أوباما: ليست مصداقيتي على المحك بل المجتمع الدولي وأميركا والكونغرس

الرئيس الأميركي يسعى لكسب تأييد أوروبا لضرب سوريا

الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك ريفيلدت في ستوكهولم أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في ستوكهولم، أمس، إن «مصداقية» المجتمع الدولي على المحك بشأن سوريا، وإنه «لا يمكن أن يبقى صامتا» بعد الهجوم باستخدام أسلحة كيماوية الذي يتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشنه الشهر الماضي على مناطق في ريف دمشق. وجاء ذلك بينما يسعى أوباما خلال ثلاثة أيام من جولته الأوروبية لكسب تأييد المزيد من الشركاء لسياسته حيال سوريا.

وصرح أوباما في مؤتمر صحافي عقده بستوكهولم مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك ريفليدت: «لقد ناقشت بالطبع العنف الفظيع الذي يعانيه السوريون على أيدي نظام الأسد، والذي يتضمن اللجوء المرعب إلى الأسلحة الكيماوية قبل نحو أسبوعين». وأضاف: «رئيس الوزراء وأنا متفقان على أنه في مواجهة مثل هذه الهمجية لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا».

وأضاف أوباما أن «الإخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي سوى إلى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات وكذلك زيادة احتمال استخدام دول أخرى لهذه الأسلحة».

وقال أوباما الذي سبق أن تكلم في أغسطس (آب) 2012 عن خط أحمر، على النظام السوري إلا يتجاوزه عبر استخدام السلاح الكيماوي، إن «العالم أجمع» هو الذي وضع هذه الخطوط عبر اعتماد قرارات تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وتابع: «ليست مصداقيتي هي التي على المحك، بل مصداقية المجتمع الدولي ومصداقية الولايات المتحدة والكونغرس».

وكان طالب السبت الماضي أعضاء الكونغرس بالموافقة على ضربة عسكرية ضد النظام السوري.

وأكد أوباما أنه مقتنع بأن الكونغرس سيصوت إلى جانب الموافقة على الضربة. وقال: «أعتقد أن الكونغرس، سيوافق لأنه في حال لم يتمكن المجتمع الدولي من فرض التقيد ببعض القواعد، فإن العالم سيصبح لاحقا مكانا أقل أمانا».

وأقر أوباما بأن الرأي العام العالمي قد يقارن بين سوريا 2013 والعراق 2003، وقال: «إن الذاكرة لا تزال حية حول العراق والاتهامات بوجود أسلحة دمار شامل، والناس قلقون إزاء مدى صحة المعلومة» حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. وأضاف: «لقد عارضت الحرب في العراق. ولا أريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة». وتابع: «لكن، في ظل وجود تقييم دقيق للمعلومات المتوافرة حاليا، أستطيع القول بثقة كبيرة إن الأسلحة الكيماوية استخدمت. وبالمناسبة، إيران لم تنف ذلك، بل لم تنكر سوريا بالفعل أن تلك الأسلحة استخدمت، وهو ما يفترض أن يحدده محققو الأمم المتحدة، وبصراحة لا أحد في الحقيقة يشكك في أن الأسلحة الكيماوية استخدمت».

وسئل الرئيس الأميركي عن الخلافات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيستقبل قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ اليوم وغدا بحضور أوباما. فقال: «هل لا أزال آمل أن بوتين سيغير رأيه حول بعض هذه الأمور؟ نعم، لا يزال لدي أمل. وسأواصل الكلام معه لأنني أعتقد أن عملا دوليا سيكون أكثر فعالية» في حال تعاون موسكو. وتابع: «آمل دائما أن نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة أكبر إذا ما تبنت روسيا موقفا مختلفا تجاه هذه المسائل». وصرح بأنه وجه مناشدات مباشرة لبوتين بشأن سوريا، لكنه يرفض حتى الآن المساعي الرامية للقيام بتحرك في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وبدوره، قال رئيس الوزراء السويدي إن بلاده «تدين بأقوى العبارات استخدام أسلحة كيماوية في سوريا»، وأضاف أن ذلك يعتبر «انتهاكا واضحا للقانون الدولي. ويجب محاسبة المسؤولين عنه».

ويختتم أوباما زيارته بمقابلة ملك السويد كارل غوستاف صباح اليوم، وسيطير بعد ذلك من السويد إلى سان بطرسبرغ لحضور قمة مجموعة العشرين.

وكان في استقبال أوباما سفير الولايات المتحدة لدى السويد مارك برزينسكي وأعضاء من الحكومة السويدية بينهم نائب رئيس الوزراء يان بيوركلوند.

وغادر الموكب مطار ستوكهولم - آرلاندا بعد دقائق على وصول الرئيس الأميركي متوجها إلى العاصمة السويدية، حيث التقى رئيس الوزراء السويدي.

وسيقضي أوباما 24 ساعة في السويد و36 ساعة في روسيا التي تستضيف قمة مجموعة العشرين، واليوم وغدا في سان بطرسبرغ.

ومن المتوقع أن تهيمن سوريا على المحادثات التي ستجري على هامش هذا المنتدى الدولي. وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض، طلبوا عدم كشف اسمهم، بأن أوباما سيغتنم فرصة رحلته إلى أوروبا لشرح موقفه.

وستطغى الأزمة السورية وموضوع التبادل الحر على النقاشات في السويد. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد: «نأمل أن يتمكن مجلس الأمن من الاتحاد حول هذه النقطة».

وبعد المؤتمر الصحافي المشترك، كان من المقرر أن يكرم أوباما ذكرى راؤول والنبرغ الدبلوماسي السويدي الذي أنقذ عشرات آلاف اليهود المجريين عام 1944 و1945، وذلك بمناسبة زيارة إلى كنيس ستوكهولم.

ويزور بعدها المعهد الملكي للتكنولوجيا، حيث سيناقش «الابتكارات السويدية في مجال الطاقة الخضراء والبيئة».

وفي المساء، يتناول أوباما العشاء مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورؤساء وزراء النرويج ينس ستولتنبرغ والدنمارك هيلي ثورنينغ شميت وآيسلندا سيغموندور ديفيد غونلاوغسون، بدعوة من رئيس الوزراء السويدي.

وصباح اليوم يلتقي أوباما الزوجين الملكيين قبل أن يغادر إلى سان بطرسبرغ.