كيري يطالب الأميركيين بالتصويت بالإيجاب لصالح العمل العسكري في سوريا

TT

بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري رحلة أوروبية يوم الجمعة، لإجراء محادثات مع دول الاتحاد الأوروبي في ليتوانيا لحشد الدعم لضربة أميركية ضد سوريا، ويتوجه إلى باريس لعقد اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين وممثلين من الجامعة العربية، ثم إلى لندن للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يعود للولايات المتحدة الاثنين.

وقبل سفره لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أصدر كيري خطابا مفتوحا تحت عنوان «تصويت بنعم للخط الأحمر في العالم» قال فيه «الجميع يسألونني كيف يمكن لشخص مثلي صوت قبل 42 عاما ضد الحرب في فيتنام، يمكن أن يصوت لصالح عمل عسكري ضد نظام الأسد اليوم، والجواب هو أن ضميري تحدث في عام 1971 ويتحدث أيضا اليوم في 2013، وأنا مع وزير الدفاع هيغل نؤيد عملا عسكريا محدودا ضد النظام السوري ليس لأننا نسينا ويلات الحروب وإنما لأننا نتذكرها».

وأضاف كيري «لا تخطئوا فإذا كان هناك فيتنام أخرى أو عراق آخر، فلن أكون جالسا للشهادة أمام الكونغرس مطالبا باتخاذ إجراء، فقد قضيت عامين من حياتي في العمل لوقف الحرب في فيتنام وخلقت أعداء وفقدت أصدقاء بسبب موقفي». وقال كيري «كانت المعلومات الاستخبارية الخاطئة في حرب العراق عائقا أمامنا جميعا ونحن نحاول تقييم التصرف في سوريا أمام الكونغرس، وجعلتنا نضغط للحصول على معلومات لها ثقة عالية حول ما نتحدث عنه، وقد صوت أنا وتشاك هيغل من قبل لصالح معلومات استخباراتية تبين أنها كانت غير صحيحة وندمنا على ذلك ولن نضع أي عضو بالكونغرس في هذا الموقف اليوم».

وحاول كيري تهدئة المخاوف من ذكريات حروب سابقة في فيتنام والعراق، مشيرا إلى اختلاف الوضع في سوريا، والتزام الإدارة بعدم إنزال جنود على الأرض أو التورط في حرب مفتوحة، وقال «سيكون عملا يوضح أن العالم لن يقف موقف المتفرج من انتهاك المعايير الدولية، واستخدام الأسلحة الكيماوية من جانب ديكتاتور وحشي على استعداد لقتل مئات الأطفال بالغازات المميتة أثناء نومهم. إن العمل سيكون عملا عسكريا محدودا ضد أهداف عسكرية في سوريا تهدف إلى ردع استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية والحط من قدرات الأسلحة لاستخدام أو نقل تلك الأسلحة في المستقبل». وأشار كيري إلى المعاهدات الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية وإلى إقرار عشرات الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ومسؤولية نظام الأسد عنها، وقال «سنواصل بناء الدعم في جميع أنحاء العالم وسوف أجتمع مع وزراء الخارجية الأوروبيين، وسأستمر في وضع الأدلة التي جمعناها لتوسيع نطاق الدعم لتصرف عسكري محدود لردع نظام الأسد من إطلاق أي هجوم آخر بأسلحة كيماوية، وليس لدي شك أن الأسد سوف يستخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى ما لم نتخذ إجراءات، وأننا لن نجلس على طاولة المفاوضات لعقد محادثات سلام إذا اعتقد الأسد أنه يستطيع الخروج من مأزقه، تماما مثلما أنجزنا محادثات سلام أدت إلى اتفاقية دايتون بعد القيام بعمل عسكري».

وشدد كيري على أن عدم القيام بتصرف يؤدي للمخاطرة ليس فقط بقيام الأسد بتكرار استخدام الأسلحة الكيماوية داخل سوريا ولكن أيضا بعواقب تصيب الحلفاء والشركاء في المنطقة بما في ذلك إسرائيل والأردن وتركيا ولبنان والعراق، وحذر من إقدام إيران وكوريا الشمالية على استخدام أسلحة دمار شامل، مؤكدا أن تكلفة التقاعس عن العمل أكبر بكثير من القيام بعمل. وأضاف كيري: «إننا لا نستطيع أن ندير ظهورنا ونقول لا يوجد شيء يمكننا القيام به، ولا يمكننا أن نسمح للمسؤولين عن استخدام تلك الأسلحة وذبح الأبرياء بالإفلات من العقاب، وهذا هو صوت الضمير».