اشتباكات بين مسلحين أكراد و«القاعدة» على الحدود السورية ـ العراقية

بغداد تنفي وجود عناصر «العمال الكردستاني» في منطقة ربيعة بمحافظة نينوى

TT

أفادت مصادر تابعة لقيادة قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري ( بي واي دي) بأن معارك عنيفة دارت منذ يومين قرب معبر الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، وأن المقاتلين الكرد تمكنوا من إحكام سيطرتهم على مناطق واسعة هناك ضمنها مخفر حدودي في «تل كوجر» المعروف رسميا بمنفذ «اليعربية» المقابل لمعبر ربيعة العراقي بمحافظة نينوى.

وقال مصدر في قيادة الحزب، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «وحدات حماية الشعب سيطرت على مخفر حدودي يقع على مسافة ثلاثة كيلومترات شمال شرقي بلدة تل كوجر، كما قتل عدد من عناصر المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية». وأضاف أن «اشتباكات قوية اندلعت بين وحدات حماية الشعب والمجموعات التابعة لدولة العراق والشام الإسلامية بالقرب من بلدة تل كوجر نحو الساعة 10.50 من صباح اليوم (أمس)، واستمرت حتى الساعة 12.30، وخلال تلك العملية سيطرت وحدات حماية الشعب على المخفر الحدودي الواقع شمال شرقي تل كوجر ودمرت عربة دوشكا عيار 14 ذات المدفعين مع طاقمها المؤلف من 9 أشخاص، بالإضافة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر تلك المجموعات».

في غضون ذلك، قال مصدر قيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الموالي لحزب العمال الكردستاني طلب عدم كشف هويته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قيادة قوات الحماية الشعبية غيرت أسلوبها القتالي من الدفاع السلبي إلى الدفاع الفاعل، وبدأت في أخذ زمام المبادرة من حيث شن الهجمات الاستباقية على عناصر (القاعدة) و(دولة العراق والشام الإسلامية)، وتندرج الهجمات التي شنتها قوات الحماية في منطقة تل كوجر في إطار هذه الاستراتيجية الحربية الجديدة». وأضاف أن «المنطقة التي شهدت المعارك خلال اليومين الماضيين هي مناطق مختلطة بين الأكراد والعرب وتقع جميعها ضمن حدود الأراضي السورية».

ونفى المصدر أن تكون هناك أي عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني، وقال إن «قوات الحماية الشعبية لا تحتاج إلى دعم أو إسناد مباشر من قبل أي طرف، فلديها ما يكفي من المقاتلين للدفاع عن كرامة ووجود الشعب الكردي بسوريا، والهجمات قامت بها قوات تابعة لقيادة قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي». وبسؤاله عما إذا كان لحكومتي الإقليم والاتحادية بالعراق أي دخل أو تدخل بتلك المعارك، قال المصدر «المعارك وقعت داخل الأراضي السورية حصرا، ولا دخل للقوات العراقية بذلك لأنها وراء الحدود، أما ما روج عن مشاركة طائرات النظام السوري في قصف أهداف في المنطقة، أو ضرب قوات الجيش الحر، فهذا أيضا أمر غير صحيح، والترويج لهذه الأكاذيب المضللة هدفه تشويه سمعة الأكراد وتسويق كذبة تعاونهم مع أجهزة وجيش النظام بدمشق، فنحن وحدنا واجهنا هذه المجموعات المسلحة والتكفيرية».

من جهتها، نفت الحكومة العراقية وكذلك الحكومة المحلية في محافظة نينوى (مركزها الموصل) وجود عناصر حزب العمال الكردستاني في منطقة ربيعة. وقالت مريم الرئيس، المستشارة السياسية لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لـ«الشرق الأوسط»: «ننفي نفيا قاطعا مثل هذه الأنباء على الإطلاق»، معتبرة أن «ما نشر في هذا الصدد كلام عار عن الصحة تماما».

في السياق نفسه، أعلنت اللجنة الأمنية في الحكومة المحلية في نينوى أنه لا صحة للتقارير عن تمركز مقاتلي حزب العمال الكردستاني في منطقة ربيعة. وأبدى هيثم العنزي، عضو اللجنة الأمنية في المحافظة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، استغرابه من هذه الأخبار، قائلا إن «منطقة ربيعة هي تحت سيطرة الجيش العراقي بالكامل وقوات الحدود، ولا وجود لأي قوات أخرى»، مؤكدا أن «قوات حزب العمال الكردستاني توجد في المثلث العراقي الإيراني من جهة جبال قنديل، وهي مناطق بعيدة جدا»، مشيرا إلى أن «منطقة المثلث العراقي التركي عند منفذ الخابور في الجهة السورية تشهد تنقل النازحين السوريين فقط».