40 مصابا في اشتباكات بالأقصى في عيد رأس السنة العبرية

عبد ربه: أمل التقدم في المفاوضات معدوم

TT

رد مصلون فلسطينيون بالقوة مستوطنين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى، أمس، في أعنف مواجهات داخل ساحات المسجد، منذ عدة شهور، خلفت نحو 40 مصابا بينهم نساء وأطفال جراء استنشاق الغاز.

وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى عبر مجموعات متتالية تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية، قبل أن يبدأ المصلون في التكبير ومن ثم إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على المستوطنين والشرطة التي ردت بقنابل الغاز والرصاص المطاطي.

وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت إلى اقتحامات جماعية للأقصى، إحياء لرأس السنة «العبرية» عند اليهود (أمس)، فيما دعا الفلسطينيون فورا إلى شد الرحال للمسجد منعا لمثل هذه الاقتحامات. وأدى التقاء الطرفين هناك إلى مواجهات امتدت إلى شوارع البلدة القديمة في القدس.

وحملت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشرطة الإسرائيلية مسؤولية تدهور الموقف في الأقصى، وقال رئيس الأوقاف، عزام الخطيب «الشرطة لم تستجب لطلب الأوقاف بإغلاق باب المغاربة اليوم أمام المستوطنين الذين أعلنوا صراحة استهدافهم للمسجد الأقصى في أعيادهم».

وشجبت دار الإفتاء، في بيان، الإجراءات التعسفية للشرطة التي منعت مصلين من الوصول إلى الأقصى، وناشدت المصلين من أهل القدس وأراضي عام 1948، وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى، تكثيف شد الرحال إليه، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف القيود التي تحول دون وصول المصلين إليه.

وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات «من مواصلة السياسة الإسرائيلية القائمة على المساس بحرمة المسجد المبارك والاعتداء على المصلين وطلاب العلم داخله». ونددت «باستمرار الاقتحامات اليومية الاستفزازية لباحات المسجد وتأدية الطقوس والرقصات التلمودية».

واعتبرت حركة فتح أن تكرار اقتحام الأقصى يمثل عدوانا مبيتا، كجزء «من المخطط الإسرائيلي الإجرامي لتهويد القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير طابعها التاريخي والحضاري العربي». ودعا عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع، منظمة التعاون الإسلامي للتداعي «لمناقشة الأوضاع الخطيرة والمتفجرة في المدينة المقدسة وفي المسجد الأقصى خاصة».

وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان وتداعياته. وطالبت الخارجية دول العالم كافة، خاصة الرباعية الدولية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا العدوان، الذي يهدد بتقويض مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين.

وجاء هذا التوتر في ظل إعلان الفلسطينيين أنه لا توجد أي مؤشرات على أي تقدم في المفاوضات. وكان الطرفان عقدا اجتماعا في القدس، أول من أمس، هو السادس من نوعه منذ انطلاق المفاوضات في أواخر يوليو (تموز) الماضي.

وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد كل هذه الاجتماعات، إن المفاوضات مع إسرائيل «عقيمة» و«تدور في حلقة مفرغة». وأكد عبد ربه أن المفاوضات لم تحقق تقدما حتى الآن. وأردف للإذاعة الرسمية الفلسطينية «لا أتوقع أن يحدث مثل هذا التقدم على الإطلاق ما لم تكن هناك قوة ضغط هائلة أميركية على غرار ما نراه الآن من دور وجهد أميركي من أجل معالجة الموضوع السوري وغيره من المواضيع. أما البقاء في الإطار الحالي فهذا هو دوران في الفراغ لا يقود ولا يؤدي إلى أي نتائج». وأضاف «المطلوب واضح ولا نحتاج إلى تكراره. هذه مفاوضات عقيمة ولا تقود إلى أي نتائج». وتابع «رغم أننا اتخذنا قرارا بالمشاركة بها (المفاوضات) نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه بأن الأمل في أن تتقدم هذه المفاوضات ضعيف للغاية بل هو أمل معدوم في هذه اللحظة».

وقلل عبد ربه من أهمية تكثيف اللقاءات، وقال «هذه المفاوضات بدأت أو لم تبدأ عقدت أو لم تعقد النتيجة واحدة: لا يوجد أي تقدم أو أي انفراج فعلي». وهاجم عبد ربه إسرائيل، متهما إياهم بأنهم «لا يريدون الوصول إلى حل».

وعزز وزير الدفاع الإسرائيلي مثل هذه الشكوك حول العملية التفاوضية، قائلا خلال لقاء مع قادة المستوطنين في مستوطنة «بركان» في الضفة الغربية، إن «المفاوضات لن تبحث إخلاء مستوطنات، وعلى إسرائيل الانشغال بخلق وسائل ردع وليس بالمفاوضات». وأضاف «لا أعرف لماذا يجب التنازل عن أراض مقابل كلمة سلام. في الشرق الأوسط الكلمة الفصل للمصالح وليس للاتفاقيات الموقعة. يهودا والسامرة (الضفة) هي الجبهة الداخلية لدولة إسرائيل التي يجب تقويتها وتطويرها».

وفي رسالة بمناسبة السنة اليهودية الجديدة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس «نريد سلاما حقيقيا ومستمرا، وليس اتفاقا نحتفل به لمدة دقيقتين ثم ينهار». وأضاف «يجب إرساؤه على أساس الاعتراف بإسرائيل، كدولة يهودية، وعلى أساس أمننا. هذا هو ما نحتاج إليه في نهاية الأمر».

وعدد رئيس الوزراء في الرسالة الإنجازات التي حققتها إسرائيل خلال السنة المنصرمة، قائلا «إن التقلبات والاضطرابات التي شهدتها الدول المجاورة لم تؤثر على إسرائيل، في الوقت الذي تعيش فيه منطقة الجنوب فترة هي الأكثر هدوءا منذ عقد من الزمن، بفضل قيام الجيش بعملية عمود السحاب. كما أن نشاط الأجهزة الأمنية أدى إلى تقليص عدد الاعتداءات الإرهابية إلى أدنى مستوى منذ عقد».