أزمة متوقعة عقب طرد جنوب السودان آلاف الأوغنديين

تخوف من عمليات انتقامية ضد مواطني جوبا في كمبالا

TT

نشرت الشرطة الأوغندية أعدادا إضافية من قواتها لحماية مواطني دولة جنوب السودان في أوغندا خاصة العاصمة كمبالا، بعد أن قامت جوبا بإصدار قرار أوقفت بموجبه الأجانب عن العمل في إحدى وسائل المواصلات الداخلية، غالبيتهم من مواطني أوغندا.

وقد تسبب القرار الذي أصدره وزير الداخلية في جنوب السودان اليو ايانج اليو بإيقاف سائقي الدراجات النارية التي تستخدم كوسيلة مواصلات داخلية، ويطلق عليها اسم «البودا بودا»، في نشوب أزمة مكتومة بين البلدين، خاصة أن أغلب السائقين من مواطني دولة أوغندا. غير أن مواطني جنوب السودان أبدوا ارتياحا للقرار بسبب احتكار الأوغنديين لسوق العمل، حيث يعمل أكثر من 1600 أوغندي في قيادة «البودا بودا». ويتهم الجنوبيون بعض مواطني دولة أوغندا العاملين في جوبا ومناطق أخرى بارتكاب جرائم جنائية بهدف السرقة يجري خلالها استخدام الموتوسيكلات التي تعتبر أكثر وسيلة المواصلات شيوعا. وقد عاد الآلاف من الأوغنديين مستخدمين الدرجات النارية إلى بلادهم من جوبا لمسافة تبعد قرابة 600 كيلومتر.

وقال عدد من مواطني جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن قرار وزير الداخلية سيمكن من احتواء الكثير من جرائم السرقة التي تشهدها جوبا ويضع حدا لها. ووصفوا قرار الوزير بالثوري. وطالب عدد منهم وزارة خارجية جنوب السودان بالاتصال مع الحكومة الأوغندية لحماية مواطني بلدهم المقيمين في كمبالا من أي حملات انتقامية يقوم بها المبعدون من جوبا أو ذووهم لفقدانهم مصادر دخلهم، وقالوا إن مواطني جنوب السودان في أوغندا أصبحوا يجدون مضايقات وتحرشا بالفعل، وأنهم أصبحوا يحتاجون إلى الحماية اللازمة.

وقال مصدر حكومي من جنوب السودان مقيم في أوغندا، طلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن جوبا كان عليها أن تستدعي سفير أوغندا في جوبا لاستيضاحه بما يتعرض له مواطنو جنوب السودان من مضايقات في كمبالا وعدد من المدن الأوغندية الأخرى. وأضاف أن الشرطة الأوغندية لا تقوم باتخاذ أي إجراءات ضد مواطنيها الذين يستهدفون أبناء جنوب السودان في كمبالا، وقال إنه لا يستبعد «أن تقود هذه المشاكل إلى أزمة بين البلدين إذا لم تتدخل قيادتا الدولتين لإدراكها وبسرعة».

وأشار المصدر إلى أن قرار وزير داخلية بلاده لم يستهدف الأوغنديين وحدهم بل أجانب من دول أخرى. وأضاف أن هناك أجانب آخرين ما زالوا يعملون، وأن الذين جرى إبعادهم ليست لديهم إقامة في جوبا ولا يملكون تصاريح عمل. وقال إن «هذا أمر معمول به حتى في كمبالا في تعاملها معنا، لأنه ينظم العمل.. وهو حق لأي دولة لحماية أمنها القومي»، وتابع أن «هناك الكثير الذي يجمعنا مع أوغندا، خاصة أنها من أكثر الدول التي دعمت نضالنا طوال 22 عاما في الحروب التي خضناها مع الخرطوم، وقدمت لنا المأوى والدعم». وأردف «أعتقد أن المسؤولين في كمبالا سيتفهمون خطواتنا لأننا دولة جديدة، ونحتاج أن نوفر الخدمات لمواطنينا وهي قليلة، خاصة أننا نتعرض لمشاكل اقتصادية كبيرة».

من جانبه، نقل موقع «سودان تريبيون» عن نائب المتحدث الرسمي باسم شرطة أوغندا قوله إن الأجهزة الأمنية وصلتها أحاديث من مواطني أوغندا تطالب بطرد مواطني جنوب السودان بالمثل. وأضاف أن شرطة بلاده ستقوم بتوسيع عمل الحماية للسودانيين الجنوبيين الذين يقيمون في أوغندا، مشيرا إلى عدم تسجيل أي هجوم لمواطني جنوب السودان منذ أن اتخذت جوبا قرارها في إبعاد العمال الأوغنديين. وقال إن أي اعتداءات حدثت في دولة الجنوب من قبل مواطني بلاده يجب أن تعامل على أساس أنها جرائم فردية، وألا تتعامل معها جوبا سياسيا.

وطلبت سفارة جنوب السودان في أوغندا من مواطنيها المقيمين في كمبالا والمناطق الأخرى الإبلاغ فورا عند وقوع أي هجوم أو اعتداء عليهم من الشرطة الأوغندية والسفارة، موضحة أن عليهم عدم التحرك ليلا في أي مواقع داخل أوغندا حتى تعود الأوضاع إلى طبيعتها.