المالكي يطرح مبادرة من تسع نقاط لحل الأزمة السورية

مستشاره الإعلامي: الضربة ليست مكافأة للشعب

TT

دعا نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في كل الأراضي السورية والعمل على تجنب الضربة الأميركية المحتملة للنظام السوري على خلفية اتهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضد شعبه. وطرح المالكي مبادرة من تسع نقاط لحل الأزمة.

وقال المالكي في كلمة متلفزة له أمس الأربعاء إن «المبادرة تتضمن الدعوة لوقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل على كامل الأراضي السورية، ووقف عمليات تزويد أي طرف من أطراف النزاع بالمال والسلاح، وانسحاب جميع المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، ودعم استمرار التحقيق المحايد الذي تجريه منظمة الأمم المتحدة حول استخدام السلاح الكيماوي، ورفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري وأية عملية عسكرية تستهدف الدولة والأراضي السورية». وأضاف أن «المبادرة تتضمن أيضا الالتزام بعدم استخدام الأراضي العربية لضرب سوريا أو أية دولة أخرى، وإطلاق صندوق عربي لدعم عودة اللاجئين السوريين وإعادة إعمار سوريا، وإلزام النظام السوري والمعارضة بجدول زمني لإجراء مفاوضات مباشرة بإشراف عربي ودولي ووضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة في سوريا يعقبها تداول سلمي للسلطة». وتابع المالكي: «إننا نأمل من أشقائنا العرب وجميع أطراف الصراع الداخلي السوري دراسة هذه المبادرة التي لا نبغي منها سوى حفظ سوريا دولة وشعبا وحفظ أمن واستقرار المنطقة».

من جهته، أوضح علي الموسوي، المستشار الإعلامي للمالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المبادرة العراقية تحتاج أولا إلى استجابة من مختلف الأطراف لكي يكون بالإمكان التحرك سياسيا ودبلوماسيا من أجل تحقيقها سواء على صعيد الجامعة العربية أو الأمم المتحدة»، معتبرا أن «إعلان تأييدها من قبل الأطراف المختلفة يضمن لها الحد الأدنى من النجاح الذي يمكن البناء عليه لاحقا». وأشار الموسوي إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية وإن كانت لا تزال مترددة، لكنها أميل إلى استخدام القوة ضد سوريا، علما بأن أية ضربة لن تؤدي إلى إضعاف الأنظمة بقدر ما تعاقب الشعوب، وهو ما حصل للشعب العراقي، وبالتالي فإن أحد أسباب رفضنا استخدام القوة وتوجيه ضربات يعود إلى أنها تنفع النظام أكثر مما تضره، بينما تضر الشعب؛ إذ أن العراق لا يزال يدفع ثمن الضربات التي قيل في وقتها إنها وجهت إلى صدام حسين بينما صدام بنى كل قصوره في زمن الحصار والقصف بالصواريخ، وهو ما يراد تكراره اليوم في سوريا».

وأشار الموسوي إلى أن «الجو العام العربي لا يميل إلى توجيه ضربة إلى سوريا من هذا المنطلق وليس من باب الدفاع عن النظام، حيث إن كل من يعتقد أن الضربة العسكرية ستكون مكافأة للشعب السوري واهم». وردا على سؤال عن الموقف في حال توفرت الأدلة سواء من قبل الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة على أن النظام السوري هو من استخدم الأسلحة الكيماوية، قال الموسوي: «حتى لو ثبت أن النظام هو من استخدم الأسلحة الكيماوية، فإن آليات الحل لا يجب أن تكون بالضربة العسكرية، لأنها لن تعود بالنفع على الشعب السوري.. وأقول ذلك من واقع تجاربنا في العراق».