تركيا تسخر من التهديدات السورية وتتوعد النظام بـ«درس لن ينساه»

المعارضة التركية تجمع توقيعات مناهضة للضربة

TT

سخرت تركيا من التهديدات السورية باستهداف أراضيها إذا شاركت في أي «عدوان» يستهدف سوريا التي تنتظر قرارا أميركيا بـ«معاقبتها» على استعمال الأسلحة الكيماوية التي يعتقد أنها استخدمت في ريف دمشق وأدت إلى مقتل أكثر من ألف مدني، وفقا لتقارير بثتها المعارضة السورية.

فبينما اكتفى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالقول قبيل مغادرته البلاد أمس ردا على هذه التهديدات «نحن مستعدون للحرب.. فهل هم كذلك؟»، أكد مصدر دبلوماسي تركي رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا لديها «القدرة والإرادة للرد على أي هجوم سوري»، قائلا إن أنقرة «تأخذ في الحسبان أن نظاما يقتل شعبه كل يوم قادر على أن يفعل أي شيء، لكننا دولة قوية قادرة على الدفاع عن شعبها، وتلقين أي حاول المس بأمنها درسا لن ينساه». وأشار المصدر إلى أنه «على النظام السوري أن يفكر كثيرا في موازين القوى قبل أن يفكر في القيام بحماقة ما يندم عليها كثيرا».

وكرر أردوغان أمس التأكيد أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا. وقال أردوغان قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ «قلنا إننا مستعدون للمشاركة في أي نوع من التحالفات ونرى هذا تحالف متطوعين». لكن أردوغان لم يذكر ما إذا كان هذا يشمل العمل العسكري أم لا، غير أن مصادر تركية ذكرت أن القواعد العسكرية التركية سوف توضع في تصرف القوات الأطلسية الحليفة لمواكبة أي عمل عسكري يتقرر القيام به.

وأفادت تقارير تركية بأن قاعدة إينجرليك التركية شهدت تحركات مكثفة، حيث هبطت طائرة نقل من طراز «سي – 17» في القاعدة عقب هبوط أربع طائرات نقل أميركية، إضافة إلى تحميل عدد من الطائرات الحربية بالأسلحة، تحسبا لأي احتمالات طارئة. وذكرت مجلة «صباح» التركية أن «التحركات في القاعدة الجوية التي تبعد ثمانية كيلومترات شرق محافظة أضنة بجنوب تركيا، جاءت إثر التطورات الأخيرة في سوريا واحتمالات التدخل العسكري لمعاقبة النظام السوري».

وفي الإطار نفسه، حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أمس، من تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في حالة غياب رد فعل دولي على الهجوم الكيماوي. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف «إذا استمر الاتجاه نفسه.. ولم يصدر رد فعل دولي، فإننا نخشى من أن تستقبل الدول المجاورة أعدادا أكبر من اللاجئين».

إلى ذلك، قال علي أونيك، الصحافي التركي في صحيفة «صول» المعارضة، إن المعارضة داخل وخارج البرلمان ترفض أي تدخل في الشأن السوري سواء كان من قبل تركيا أو من قبل الدول الأجنبية، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أن حزب الشعب الجمهوري بعث برسالة إلى الإدارة الأميركية شرح فيها «النتائج التي ستترتب على أي هجوم على سوريا»، وطلب من الإدارة إيقاف أي عمليات عسكرية مخطط لها ضد سوريا. ورغم أن الحزب لم يطالب بعقد جلسة للبرلمان التركي لمناقشة المشاركة في الضربة العسكرية، بسبب وجود غالبية ساحقة مؤيدة للحكومة، فإنه بدأ حملة جمع تواقيع رافضة للحرب على سوريا». ويعتبر أونيك أن «المعارضة خارج البرلمان أكثر فعالية بعشرات المرات من المعارضة داخله والتي تتمثل في الشعب الجمهوري والحركة القومية والسلام والديمقراطية».