حماس تتهم إسرائيل والسلطة ودولا عربية بالتخطيط لضرب غزة

مواجهات في الأقصى.. والشرطة الإسرائيلية تعتقل 15 مصليا

عناصر من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس يستمعون لخطبة الجمعة في بيت لحم أمس (أ.ب)
TT

أعلنت حكومة حركة حماس في قطاع غزة، أنها كشفت عن مخطط مشترك للمخابرات الإسرائيلية مع أجهزة أمنية تابعة للسلطة الفلسطينية ودول عربية لم تسمها، لضرب غزة من خلال إثارة الفوضى، وتعهدت بأن تقف بالمرصاد لمثل هذه المحاولات.

وأعطت حماس الأمر بعدا جديا في وقت تشكو فيه الحركة من أزمة خانقة تحاصر شرعيتها ومصادر دخلها بعد تغيير نظام الإخوان المسلمين في مصر، الذي كان يرعى الحركة الإسلامية في غزة. وقال الناطق باسم وزارة داخلية الحكومة المقالة، إسلام شهوان: «يتعرض قطاع غزة لاستهداف متواصل من قبل الاحتلال وأدواته في المنطقة، وفي كل مرة يختلف شكل المواجهة معه، ومن خلال عمل الأجهزة الأمنية، رصدت في الفترة الأخيرة تحركات مشبوهة لبعض الأفراد تستهدف صمود شعبنا وجبهته الداخلية والمقاومة، وقد جرت متابعة هؤلاء الأشخاص وجرى الكشف عن ارتباطهم مع الاحتلال واعتقالهم والتحقيق معهم ليسجلوا اعترافات خطيرة حول مخطط خطير يستهدف ضرب غزة».

وأضاف شهوان: «يشارك في هذا المخطط مخابرات الاحتلال وجهاز المخابرات في سلطة رام الله وجهاز الأمن الوقائي وأجهزة مخابرات دول عربية سنكشف عنها في وقت لاحق».

وزاد قائلا: «تبين من اعترافات المعتقلين أنهم تنقلوا ما بين غزة ودول عربية، وجرى اعتقال أحدهم وهو عائد لغزة واعترف».

وعرض شهوان فيديو لما قال إنه «فلسطيني مرتبط مع الاحتلال وكان يسافر خارج غزة للقاء ضباط من أجهزة مخابرات الاحتلال وأجهزة مخابرات أخرى لإحداث الفوضى مع آخرين جرى اعتقالهم».

جاء ذلك في حين أكد وزير الداخلية في غزة، فتحي حماد استعداد وزارته «لأي حرب قادمة للحفاظ على الجبهة الداخلية لتبقى قوية عصية على الاحتلال الإسرائيلي».

وقال حماد خلال لقائه مع نقابة الممرضين في غزة، إن «تطبيق الوحدة الوطنية يجري تحت راية المقاومة والثوابت وتحرير فلسطين، وبفضل الله، شعبنا موحد في مواجهة الاحتلال».

ونظمت حماس أمس مع بعض الفصائل الأخرى عرضا عسكريا في قطاع غزة، قالت إنه موجه للاحتلال، في حين فسره آخرون بينهم مسؤولون في فتح، بأنه يحمل رسائل تهديد لمصر.

وكان لافتا أن سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، لم تشارك في العرض.

وقال متحدث عسكري بعد العرض: «إننا في الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية يوشك صبرنا أن ينفد، وإننا وإن صمتنا زمنا لمصلحة شعبنا فإننا لن نصمت للأبد حيال ما نواجه من خروقات للمحتل».

كما وجه المتحدث رسالة إلى دول الجوار قاصدا مصر «نعلن بكل وضوح وصراحة لا شك فيها ولا مواربة أننا في فصائل المقاومة ليس لنا أي يد فيما يجري في الساحات العربية القريبة والبعيدة، لا من قريب أو بعيد، وإننا أبرياء من كل قطرة دم تزهق».

وردت السلطة الفلسطينية على اتهامات حماس، وقالت إنها انعكاس لحالة الهستيريا التي تعيشها الحركة جراء ما حدث في مصر. وقال اللواء عدنان الضميري، المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، إن «هذه التصريحات انعكاس لحالة الهستيريا التي تعيشها قيادة حماس جراء سياستها وممارساتها المرفوضة وطنيا، وعليها أن تتصالح مع نفسها وتتجرأ على تقييم مواقفها الكارثية التي أضرت بالشعب الفلسطيني».

وأضاف: «إن المخططات التي تتحدث عنها حماس ليس لها أي أساس على الأرض، بل على العكس تماما نحن معنيون بإنهاء الانقسام بسرعة وعودة القطاع لحضن الوطن والشرعية، بدلا من أن تبقى غزة مخطوفة بيد حماس وحركة الإخوان المسلمين».

وتابع: «قيادة حماس مصابة هذه الأيام بهستيريا الوضع الذي زجت نفسها فيه بالتدخل بالشأن المصري. هذه الهستيريا دفعتها لتقوم بأعمال وتصريحات خارجة عن الإجماع الوطني بكل الاتجاهات، فمرة تتهم السلطة الوطنية، وتارة تتهم الحكومة المصرية، وتارة أخرى تتهم أطرافا في غزة بالسعي للتخريب، حيث تقوم بإجراءات خارجة عن القانون بحقهم».

وفي غضون ذلك، تفجرت اشتباكات عنيفة بين مصلين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، أمس، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، بعد محاولة يهود متطرفين اقتحام المسجد.

وقال شهود عيان إن عشرات المصلين أصيبوا بحالات اختناق في مواجهات عنيفة اندلعت بعد اقتحام قوات الشرطة المسجد الأقصى. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 15 مصليا من داخل المسجد.