الأسد لمسؤول برلماني إيراني: قادرون على تحقيق الانتصار

السوريون الشامتون منهم والمحبطون يسخرون من التردد الأميركي

TT

في حين دكت مدفعيات قوات نظام بشار الأسد منطقتي الهامة وقدسيا غرب دمشق أمس على نحو غير مسبوق بعد هدوء أشهر، قال الأسد إن سوريا قادرة على «مواجهة أي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي.. وتحقق الانتصار تلو الانتصار».

كلام الأسد جاء خلال استقباله علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، والوفد المرافق له. وبحسب بيان رسمي «تناول اللقاء آخر المستجدات المتعلقة بالتهديدات الأميركية»، وقال الأسد إن «هذه التهديدات لن تثني سوريا عن تمسكها بمبادئها وثوابتها ومحاربتها للإرهاب المدعوم من قبل بعض الدول الإقليمية والغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة»، مضيفا أن «سوريا قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الآخر وصولا لإعادة الأمن والاستقرار لكامل ربوع الوطن».

من جانبه قال المسؤول الإيراني، الذي بدأ زيارة إلى سوريا أول من أمس، إن بلاده تقف إلى جانب سوريا في «وجه أي عدوان»، مؤكدا على أن «شرفاء المنطقة لن يسمحوا بتمرير المخططات الخارجية التي تستهدف دور سوريا المقاوم وأمن واستقرار شعوب المنطقة»، معتبرا أن أي «عدوان خارجي على سوريا مصيره الفشل وسيرتد على منفذيه». وأضاف أن «الخاسر الأكبر من هذه المغامرة سيكون الولايات المتحدة ووكلاؤها في المنطقة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني». وقال إن إيران «تنصح جميع العقلاء في هذا العالم بالضغط على الولايات المتحدة لتجنيب المنطقة والعالم مخاطر إشعال حروب لن يستطيع أحد السيطرة عليها». ورغم تأجيل الرئيس باراك أوباما توجيه الضربة العسكرية لسوريا، واصلت وسائل الإعلام الرسمية بث برامج التعبئة النفسية، وفي اتصال مع التلفزيون السوري قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «أصعدا نفسيهما إلى ذروة الشجرة ولا يعرفان كيف ينزلان عنها، ولذلك لجآ إلى الكونغرس ومجلس العموم بحثا عن مخرج من الورطة التي وضعا نفسيهما فيها أو وضعهما الآخرون فيها». وأشار إلى أن «أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد ومن إسرائيل وتركيا وبعض العرب، وهو أحسن صنعا بمحاكاة ما فعله كاميرون من حيث إحالة قرار العدوان على سوريا إلى الكونغرس، وخصوصا أن كاميرون بهذه الطريقة أنزل نفسه من الشجرة التي صعد إليها». ووصف الجعفري الإعلام الأميركي بأنه «أصبح إعلاما حربيا في منتهى السلبية، وهو من يضغط باتجاه العدوان على سوريا أكثر بكثير من العسكريين أنفسهم الذين يبدون مترددين». من جانبه وصف نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أوباما بـ«المرتبك والمتردد». وقال في تصريحات: «لا يمكن لأحد، سواء كان رئيس الولايات المتحدة أو أي رئيس آخر، أن يبرر عدوانا لا مبرر له على الإطلاق».ويمكن القول إنه بعد أسبوع من الشحن الإعلامي المتواصل على وقع قرع طبول الحرب تنفست دمشق الصعداء بعد تأجيل الضربة العسكرية، وتباينت ردود الفعل في الشارع السوري بين عدة أطياف، موالٍ ومعارض، وداخل وخارج، ونخبة سياسية واقتصادية، وعامة الناس العاديين. فكان من أبرز المواقف ما كتبه على صفحته جهاد مقدسي، الناطق السابق باسم الخارجية السورية، الذي سبق وفر خارج البلاد دون أن يعلن انشقاقه عن النظام، إذ كتب فور انتهاء خطاب الرئيس أوباما: «ليس السؤال: من يقف مع أو ضد الضربة؟ السؤال هو: ماذا فعل الجانبان لتحقيق السلام والمصالحة الحقيقية لتجنب الضربة؟ نحن نستحق الضرب... وليس الضربة... سامحينا يا سوريا».

غالبية ردود الفعل اتفقت على إدانة الولايات المتحدة. الموالون أدانوا ما اعتبروه «عدوانا على سوريا» وسخروا فرحين من تردد أوباما، والمعارضون أدانوا التردد الأميركي وعبروا عن إحباطهم بالسخرية من تردد أوباما أيضا.