ممثل السيستاني يحذر من عودة العنف الطائفي ويذكر بأحداث 2005

عد حادثة اللطيفية أخطر من السيارات المفخخة

TT

اعتبرت المرجعية الشيعية العليا في العراق حادثة اللطيفية التي وقعت الأسبوع الماضي جنوب العاصمة بغداد من خلال إقدام جماعة مسلحة بإعدام عائلتين، أنها أخطر من التفجيرات الإرهابية والسيارات المفخخة باعتبار أن الجريمة ذات لون طائفي مما قد يمهد السبيل أمام عودة أعمال العنف الطائفي في البلاد والتي كانت قد بدأت بواكيرها الأولى عام 2005 عبر ما سمي آنذاك بـ«مثلث الموت». وبينما أعلنت وزارة الداخلية أنها ألقت القبض على بعض المشتبه بهم في حادثة اللطيفية، فقد أكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء أمس أن «ما حصل من جرائم في منطقة اللطيفية من قتل لعائلتين وتفجير منزليهما، إلى جانب قتل إمام وخطيب أحد الجوامع في محافظة البصرة، له آثار وخيمة أكثر من آثار التفجيرات الإرهابية والمفخخات». وأوضح الكربلائي أن «تلك الهجمات تؤثر على التعايش السلمي الاجتماعي في المناطق المختلطة وتعيدنا إلى أجواء عام 2005»، مشيرا إلى أن «هذه الأعمال ذات اللون الطائفي تحتاج إلى جهد أمني خاص وتحرك سريع من أجل منع تكرارها».

من جهته، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية مظهر الجنابي والذي ينتمي إلى منطقة اللطيفية جنوب بغداد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التصعيد بهذه الطريقة وذلك بالعزف على الوتر الطائفي ليس من مسؤولية أبناء المناطق سواء في حزام بغداد أو غيرها بقدر ما هو مسؤولية السياسيين الذين يسعون إلى إثارة الفتنة الطائفية». وسرد الجنابي واقعة اللطيفية بالقول إن «الحادث وقع في الساعة الثامنة مساء الثلاثاء حيث قام مسلحون بزي عسكري بمداهمة عائلتين من عشيرة الغرير (ينتمي غالبية أفراد العشيرة إلى المكون السني) وقاموا بقتل 18 فردا وجرح 12 آخرين من نفس العائلة»، مشيرا إلى أن «أهالي منطقة اللطيفية والتي تضم عشائر مختلفة منها الغرير والعزة والجنابيين والبدران والبوعلوان وغيرهم هبوا جميعا للوقوف بوجه هذا العمل الإجرامي حتى أن مجلس الفاتحة المقام حتى الآن يضم كل أبناء المنطقة الذين هم متعايشون منذ القدم». وبشأن التصريحات التي أطلقها بعض النواب والسياسيين لجهة البعد الطائفي في القضية قال الجنابي إن «الإرهاب يسعى لإثارة الفتنة ولكنها تلقى الأذن الصماء من أبناء العشائر الذين يصبحون سنة حين يقطنون منطقة سنية ويصبحون شيعة حين يقطنون منطقة شيعية بينما هم ينتمون إلى عشيرة واحدة، أما السياسيون فهم أساس المشكلة»، مبينا أن «رئيس البرلمان أسامة النجيفي شكل لجنة تحقيقية تتكون من مظهر الجنابي (العراقية) وحاكم الزاملي (كتلة الأحرار الصدرية) وقاسم الأعرجي (منظمة بدر) وحسن جهاد (التحالف الكردستاني) من أجل التحقيق في الأمر، وأن اللجنة بدأت تحركها على كل المستويات من أجل احتواء الموقف».

وأدان الجنابي بشدة «التصريحات التي تسعى لإثارة الفتنة وذلك لجهة القول إن الهدف هو إفراغ الشيعة من حزام بغداد الجنوبي لأن هذه فبركات إعلامية ودعاية سياسية لا أصل لها»، معتبرا أن «البعد العشائري لأبناء هذه المناطق الريفية أقوى بكثير من البعد الطائفي لأن الطائفية في العراق سياسية وليست عشائرية أو مكوناتية». ولا تزال حادثة اللطيفية تتفاعل في مختلف الأوساط السياسية والبرلمانية في وقت لم تقل لجنة التحقيق المشكّلة من قبل البرلمان كلمتها بعد.

وفي هذا السياق، فقد توعد فصيل مسلح يطلق على نفسه «كتائب الإمام علي الكرار» بأخذ ثأر الشيعة الذين ذبحوا في منطقة اللطيفية على يد إرهابيين. وقالت الكتائب في بيان لها «لقد عاودت قوة التكفير بقتل وذبح أتباع أهل البيت من منطقة اللطيفية». وأضافت: «إننا نمهل الحكومة العراقية عشرة أيام لكي تلقي القبض على هؤلاء القتلة، وخلاف ذلك سوف يكون لنا رد آخر». وأكدت «كتائب الإمام علي الكرار» أنها سوف تأخذ بثأر الشيعة الذين ذبحوا، و«أننا سوف نقوم بالمثل مع عوائلهم».