رئيسا ألمانيا وفرنسا يزوران قرية دمرها النازيون

أول زيارة لقائد ألماني منذ المجزرة

أحد الناجين من مجزرة قام بها النازيون يتوسط الرئيسين الألماني والفرنسي في لقاء نادر جنوب غربي فرنسا أمس (أ.ب)
TT

هيمنت ذكريات حقبة الحربين الأولى والثانية في أوروبا على اليوم الثاني من زيارة رئيس ألمانيا يواخيم جاوك الرسمية لفرنسا أمس. وأصبح جاوك أمس أول رئيس يزور بلدة «أورادور سور غلان» (وسط غربي فرنسا) «البلدة الشهيدة» التي كانت في 1944 مسرحا لأسوأ مجزرة ارتكبتها القوات النازية في فرنسا المحتلة.

وخصص جاوك يوم أمس لمراسم إحياء ذكرى الحروب في أوروبا والتشديد على أهمية السلام من دون نسيان الماضي. ووضع الرئيس الألماني إكليل زهور على قبر الجندي المجهول، وهو نصب تذكاري يعود للحرب العالمية الأولى، أسفل «قوس النصر» في باريس. وتحل العام المقبل الذكرى المئوية لبداية تلك الحرب.

وبعدها توجه مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند إلى قريد «أورادور سور غلان» والتي شهدت مذبحة ارتكبتها القوات النازية الخاصة «فافن إس إس» إبان الحرب العالمية الثانية. ويذكر أن الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس ألماني للقرية التي شهدت مقتل 642 شخصا معظمهم من النساء والأطفال على يد القوات النازية في العاشر من يونيو (حزيران) 1944 في محاولة واضحة للقضاء على تأييد سكان القرية للمقاومة الفرنسية. ولم ينج من المذبحة سوى ستة فقط من السكان.

والتقى جاوك اثنين من الناجين الستة لا يزالا على قيد الحياة، وهما روبرت هبراس، وعمره 88 عاما وجان مارسل دارت، وعمره 89 عاما، وأيضا أقارب للضحايا. وقال جاوك للصحافيين في معرض حديثه عما يتوقع من لقائه مع عائلات الضحايا: «لن أخفي تأثري، لن أتردد، بكل وعيي السياسي، في أن أقول إن ألمانيا التي أتشرف بتمثيلها هي ألمانيا أخرى غير تلك التي تلازم ذكرياتهم».

وتولي فرنسا لهذه اللقاءات أهمية بالغة، وتأتي اللقاءات في الذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة الإليزيه التي ساعدت في تحسين العلاقات بين فرنسا وألمانيا.

واستقبل جاوك، الرئيس الشرفي أساسا، بمراسم عسكرية كاملة لدى وصوله إلى باريس أول من أمس. وعقب محادثات مع هولاند ورئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرولت. حضر جاوك وشريكة حياته دانيلا شات مأدبة عشاء في قصر الإليزيه.

وتختتم زيارة جاوك لفرنسا اليوم في مدينة مارسيليا الساحلية، إحدى المدن التي اختيرت كعواصم للثقافة الأوروبية هذا العام.

والرئيس الألماني البالغ اليوم 73 عاما توجه في السابق إلى الكثير من مواقع المجازر النازية، ولا سيما زيارته في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 إلى ليديس قرب براغ، وبعدها في مارس (آذار) 2013 إلى توسكانا الإيطالية، وذلك ليطلب الصفح عن الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا النازية.