الخارجية المصرية: إعادة سفيرنا إلى أنقرة مرتبطة بتوقف التدخل في شؤوننا

وفد اللجنة الأفريقية أكد دعمه لـ«خارطة الطريق» ومعارضته لـ«تدويل الوضع»

سيدة تمر أمام شعار لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان في وسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

قالت وزارة الخارجية المصرية أمس إنها لن تعيد سفيرها لدى أنقرة في الوقت الحالي بالتزامن مع إعلان تركيا عن عودة سفيرها إلى القاهرة، مشترطة «توقف التصريحات والمواقف العدائية التركية وتدخل أنقرة في الشأن المصري» من أجل إعادة السفير الموجود بالقاهرة حاليا، ومشددة على أن «الموقف المصري يبقى كما هو.. وإذا حدث تغير فسيتم الإعلان عنه في حينه».

وتوترت العلاقات المصرية التركية عقب عزل الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي، وقامت الإدارة التركية بانتقاد القيادة المصرية؛ وحاولت مرارا تأليب الرأي العام الدولي على القاهرة. كما قامت الخارجية التركية بسحب سفيرها في القاهرة «للتشاور» عقب فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالقوة في 14 أغسطس (آب) الماضي، وقامت مصر برد فعل مماثل، قبل أن تعلن القاهرة عن إلغاء مناورة بحرية مشتركة كان من المقرر إجراؤها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، عن عودة وشيكة للسفير التركي إلى مصر، فيما نقلت وكالة «الأناضول» التركية أن السفير التركي حسين عوني بوتسالي سيغادر في وقت لاحق أمس، بينما أكد مصدر بالخارجية المصرية أن بوتسالي سيعود إلى القاهرة في ساعة مبكرة صباح الخميس. وقال أردوغان لصحافيين في أنقرة قبل أن يتوجه إلى سان بطرسبورغ للمشاركة في قمة مجموعة الثماني «استدعينا السفير للتشاور (...) ولم نتخذ إجراءات مثل إغلاق سفارتنا (...) المشاورات جرت وبعدها سنعيده» إلى مصر. لكنه حذر من أن هذا القرار يمكن أن يعاد النظر فيه عملا بتطورات الوضع في مصر، وقال «إذا اتخذت الظروف في مصر منحى مختلفا، فسنعيد تقييم الوضع مجددا بشكل مختلف».

وأكد مصدر دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن عودة السفير إلى القاهرة لا تعني أن العلاقات قد قطعت واستؤنفت، وأوضح أن «العلاقات الدبلوماسية مع مصر لم تقطع أبدا»، مضيفا «لقد استدعينا السفير للتشاور، والآن سيعود لأن المشاورات انتهت».

من جهته، عقب السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أمس، على سؤال حول عودة السفير التركي إلى مصر والموقف بالنسبة للسفير المصري في أنقرة، قائلا إن قرار «استدعاء السفير التركي كان قرارا تركيا، كما أن قرار إعادته مسألة تخصهم.. لكن الموقف المصري يبقى كما هو.. وإذا حدث تغير في الموقف المصري فسيتم الإعلان عنه في حينه»، موضحا أن السفير المصري في الوقت الراهن موجود في القاهرة.

وحول وجود شروط لعودة السفير المصري لتركيا، قال عبد العاطي إنه «لا بد أن تتوقف التصريحات والمواقف العدائية والتدخل في الشأن المصري؛ وعندها سننظر في الأمر.. وحاليا سيبقى الوضع على ما هو عليه في ما يخص موقفنا». يذكر أن كلا من فنزويلا وبيرو أعادت سفيرها إلى القاهرة منذ يومين، بعد سحبهما للتشاور. وقال السفير عبد العاطي الثلاثاء إن إعادة فنزويلا لسفيرها «تعنى أنها أدركت معنى الإرادة الشعبية المصرية، وأن ما حدث ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا». كما أوضح أن سفير بيرو أكد عقب عودته دعم بلاده الكامل للإرادة الجماعية للشعب المصري، وتأييد بيرو لخارطة الطريق. وعلى صعيد متصل، التقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أمس، وفد اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى. وذكر المتحدث باسم الخارجية، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن وفد اللجنة «أكد خلال المقابلة على دعمه الكامل لخارطة الطريق، وضرورة التوقف الكامل عن أعمال العنف والتحريض.