«العمال الكردستاني» يهدد بإنهاء عملية السلام مع تركيا

أمهل أنقرة حتى نهاية الشهر الحالي للقيام بـ«خطوات فعلية»

TT

ترى قيادة حزب العمال الكردستاني أن «العد التنازلي» لعملية السلام مع أنقرة «قد بدأ بحلول الأول من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، وأن المهلة تقترب من نهايتها في ما يتعلق بمراحل العملية بأكملها». وأكد رئيس اللجنة القيادية للحزب أن «الوقت قد حان لتتقدم تركيا بخطوات فعلية نحو تحقيق السلام المنشود، وإلا فإن الحزب سيوقف انسحابه من داخل الأراضي التركية وسيعلن نهاية عملية السلام».

وقال جميل بايك، الرئيس المشارك لقيادة الحزب، في مقال نشره بجريدة «أزاديا ولات»، إن شهر سبتمبر «سيكون الفاصل في عملية السلام (...) فمنذ ثمانية أشهر أوقفنا قتالنا ضد تركيا، ومنذ تلك اللحظة ننتظر نهاية الشهر الحالي كآخر مهلة أمام تركيا للالتزام بتعهداتها تجاه عملية السلام، فإذا لم تتقدم الحكومة التركية بخطوات عملية حقيقية، فإننا سنعلن فشل عملية السلام وسنوقف انسحاب مقاتلينا من داخل الأراضي التركية». وأضاف «في كل أنحاء العالم عندما تحدث صراعات هناك مهلة زمنية لتحقيق السلام، ونحن أعطينا الجانب التركي المزيد من الوقت لكي يتقدم بخطوات فعلية نحو السلام، فإذا لم يف بالتزاماته تجاه العملية بحلول نهاية الشهر الحالي، فإننا سنكون في حل من أي التزامات متقابلة».

وكانت قيادة الحزب بجبل قنديل قد استجابت لطلب من رئيسه المعتقل بجزيرة إيمرالي عبد الله أوجلان بوقف القتال وسحب المقاتلين من داخل الأراضي التركية تمهيدا لخوض المرحلة الثالثة من إنهاء الصراع بالتخلي عن السلاح ودخول العملية السياسية، لكن قيادات الحزب تشكو من أن تركيا لم تتقدم في المقابل بأي خطوات لتحقيق عملية السلام. ففي اتصال لـ«الشرق الأوسط» أكد مصدر بقيادة منظومة المجتمع الكردستاني التابع للحزب أن «الحزب صبر كثيرا على تركيا، وكان الأمل يحدونا أن تتقدم حكومة رجب طيب أردوغان بخطوات فعلية على أرض الواقع، لكننا للأسف شاهدنا أن تلك الحكومة تحاول أن تستغل المزيد من الوقت من أجل تثبيت أقدامها في المناطق التي انسحبت منها قواتنا، وبدلا من الاستجابة للنوايا الطيبة التي أبديناها عبر خطوات مهمة مثل إطلاق سراح الأسرى، ووقف القتال من طرف واحد، وتوجناها بسحب مقاتلينا من عمق الأراضي التركية وعلى عدة وجبات، وجدنا أن الجيش التركي يستغل تخلينا عن مواقعنا بإقامة معسكرات فيها، وكذلك تشجيع تجنيد المرتزقة الأكراد». وأكد، بدوره، أن هذا الشهر «سيكون مصيريا بالنسبة لعملية السلام، إذا لم يتحقق فيه شيء فإننا سننهي العملية برمتها وسنعود مع تركيا إلى نقطة الصفر».