الجربا في بريطانيا لحث مسؤوليها على تغيير قرارهم

يلتقي هيغ وبرلمانيين.. وكاميرون يدعو أميركا للتحرك

دبابة سورية تحترق بعد اشتباكات مع الجيش السوري الحر في حي جوبر بدمشق أمس (أ.ب)
TT

يواصل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا جولته الغربية، ويبدأ اليوم زيارة إلى بريطانيا، يلتقي خلالها مسؤولين بريطانيين في محاولة لحثهم على تغيير موقفهم الرافض للمشاركة في الضربة العسكرية ضد النظام السوري. وقال سفير الائتلاف في لندن وليد سفور لـ«الشرق الأوسط» إن الجربا وأعضاء الوفد المرافق، وصلوا إلى لندن مساء أمس، على أن يبدأوا اليوم جولتهم على المسؤولين البريطانيين. وأشار إلى أن جدول الأعمال «يتضمن لقاء مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، ورئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية ريتشارد أوتاوي، ومسؤولين بريطانيين آخرين، بينهم أعضاء في البرلمان البريطاني، وممثلون عن الأحزاب الرئيسة في البلاد».

وتشدد بريطانيا على أهمية دعم المعارضة السورية من جهة أهمية تحمل المعارضة السورية مسؤولياتها والاستعداد للعب دور أكثر فعالية للترتيب لمرحلة ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية إن «رئيس الائتلاف الوطني السوري سيزور بريطانيا مع وفد رفيع المستوى»، موضحا أن «المملكة المتحدة تعترف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري». ومن المرتقب أن يستقبل وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الجربا اليوم، كما رتبت لرئيس ائتلاف المعارضة السوري لقاءات رسمية عدة في لندن من بينها لقاء مع وزير ألن دانكان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، وعدد من أعضاء البرلمان البريطاني.

واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «الزيارة تأتي في وقت مهم، إنها فرصة للتشديد على دعمنا للائتلاف بينما نحاول التوصل إلى حل سياسي مبني على التفاوض»، وأضاف: «هذه الزيارة ستسمح للائتلاف الوطني أن يحدد خططه على أرض في المناطق التي يسيطر عليها، إننا ملتزمون بدعم ذلك، وسنبحث مع الائتلاف كيف يمكن لنا أن نزيد من دعمنا الملموس للمعارضة».

وتأتي الزيارة ضمن جولة أوروبية بدأها الجربا في ألمانيا بهدف حث الدول الغربية على المشاركة في الضربة العسكرية المتوقعة ضد مواقع عسكرية سورية، وتشمل، إلى جانب بعض الدول الأوروبية، الولايات المتحدة. وأوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاءات التي يعقدها الجربا مع المسؤولين البريطانيين «تهدف إلى حثهم على تغيير قرارهم الرافض للمشاركة العسكرية في الضربة المتوقعة ضد النظام السوري»، لافتا إلى أن «دلالات تقود إلى إمكانية تعديل الحكومة البريطانية قرارها لجهة المشاركة في تحالف دولي ضد النظام السوري». وقال إن المحادثات «ستتركز على شرح المعطيات التي استندت إليها المعارضة في الحث على تأييد الضربة، والتأكيد أن الحملة العسكرية ستكون مختلفة عن الحروب السابقة التي خاضها الغرب خلال العقد الماضي مثل حرب العراق وغيرها؛ إذ تستهدف الضربة قوة النظام العسكرية، ولا تشمل التدخل البري».

وتتخلل زيارة الجربا إلى لندن، محادثات مع المسؤولين البريطانيين بشأن آلية تكثيف الدعم العملي البريطاني للائتلاف السوري الذي اعترفت به قبل 10 أشهر ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. ويقول سفير الائتلاف في لندن وليد سفور لـ«الشرق الأوسط» إن «بريطانيا تدعم الشعب السوري، وتعد من أكبر الدول الداعمة إغاثيا له»، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية «تتخذ سلسلة إجراءات تسهل حياة السوريين، مثل تمديد الإقامة للاجئين إليها، وتمديد الإقامة للمنتهية جوازات سفرهم، وغيرها من التسهيلات الإدارية».

في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الولايات المتحدة إلى التحرك ضد النظام السوري مبديا تخوفه من «هجمات جديدة بالأسلحة الكيماوية يشنها النظام» السوري إذا لم يكن هناك رد فعل.

وقال كاميرون أمام البرلمان إن الرئيس الأميركي باراك أوباما «وضع خطا أحمر شديد الوضوح هو أنه في حال هجوم واسع النطاق بالأسلحة الكيماوية، يجب القيام بشيء ما». وأضاف: «اليوم نعلم أن النظام (السوري) استخدم أسلحة كيماوية 14 مرة على الأقل في الماضي».