمرات».

وسبقت الاجتماع مشاورات ومباحثات مع عدة أطراف شاركت فيها كل من السعودية ومصر. وعقب لقائه مع الرئيس المصري عدلي منصور، شدد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، على أن بلاده تقبل ما يقبله الشعب السوري وترفض ما يرفضه، لأنه أدرى بمصالحه.

وقال الأمير سعود الفيصل إن مطالب الإصلاح في سوريا قوبلت بإطلاق النار والشبيحة والعنف من قبل نظام بشار الأسد. وأوضح أن تقييم ما حدث ويحدث أدى إلى ما نحن فيه اليوم، وأن النظام السوري اختار الحل الأمني كرد على مطالب الشعب السوري بالإصلاح وبالتالي قتل من قتل وذبح من ذبح. وأضاف قائلا إن وتيرة العنف استمرت رغم أن المطلوب كان مجرد إصلاحات وبالتالي قام الشعب السوري بالدفاع عن نفسه واستجار بالعرب لحقن الدماء.

وتابع الأمير سعود الفيصل قائلا إنه كانت هناك محاولات عربية معروفة لإيجاد حل سلمي للموضوع ولكن النظام السوري استمر في حله الأمني الذي دمر الأرض والشعب وحتى المحاولات الدولية لم توفق، كما استمر وزراء الخارجية العرب في تقديم الحلول على مدار أكثر من عامين، مشيرا إلى أن الموقف أصبح خطيرا في سوريا، وبالتالي ذهبنا في مواقفنا إلى الاعتراف بـ«الائتلاف» وأيضا لدعم الشعب السوري، ومع ذلك استمر الموقف كما لو كان شريطا سينمائيا، والدماء تنزف من دون حساب والقتل يتم على قدم وساق حتى وصلنا إلى ما نحن عليه.

وقال وزير الخارجية السعودي: «لم يتمكن المجتمع الدولي من فعل شيء إلى أن بدأ استخدام غازات سامة وفيها كل الشرور والعنف واللاإنسانية وهو سلاح محرم دوليا وبالتالي يجتمع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدعم الشعب السوري».

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك مخاوف لتكرار سيناريو العراق في حال وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية، قال الأمير سعود الفيصل إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يبحث مع الكونغرس الموقف. وأكد أن موقف المملكة مع إرادة الشعب السوري، قائلا: «هو أدرى بمصالحه وهو يحتاج للعمل العسكري لحماية نفسه وما يقبله الشعب السوري نقبله وما يرفضه نرفضه».

من جانبه، علق وزير الخارجية المصري قائلا: «إن الثورة السورية بدأت أساسا بمطالب الحرية والكرامة وبالتالي فتقدير مصر هو أن ينطلق الحل من المحافظة على الكيان السوري (و) أي حل سياسي وفق مؤتمر جنيف 2 ينطلق منه الجميع للتسوية، أما في ما يتعلق بالسلاح الكيماوي فهو محرم دوليا ولا يجب أن نصمت حول استخدامه». وردا على سؤال حول بديل الحل العسكري قال فهمي: «نرى أن الأفضل هو مؤتمر جنيف 2 وهو عمل متاح».

وكان نبيل العربي، الأمين العام للجامعة، قال في مستهل اجتماع على مستوى المندوبين، قبيل الاجتماع الوزاري صباح أمس، إن الاجتماع له أهمية كبرى ومسؤوليات جسيمة. وأضاف أنه «مطلوب منكم البت في كافة موضوعات جدول الأعمال في زمن قياسي واعتماد القرارات».

وأضاف قائلا إن الأمر يتطلب بذل جهود مضاعفة لإنجاز هذه المهمة الكبيرة حتى يتمكن الوزراء من تخصيص الوقت الكافي للتركيز على موضوعات معينة ومن ضمنها التطورات الخطيرة التي تشهدها الأزمة السورية. وأشار العربي إلى أن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري، طلب أن يلقي كلمة من المنبر في الاجتماع الوزاري.

من جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة، السفير أحمد بن حلي، في تصريحات له عقب ختام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، ردا على سؤال حول ما يتردد بشأن تفويض الجامعة العربية للولايات المتحدة الأميركية بضربها لسوريا: «نحن منظمة إقليمية ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وهذا الموضوع يتم أخذه في الاعتبار عند اتخاذ أي قرار». وأشار إلى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يركز على آخر المستجدات في سوريا بهدف الحصول على قرار عربي توافقي يساعد سوريا في تجاوز هذه الأزمة، بما يحقق تطلعات الشعب السوري في التغيير والتطوير والديمقراطية.

وأوضح أن المندوبين الدائمين انتهوا من مناقشة غالبية البنود المدرجة على جدول الأعمال، وجرى إعداد مشاريع القرارات الخاصة بها لرفعها إلى وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق من مساء أمس لاعتمادها، باستثناء الموضوع السوري الذي تم رفعه إلى الوزراء للمناقشة.