عودة الخلافات مجددا بين الخرطوم وجوبا بعد 48 ساعة من لقاء البشير وسلفا كير

مسؤول جنوبي لـ«الشرق الأوسط»: سنجري استفتاء أبيي مهما كانت الظروف

TT

عادت اللغة الساخنة مرة أخرى بين الخرطوم وجوبا بعد أقل من 48 ساعة من زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى السودان حول الحل النهائي لمنطقة أبيي، وتمسك كل طرف بموقفه من عملية إجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بحسب المقترح الأفريقي الذي وافقت عليه جوبا ورفضته الخرطوم، والذي يقضي بأن يختار عشائر «دينكا نقوك» والسكان المقيمون الانضمام إلى أي من الدولتين.

وقال سفير السودان لدى دولة جنوب السودان مطرف صديق في تصريحات نقلتها عنه الإذاعة السودانية إن استفتاء أبيي لن يتم إجراؤه في أكتوبر لأن حكومة بلاده لم توافق عليه، بينما قال الرئيس المشترك للجنة إشراف أبيي من جانب السودان الخير الفهيم، في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحافية المقرب للحكومة، إنه أجرى لقاء مع مندوب الاتحاد الأفريقي لدى لجنة الإشراف بوشوكو مقاتلي. وأضاف أن مقاتلي نقل إليه أنه بحث قضية أبيي مع رئيس اللجنة رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي، الذي أكد عدم دعمه لقيام استفتاء في المنطقة من طرف واحد، موضحا أن الاتحاد الأفريقي يسعى إلى أن يجلس الطرفان على طاولة الحوار للاتفاق حول القضية. وقال إن أي حل آخر يعتبر خرقا لن تقبل به بلاده، معتبرا التعبئة التي تقوم بها جوبا يقصد منها «خلق بلبلة وتزيد من التوتر في أبيي»، وتابع أن «هذا يؤكد عدم حرص دولة جنوب السودان على استقرار المواطنين في المنطقة».

وأعلن سلفا كير الثلاثاء الماضي من الخرطوم، التي زارها ليوم واحد، أن بلاده وافقت على مقترح الاتحاد الأفريقي بشأن قيام استفتاء أبيي، لكنها تنتظر موافقة الخرطوم لإنفاذ المقترح. وأعلنت دولة جنوب السودان على لسان وزير الإعلام مايكل مكواي رسميا منح جميع أبناء المنطقة العاملين في أجهزة الدولة والمؤسسات الخاصة إجازة لتمكينهم من الذهاب إلى أبيي والاستعداد لإجراء الاستفتاء في أكتوبر.

من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الإشرافية لمنطقة أبيي من جانب جنوب السودان دينق مدينق لـ«الشرق الأوسط» إن أبناء عشائر قبيلة «دينكا نقوك» سيذهبون إلى الاستفتاء في موعده لتقرير مصير المنطقة، وأضاف: «نحن كأبناء لمنطقة أبيي نصر على إجراء الاستفتاء مهما كانت الظروف، لأنه الخيار الوحيد الآن المتاح لنا أمام المجتمع الدولي»، معتبرا أن الحكومة السودانية فقدت المصداقية منذ توقيع اتفاقية السلام الخاصة بمنطقة أبيي وعملت على تقويضها وإفراغها من محتواها.

وقال إن «كل التجهيزات الآن لإجراء الاستفتاء تجري بصورة كبيرة ليتم في أكتوبر.. وسنحدد التاريخ مع الاتحاد الأفريقي»، وأضاف: «أصبح الاستفتاء بأن نكون أو لا نكون.. والخرطوم لا تعير أي أهمية للاتفاقيات»، وتابع: «تعودنا على مواقف المؤتمر الوطني التي ترفض؛ ثم تقبل تحت الضغوط. واستفتاء استقلال جنوب السودان خير دليل. ونحن سنجري الاستفتاء وسيرى العالم كله ذلك».

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن البشير في مباحثاته مع نظيره الجنوبي سلفا كير الثلاثاء الماضي حاول تجاوز قضية أبيي.

من ناحيته، رفض رئيس جهاز المحاسبة والرقابة في حكومة الجنوب دينق بيونق محاولة تغييب قضية أبيي، وقال إن الأمر أثير رغما عن ذلك خلال المفاوضات من جانب الرئيس سلفا كير، وأضاف أن أبناء «دينكا نقوك» هم وحدهم المؤهلون لإدارة منطقتهم دون أبناء المسيرية السودانية، وقال إن محكمة التحكيم الدولية أقرت بأن المنطقة تعود لأبناء «دينكا نقوك».

من جانبه، قال المحلل السياسي من جنوب السودان أتيم سايمون لـ«الشرق الأوسط» إن قضية أبيي تم الإشارة إليها في البيان الختامي للرئيسين البشير وسلفا كير. وأضاف أن الخرطوم تصر على أن الأولوية للإدارة المشتركة والمجلس التشريعي، بينما تمسك سلفا كير بضرورة عقد الاستفتاء. وتابع: «هذا يعني أن الطرفين لم يتفقا على إجراء الاستفتاء، ويبدو أن الخرطوم تسعى إلى تحقيق مكاسب عبر ملف تصدير النفط».