تصعيد نظامي مفاجئ بريف دمشق.. وإعلام النظام: «خلايا نائمة» في العاصمة

نقل مقرات أمنية إلى أخرى بديلة تحسبا لمواجهة الضربة العسكرية

TT

انتهزت قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية إرجاء موعد توجيه الضربة الأميركية العسكرية، للانقضاض على ضاحيتي قدسيا والهامة ومنطقة القلمون، بالتزامن مع شن حملات اعتقال داخل العاصمة، بعد أنباء عن استعداد «الجيش الحر» للتحرك بالتزامن مع الضربة العسكرية.

وأفادت مصادر إعلامية مقربة من النظام بمعلومات حول وجود خلايا نائمة داخل العاصمة، بدأت بالاستعداد للتحرك مع توجيه الضربة العسكرية المحتملة لقوات النظام. وتعرضت بلدات الرحيبة وتلفيتا خلال اليومين الأخيرين لقصف نظامي عنيف أدى إلى مقتل أكثر من أربعين شخصا من المدنيين في الرحيبة وإصابة أكثر من 250 شخصا، غالبيتهم من المدنيين النازحين من المناطق الأخرى. كما قتل وجرح العشرات في مدينتي الهامة وقدسيا وجميعها مناطق هادئة منذ شهور عدة.

وشكل هذا التصعيد مفاجأة للسكان المدنيين خصوصا وأن غالبيتهم من النازحين من المناطق الساخنة. وترافق القصف على بلدتي الرحيبة وتلفيتا بغارات جوية على بلدتي القطيفة ودير عطية في منطقة القلمون.

ووجه ناشطون يوم أمس نداء استغاثة لإسعاف الجرحى في مدينة الرحيبة، وقالوا إن المشافي الميدانية تعمل بأكثر من طاقتها بعدة أضعاف وتعاني من نقص حاد في الأدوية ولا سيما المضادات الحيوية والمسكنات إضافة إلى الأدوات الجراحية ومواد التخدير، من جراء استقبال أكثر من 250 جريحا تتفاوت إصاباتهم بين البسيطة والحرجة.

وشهدت منطقة الكسوة قصفا مدفعيا بالتزامن مع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن سقوط مدنيين من النازحين وعدد من الجرحى. وفي منطقة وادي بردى، قال ناشطون إن «الجيش الحر» قام بتأمين انشقاق نحو 50 جنديا من المدفعية التابعة للحرس الجمهوري في المنطقة.

وفي وسط العاصمة دمشق، شنت قوات الأمن حملات مداهمة واعتقالات في دمشق القديمة في منطقتي السويقة والحريقة وحي الصناعة، مع تفتيش دقيق للمارة من دون استثناء من قبل الحواجز الطيارة التي تتنقل في كافة شوارع المنطقة ضمن حالة استنفار أمني شديد، عمت غالبية شوارع وسط العاصمة، وتسببت في اختناقات مرورية بحي المزرعة وساحة الميسات وإغلاق عدة طرق في محيط المقرات الأمنية في حي المزرعة.

كما واصلت قوات الأمن نقل مقراتها إلى مقرات بديلة استعدادا لمواجهة احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية. ورصد ناشطون يوم أمس تمركز نحو 400 عنصر تابعين لفرع فلسطين في الطابق الأرضي من مشفى التوليد التابع لجامعة دمشق والواقع إلى جانب المقرات الإدارية للجامعة في البرامكة، حيث أخليت مدرجات الجامعة من قبل عناصر الأمن، مع تشديد الحراسة والإجراءات الأمنية في محيطها. وأضاف الناشطون أن حالة من الاستنفار سادت مقسم النصر للاتصالات والبريد، مع وجود لكامل الكوادر العاملة في المقسم من مهندسين تقنيين وفنيين يقومون بتأمين خطوط اتصالات بديلة للمقرات الأمنية البديلة التي تحولت الأبنية المدنية كالمشافي والمدارس.

في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام مدعومة بميليشيات من حزب الله على طريق مستشفى تشرين العسكري شرق العاصمة، لدى محاولة قوات النظام اقتحام حي تشرين، كما سقطت قذيفة على منزل في محيط حديقة الجاحظ في حي المالكي، أدت إلى نشوب حريق كبير.

وفي دير الزور، أفادت مصادر «الجيش الحر» أن «مقاتلين معارضين أسقطوا طائرة حربية في حي الحويقة بالتزامن مع شن الطيران الحربي النظامي عدة غارات على الحي».

وبث ناشطون مقاطع فيديو على مواقع الإنترنت تظهر سقوط الطائرة على أطراف المدينة، فيما ظهر مقاتلون معارضون في مقطع مصور آخر وهم يحملون قطعا حديدية قالوا إنها بقايا أجزاء الطائرة الحربية التي سقطت.

وفي ريف أدلب، أشارت مصادر المعارضة إلى «سقوط عدد من الجرحى نتيجة القصف بالطيران الحربي النظامي على بلدة كنصفرة بجبل الزاوية بريف أدلب». وقال ناشطون إن «قصفا عنيفا بأسلحة مختلفة على مدينة أريحا في محاولة من القوات النظامية لإعادة السيطرة عليها، تزامنت مع اشتباكات مع مسلحي المعارضة».

وفي سياق متصل، أفاد ناشطون بتحركات كبيرة لقوافل دبابات وناقلات صواريخ تابعة للقوات النظامية في مناطق متفرقة من سوريا، وأكدت مصادر في المعارضة السورية مشاهدتها لشاحنات تحمل صواريخ ملفوفة من مقر الكتيبة 155 على الطريق الدولي بين حمص ودمشق، وكثير من القواعد المتنقلة لصواريخ «سكود».

وقال ناشطون إن «قوات المخابرات السورية كانت قد أفرغت الطوابق السفلية من مبنى السكن الجامعي في حمص، مع ترك الطلاب بلا مأوى طيلة الليل، فيما سمح للطلاب الذين يشغلون الطابق العلوي من السكن بالبقاء في غرفهم».