مصادر أمنية: زعيم تنظيم القاعدة في سيناء يعترف للسلطات بقتل جنود رفح

القبض على ثلاثة متهمين أطلقوا النار على سفينة في قناة السويس

جنود مصريون في نوبة حراسة على حدود مدينة رفح بينما يقوم الجيش بعمليات مكثفة لهدم الأنفاق الواصلة بين المدينة وقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر أمنية مصرية في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء، عادل محمد إبراهيم، الشهير بـ«عادل حبارة»، اعترف أمام سلطات التحقيق بقتل الجنود الـ25 التابعين لقوات الأمن المركزي على طريق العريش الشهر الماضي، في نفس الوقت الذي ألقت فيه القبض على ثلاثة متهمين أطلقوا النار على سفينة في قناة السويس، في محاولة فاشلة لتعطيل المجرى الملاحي، فيما زادت قوات الجيش من تأمينها للمجرى البالغ طوله نحو 129 كيلومترا.

وألقت قوات الأمن القبض على «حبارة» مساء أول من أمس، مع اثنين من مساعديه، ضمن حملة مشددة يقودها الجيش للقضاء على وجود المتشددين الإسلاميين في شمال سيناء المجاورة لقناة السويس، مشيرة في الوقت نفسه إلى توقيف ثلاثة آخرين مشتبه في قيامهم بإطلاق النار على سفينة في القناة.

وأوضحت المصادر أن «حبارة»، وهو من مواليد محافظة الشرقية في دلتا مصر، سبق الحكم عليه بالإعدام في قضية تفجيرات دهب وطابا التي وقعت في منتجعات على البحر الأحمر قبل نحو ثماني سنوات، وفر إلى سيناء بعد هروبه من السجن أثناء الانفلات الأمني في «ثورة 25 يناير 2011»، ويعتبر «من العناصر الخطرة التي كانت تسعى لتأسيس فرع قوي لتنظيم القاعدة في سيناء على غرار فرع تنظيم القاعدة في اليمن».

وأشارت المصادر إلى أن المتهم «حبارة» قام تحت إشراف المحققين بتمثيل «جريمة قتل الجنود هو وآخرون جرى القبض على غالبيتهم أيضا، وجاري ملاحقة الباقين».

وكان الجنود الـ25 في طريقهم عبر حافلتين مدنيتين صغيرتين إلى معسكر للأمن المركزي لإنهاء مدة خدمتهم في التجنيد، عندما اعترضتهم قوة من المتشددين الإسلاميين يقودها «حبارة»، وقامت بإنزالهم وتقييدهم بالحبال وإعدامهم بالرصاص.

ومن جانبه كشف مصدر عسكري أمس عن أن السلطات الأمنية ألقت القبض على ثلاثة أشخاص متهمين بفتح النار ببنادق آلية على سفينة كانت مارة بقناة السويس يوم السبت الماضي، إلا أن الهجوم لم يسفر عن أي أضرار أو إصابات، وذلك بعد ساعات من قول مصادر أمنية إن الهجوم لم يكن متعمدا بسبب ما بدا أنه محاولة للتقليل من المخاوف بشأن تأمين القناة التي تعد من أهم المعابر المائية للسفن في العالم، وتربط الملاحة بين آسيا وأوروبا.

وقبل الإعلان عن القبض على المشتبه في تورطهم في الحادث، أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، إن إدارة القناة صورت مكان سقوط المقذوف على السفينة «كوسكو آسيا (المسجلة في بنما)» التي «تعرضت لعمل إرهابي»، وأرسلت ملفا بالمعلومات لإدارة المخابرات الحربية للتحقق من الواقعة.

وأضاف مميش في بيان أن أحد العناصر «الإرهابية» شن هجوما فاشلا على إحدى السفن العابرة في القناة في محاولة للتأثير على حركة الملاحة، مضيفا أن المحاولة فشلت تماما، ولم تحدث أي أضرار بالسفينة أو الحاويات المحملة عليها، وأنه جرى التعامل مع الموقف بكل حسم من جانب القوات المسلحة.

ووقع الحادث في منطقة القنطرة بالقطاع الشمالي لقناة السويس. ويخضع مجرى القناة للحراسة من قوات الجيش. وقال المصدر العسكري إنه كانت هناك محاولة لزعزعة الأمن في القناة ومحاولة لتعطيل الحركة في الممر المائي، وإثارة ضجة إعلامية للإضرار بصورة مصر، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.

وتشن مصر حملة كبيرة ضد تنظيمات إسلامية متشددة في سيناء المجاورة للحدود مع كل من إسرائيل وقطاع غزة، بعد أن تمكنت هذه التنظيمات، على ما يبدو، من الاستفادة من حالة الانفلات الأمني عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وما تبعها من صعود للإسلاميين إلى الحكم.

وسبق أن تعرضت سفينة يونانية، قبل نحو ثلاثة أشهر، لطلقات رصاص عشوائية أثناء مصادمات بين موالين ومعارضين لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في مدينة بورسعيد الواقعة على المدخل الشمالي لقناة السويس، إلا أن الإعلان عن هجوم يوم أول من أمس يعتبر الأول الذي يتحدث عن «عملية متعمدة لاستهداف سفينة في مجرى القناة»، رغم قول مسؤولين أمنيين على المجرى الملاحي إنه «حتى لو أصيبت أي سفينة بأضرار فإنها لا تصل إلى درجة تعطيل مجرى القناة».

وقالت مصادر أمنية إن هيئة القناة تلقت تهديدات من جماعات مجهولة بأنها ستستهدف الممر المائي، مشيرة إلى أن السلطات تتعامل بجدية مع مثل هذه التهديدات، وأنه فور محاولة استهداف السفينة «كوسكو آسيا» قامت قوات الجيش باتخاذ إجراءات احترازية تضمنت تمشيط القناة والمناطق المجاور لها من الضفتين.