نجاة القنصل العام التركي من هجوم على موكبه شمال العراق

مصدر أمني: منطاد بغداد الأمني يحبط عملية إرهابية بعد يوم من إطلاقه

TT

نجا القنصل العام التركي لدى العراق من هجوم استهدف موكبه على طريق الموصل - أربيل أمس. من ناحية ثانية، قتل عشرة أشخاص في هجمات متفرقة، بينها هجومان انتحاريان استهدفا أمس منزل قائد صحوة العراق الشيخ وسام الحردان في غرب بغداد. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية، إن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور موكب القنصل التركي العام لدى العراق، لكن لم تحدث خسائر في الأرواح. وكان الموكب في طريقه إلى أربيل من الموصل في شمال البلاد عندما انفجرت القنبلة. وأضاف المتحدث: «وزير الخارجية اتصل بالقنصل العام وهو في حالة صحية جيدة (...)، ما زلنا نحقق لمعرفة من نفذ الهجوم وما إذا كان القنصل العام مستهدفا».

من ناحية ثانية، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، بأن «انتحاريين يرتديان حزاما ناسفا» استهدفا منزل الشيخ وسام الحردان، قائد صحوة العراق، في منطقة الحارثية (غرب بغداد)، «مما أسفر عن مقتل خمسة من حراسه، وإصابة أربعة آخرين». وأكد معن أن «الحردان لم يكن موجودا في المنزل لحظة وقوع الحادث». وذكرت مصادر أمنية أن المهاجمين تلقوا إسنادا من عدد من المسلحين أطلقوا قذائف «آر بي جي» باتجاه المنزل، قبل أن يفروا. وقال مصدر في مستشفى اليرموك، إن المستشفى تسلم جثث خمسة أشخاص و13 جريحا من الهجوم. والحردان زعيم عشائري من محافظة الأنبار، تسلم قيادة قوات الصحوة بدعم الحكومة العراقية.

وفي هجومين منفصلين آخرين ببغداد، اغتال مسلحون مدنيين في حي العامل والزعفرانية بأسلحة كاتمة للصوت، حسبما أفادت مصادر أمنية وأخرى طبية.

وفي الموصل (شمال بغداد)، قتل طبيب ينتمي إلى طائفة الشبك، في هجوم مسلح، بينما قتل مدني آخر إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش. وفي الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، قتل شرطي وأصيب عشرة آخرون، في هجوم استهدف مركز شرطة العامرية جنوب المدينة، حسبما أفاد النقيب فراس نجيب.

من جهة أخرى، أصيب القاضي عامر رشيد العزاوي، قاضي محكمة جنايات تكريت، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه وسط المدينة. وأسفر التفجير، بحسب الشرطة، عن إصابة خمسة من أفراد حمايته. وكان رئيس استئناف صلاح الدين كشف عن مخطط للجماعات الإرهابية باستهداف الطاقم القضائي في صلاح الدين وقرروا استهداف القضاة بشكل خاص، حسبما أفاد بيان للسلطة القضائية. وقتل قاضيان في المحافظة خلال الأشهر القليلة الماضية؛ وهما: نائب رئيس محكمة الاستئناف القاضي ساجر عبد عباس، وعضو المحكمة جزاع ذياب جزاع. أيضا, اختطف مسلحون مجهولون مدير الطاقة الغازية في محطة كهرباء بيجي، المهندس سويدان العصمي، أثناء خروجه من مسجد مساء الأحد.

من ناحية ثانية, اختارت قيادة عمليات بغداد المناطق الأكثر رخاوة على صعيد العمليات الانتحارية أو التفجير بواسطة السيارات المفخخة لكي تطلق في أجوائها واحدا من ثلاثة مناطيد تم الاتفاق على أن تكون جزءا من المنظومة الأمنية الجديدة بهدف الحد من عمليات الاختراق التي تعانيها المؤسسة الأمنية العراقية.

