وزارة الأوقاف الكردية تحقق في «تورط» خطباء جمعة بالدعاية الانتخابية

بارزاني يعرض برنامج حزبه للانتخابات البرلمانية

TT

تحقق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة إقليم كردستان مع عدد من أئمة وخطباء الجمعة في الإقليم بسبب خروجهم عن إرشادات الوزارة وقيامهم بالدعاية الانتخابية لصالح جهة سياسية في الحملة الجارية استعدادا للانتخابات البرلمانية في الإقليم المقرر إجراؤها في 21 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وصرح مريوان النقشبندي مدير المكتب الإعلامي للوزارة، لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة سبق أن أصدرت تعليمات صارمة للخطباء ورجال الدين وكذلك الكيانات السياسية بعدم استخدام منابر المساجد أو المراكز الدينية لأغراض الدعاية الانتخابية، وحذرت باتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية ضد كل منتسبي الوزارة من الأئمة والخطباء حال خروجهم عن تلك التعليمات طيلة الفترة الانتخابية، ولكن عددا من خطباء الجمعة تجاوزا تلك التعليمات، ولذلك تجري الوزارة حاليا تحقيقاتها مع هؤلاء المخالفين». وأضاف: «هناك خمسة من خطباء الجمعة خالفوا تعليمات الوزارة وبثوا دعايات غير مباشرة لصالح جهة سياسية، والخطب موثقة عندنا بالفيديو، ولذلك ستقوم مديرية أوقاف محافظة أربيل بالتحقيق معهم، وسترفع تقريرها إلى وزير الأوقاف الذي سيقرر نوع العقوبة التي يفترض توجيهها إلى المخالفين قبيل حلول الجمعة المقبلة».

وأشار النقشبندي إلى أنه «فيما يتعلق بتصوير خطب الجمعة، أصدرنا تعليمات مشددة إلى التلفزيونات المحلية والقنوات الفضائية بعدم نقل أية وقائع لصلاة الجمعة من دون استحصال الإذن من الوزارة، وسنقوم بمحاسبة المخالفين بهذا الشأن أيضا».

وعلى صعيد الحملة الانتخابية، شارك مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مساء أول من أمس في احتفال حزبه بإطلاق حملته الدعائية التي تأخرت لخمسة أيام عن يوم بدئها لدى الكيانات والقوائم الأخرى، وألقى كلمة شدد في مستهلها على أهم النقاط والمهام الواردة في برنامج حزبه الانتخابي؛ منها: «التأكيد على التعددية السياسية، وحرية التعبير، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتدعيم المؤسسات السيادية، وترسيخ أسس القانون، وإحياء المجتمع المدني، وتحقيق النمو الاقتصادي والعمراني، وحماية أمن واستقرار الإقليم». وشدد بارزاني على أن «المكاسب التي حققتها قيادة الإقليم للشعب تثبت للعالم الكفاءات والطاقات الكردية لإدارة شؤون الإقليم، وتثير إعجاب العالم كله، فكردستان بفضل تجربتها السياسية والديمقراطية أصبحت تحتل موقعا مهما في المنطقة، ولها ثقلها السياسي في المحافل الدولية، وولت إلى الأبد سياسات الإنكار والتنكر للوجود الكردي، وأثبت الشعب الكردي من خلال ممارساته أنه شعب يتطلع إلى السلام ونبذ العنف والإرهاب». ومضى بارزاني قائلا إن «كل المكتسبات تحققت بفضل تلاحم الشعب مع قيادة الإقليم، وهناك الكثير من الحقوق لم نحققها بعد، فالمسيرة طويلة ونحن بحاجة إلى دعم الشعب لكي نواصلها، ونحقق المزيد من المكتسبات».

وختم بارزاني كلمته بتوصية أنصار وأعضاء حزبه بضبط النفس والالتزام بالهدوء التام أثناء قيادة الحملة الانتخابية، وقال: «لا نخفي أن حزبنا تعرض لهجمات وحملات شرسة من عدة أطراف، ولكني أطلب من الجميع ضبط النفس والالتزام بالسلوك الحضاري والمدني، بل أوصي أعضاء الحزب بالترفع عن الرد والعمل حتى على حماية من يعادون توجهاتهم، لأنه في المحصلة سيقدمون خدمة جليلة لشعبهم من خلال حماية الوضع الداخلي، ورغم وجود محاولات من بعض الأطراف لإحباط الشباب الكردي وشغله بالصراعات المناطقية وبالآيديولوجيات الفكرية الضيقة والمتطرفة، فإن الفرد الكردي بيده القرار ويمتلك الإرادة الصلبة لمواجهة كل تلك المحاولات والمضي في طريق تحقيق الازدهار للشعب».

في السياق ذاته، أعلن تجمع يضم 56 منظمة مدنية غير حكومية عن تشكيل تحالف يهدف إلى مراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة. وعقدت تلك المنظمات اجتماعا بدعوة من منظمات التنمية المدنية ومؤسسة «سبارت للتنمية الإعلامية» و«شبكة أحفاد السلام»، وأعلنت تشكيل ذلك التحالف.

وأعلن القائمون على التحالف أنه «جرى إلى الآن تعيين 500 مراقب سيوزعون على المراكز الانتخابية لمراقبة الانتخابات البرلمانية، إلى جانب تسيير فرق سيارة إلى المراكز الانتخابية المنتشرة بأرجاء كردستان، وهذا التحالف يعمل بشكل تطوعي هدفه تأمين إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وبث التقارير الإعلامية بشأنها يوم الانتخابات».