وثائق سنودن: «القاعدة» استهدفت طائرات أميركية من دون طيار

تسريب معلومات عن نقاط الضعف في «درون»

TT

كشفت الوثائق التي سربها إدوارد سنودن، خبير تكنولوجيا المعلومات الذي سرب وجود شبكات تجسس عملاقة في وكالة الأمن القومي الأميركي، أن منظمة القاعدة استهدفت طائرات «درون» (دون طيار) فوق باكستان وأفغانستان واليمن والصومال ومالي. وأنها جندت مهندسين ومقاتلين لبحث طرق لإسقاط الطائرات، أو تشويش اتصالاتها اللاسلكية، أو الحصول على تكنولوجيتها.

وجاءت هذه المعلومات في الوثائق التي سلمها سنودن إلى صحيفة «واشنطن بوست»، وهي في جزء من الميزانية السنوية لوكالة الأمن القومي التي كانت قدمتها إلى الكونغرس قبل سنتين. وفي جزء تحت عنوان: «تهديدات ضد الطائرات الأوتوماتيكية»، معلومات عن نشاطات «القاعدة» لمواجهة زيادة استعمال القوات الأميركية لهذه الطائرات التي قتلت، حتى الآن، أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وفيهم عدد غير قليل من المدنيين.

وفي الوثائق معلومات عن نقاط الضعف في هذه الطائرات، ووجود «نوافذ يمكن للأعداء استغلالها» لعرقلة، أو وقف عمليات، الطائرات. وذلك لأن الطائرات توجه من مسافات مئات، أو آلاف الأميال، وتعتمد على اتصالات بالأقمار الفضائية. غير أن صحيفة «واشنطن بوست» قررت عدم نشر هذه التفاصيل.

وجاء في الوثائق أن الاستخبارات الأميركية لاحظت، قبل أكثر من سنتين، أن «القاعدة» تجند متطوعين فنيين يعرفون الاتصالات اللاسلكية والتكنولوجية، بما في ذلك الصواريخ، وأجهزة التشويش، وبالونات تحلق في الفضاء لكشف الطائرات، وإصدار أوامر إلكترونية إلى هذه الطائرات.

وكان المجلس التكنولوجي الاستشاري التابع للسلاح الجوى الأميركي، والذي يتكون من خبراء مدنيين، أصدر تقريرا، قبل سنتين، بأن «الأعداء» يعملون لاختراع وسائل لمواجهة طائرات «درون» وأن هؤلاء يقدرون على اختراع «أجهزة رخيصة». ولا يحتاجون بالضرورة إلى تكنولوجيا متطورة لإسقاط هذه الطائرات، أو تشويش الاتصالات معها.

وكانت كلية التكنولوجيا في جامعة تكساس قدمت تقريرا إلى وزارة الأمن القومي بأن في الإمكان تغيير مسار طائرة «درون» باستعمال «وسائل إلكترونية بسيطة».

وكان عطية عبد الرحمن، من قادة «القاعدة»، كتب في موقعها، قبل شهرين، أن «القاعدة» لا تحتاج إلى «طيارين»، ولكن إلى «فنيين» لمواجهة طائرات «درون» وفي نفس السنة، أعلنت الشرطة في تركيا أنها اعتقلت عضو في «القاعدة» يحمل معلومات عن تطوير أجهزة إلكترونية لتشويش اتصالات طائرات «درون».

وقبل أربعة أشهر، نشر موقع «آذان» الجهادي تقريرا باللغة الإنجليزية تحت عنوان: «حلقة الدرون»، عن «الصواريخ الشريرة التي اخترعها شياطين». وتعهد التقرير بأن «الجهاديين يعملون ليل نهار» لمواجهة هذه الأسلحة.

وكانت وكالة «أسوشييتد برس» نشرت، في بداية السنة، خبرا عن وثائق حصلت عليها من منظمة القاعدة في المغرب العربي، والتي كانت تقاتل في مالي، وعندما انسحبت من تومبكتو، تركت «وثائق مهمة» ومنها معلومات كتبها فنيون جهاديون تابعون لمنظمة القاعدة في الجزيرة العربية، وتفصل طرق عرقلة تجسس وقصف طائرات «درون».