الفلسطينيون يريدون دورا في تحديد آليات المفاوضات وحضورا أميركيا مباشرا

السلطة ستنقل شكواها خلال لقاء بين عباس وكيري في روما

TT

قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن اتصالات تجرى حاليا لترتيب لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في روما خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث تفاصيل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي تعقد برعاية أميركية.

وأكد المالكي أن عباس سيقدم لكيري مجموعة ملاحظات واعتراضات على سير العملية التفاوضية، بحضور وزراء خارجية عرب.

وأضاف وزير الخارجية الفلسطينية، للإذاعة الرسمية: «لدينا مجموعة من الملاحظات على مجريات هذه العملية، والتي سنبلغها للوزير كيري في اجتماع سيعقد معه في روما خلال أيام». وتابع: «هذا الاجتماع قد يعقد الأحد المقبل بحضور عدد من وزراء الخارجية العرب، وفق التزام قطعه الوزير الأميركي للوزراء العرب بأنه سيتواصل معهم بشكل دوري لإطلاعهم على أي مستجدات متعلقة بالعملية التفاوضية».

وأردف الوزير الفلسطيني: «إن مشاركتنا في هذا الاجتماع ستساعد في طرح وجهة النظر الفلسطينية وفي طرح الكثير من القضايا التي نعتبرها مزعجة ومقلقة في هذه العملية التفاوضية، والتي تستدعي ردودا من الجانب الأميركي».

ولم يقل المالكي ما هي النقاط محل الخلاف مع الإسرائيليين، لكنه اكتفى بالقول إن جولات المفاوضات لم تحدث أي تقدم حتى الآن.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الفلسطينيين يعترضون على تحكم إسرائيل بمواعيد وآليات وجدول المفاوضات، ورفضها حضور الجانب الأميركي للجلسات.

وكان غضب الرئيس الفلسطيني واضحا عند حديثه عن المفاوضات لقيادات من حركة فتح، قبل يومين، قائلا إنها ما زالت تراوح بحدود تبادل وجهات النظر «لا يوجد لدي ما أضيفه في هذا الملف».

ومن المفترض أن الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، التقيا أمس، في جولة جديدة، لم يعلن عن مكانها وزمانها كما جرت عليه العادة في جولات سابقة.

وسيكون هذا سادس لقاء تفاوضي بين الجانبين، دون أي تصريح من المفاوضين الفلسطينيين أو الإسرائيليين.

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، إن بعض اللقاءات بين الطرفين اكتشف أمرها فيما بعد، موضحة أن مسؤولة المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي تسيبي ليفني ونظيرها صائب عريقات التقيا السبت الماضي سرا.

وأكدت الصحيفة أن الوفد الإسرائيلي المفاوض يحافظ على سرية عالية بشأن مضمون المحادثات التي تجري بين الطرفين، في حين يمتنع المفاوضون الفلسطينيون عن التصريحات.

ويبدو أن الولايات المتحدة تريد دفع المفاوضات عبر محاولة عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إن الإدارة الأميركية تضغط على عباس للقاء نتنياهو. ولم يتضح إذا ما كان اللقاء سيعقد. لكن تصريحات عباس الأخيرة لا تشير إلى ذلك، إذ قال إنه سينتظر انقضاء فترة 6 إلى 9 شهور من المفاوضات، وهي الفترة التي اتفق الطرفان عليها برعاية أميركية، قبل أن يقرر كيف سيتصرف.

ووعد أبو مازن بعرض أي اتفاق على استفتاء شعبي، في ظل معارضة فلسطينية كبيرة للمفاوضات الحالية الحالية، إذ تطالب غالبية الفصائل الفلسطينية بوقف المفاوضات فورا.

وأظهر حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، كذلك، موقفا متشددا من المفاوضات، على لسان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، داني دانون، الذي قال إن حزبه سيعارض أي اتفاق مؤقت أو مرحلي سيجري التوصل إليه مع الفلسطينيين.

وأضاف للإذاعة العبرية: «أي قيادي في حزب الليكود يسعى للتوصل إلى اتفاقية مؤقتة لن يكون له مكان داخل الحزب، لأن أغلبية كبيرة ترفض ذلك».

وأضاف: «لن نسمح لليفني بتمرير أي اتفاق على غرار أوسلو. وإنني على ثقة كبيرة في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه لن يقع في هذا الخطأ، كونه يدرك الثغرات والآثار السلبية التي نتجت عن اتفاقية أوسلو». وتابع: «حزب الليكود لن يكون بوابة لعبور أفكار اليسار الإسرائيلي الذي يحاول التوصل إلى اتفاقية مؤقتة مع الجانب الفلسطيني».

ونقل عن دانون خلال لقاء مع مستوطنين في مستوطنة «نطافيم»: «سنعارض أي اتفاق يسلم يهودا والسامرة (الضفة الغربية).. هذا يتعارض مع آيديولوجية (الليكود)». وأضاف: «لن نقبل بتسليم كل ما نملكه مقابل لا شيء».