وكان العميد سعد معن، الناطق باسم عمليات بغداد ووزارة الداخلية، قد كشف الشهر الماضي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «من بين الإجراءات التي ستستخدم للحد من العمليات الإرهابية استخدام تقنيات جديدة من بينها إطلاق مناطيد في سماء بغداد تكشف عن كثب العمليات الإرهابية بالإضافة إلى تقنيات أخرى منها كاميرات المراقبة». وفي أول اختبار لها في منطقة التاجي شمال غربي بغداد، التي تعتبر من وجهة نظر الجهات الأمنية العراقية من حواضن الإرهاب، أحبط المنطاد الأمني الذي أطلق مساء أول من أمس عملية إرهابية كانت وشيكة الوقوع، حسبما أعلن مصدر أمني. وقال المصدر في بيان إن «أجهزة المراقبة التي يحملها البالون نجحت في تشخيص مواقع وتحركات بعض الجماعات الإرهابية مما أدى إلى اعتقالهم أثناء نقلهم للذخيرة الحية لتنفيذ أعمالهم الإجرامية ومنها في منطقة البلديات شرق بغداد». وأضاف أن «إطلاق البالون الأمني يأتي ضمن الإجراءات الأمنية الجديدة لضبط أمن العاصمة وإفشال المخططات الإرهابية التي دخلت حيز التنفيذ منذ بضعة أيام، وأن ذلك سينعكس إيجابا على الوضع الأمني في بغداد تحديدا». وأوضح المصدر أن «البالون يحمل أجهزة مراقبة وكشف للمتفجرات مرتبطة بشبكة إلكترونية خاصة بعمليات بغداد حيث يقوم فريق أمني بمتابعة وتدقيق أهم الإشارات التي ترسلها أجهزة المراقبة في البالون». وتابع أنه «سيتم في المستقبل نشر أكثر من بالون أمني في أنحاء متفرقة من العاصمة لضبط الأمن بصورة صحيحة». وكان قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن «ثلاثة مناطيد مراقبة أصبحت جاهزة للإطلاق في بغداد بعد إنهاء الملاك الفني العراقي ‏الدورة التدريبية على تشغيلها وإدامتها لتكون بإشراف عراقي كامل»، مشيرا إلى أن «أعلى ارتفاع ‏للمنطاد يصل إلى 300 متر لمراقبة مساحة تتراوح بين خمسة إلى 20 كلم مربع وإرسال ما يرصده ‏من معلومات إلى ستة أبراج خاصة بهذا الشأن». ‏ وأضاف الشمري أن «المنطاد سيكون قادرا على الرصد والمراقبة في أسوأ الظروف الجوية»، لافتا ‏إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد مضاعفة عدد مناطيد المراقبة لتغطي أنحاء بغداد كافة». ‏وأوضح قائد عمليات بغداد، أن «عدد المتدربين الذين أصبحوا مهيئين لتشغيل هذه المناطيد وإدامتها ‏يبلغ 30 عنصر خضعوا لدورة مكثفة تواصلت للمدة من الثامن من يوليو (تموز) إلى الأول من سبتمبر (أيلول) ‏‏2013 الحالي»، مؤكدا أن «دخول هذه المناطيد الخدمة سيسهم في تقليل نقاط السيطرة بالعاصمة».‏ من جهتها، قالت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إن «العبرة تبقى في تغيير الخطط الأمنية بطريقة جذرية واعتماد صيغة المشاركة في القرار الأمني». وقال شوان طه، عضو اللجنة عن كتلة التحالف الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أي تقنية جديدة يتم استخدامها وتؤدي إلى الحد من الخروقات الأمنية هي أمر جيد ومرحب بها، لكنها في ظل السياسة الأمنية العليا التي تكاد تكون ثابتة قد لا تعطي النتائج المرجوة». وأضاف: «قلنا أكثر من مرة إن المشكلة ليست في القيادات الأمنية أو غالبيتها على الأقل، حيث إنها تقوم بواجباتها ولديها خبرة ولكن المشكلة تكمن في الخطط الأمنية التقليدية التي تكاد تكون محصورة في مكتب القائد العام».