هجوم عسكري مكثف بالطائرات على مسلحين في سيناء.. وانفجار قنبلة غرب القاهرة

السلطات أبطلت مفعول خمس قنابل وقالت إنها تعمل على «تحقيق الاستقرار»

صورة تعود إلى مايو الماضي لمدرعة مصرية في أحد شوارع الشيخ زويد وفي أعلى الصورة طائرة مروحية حربية تتبع المسلحين (أ.ب)
TT

شنت السلطات المصرية هجوما عسكريا مكثفا بالطائرات أمس على معاقل لمسلحين في سيناء، وقالت مصادر أمنية إن خبراء مفرقعات وقوات من الشرطة أبطلت مفعول خمس قنابل أعدت للتفجير في محافظتي السويس والجيزة بعد يومين من محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بعبوة ناسفة (شرق القاهرة)، فيما ألقى مجهولون قنبلة على قسم شرطة في غرب العاصمة من دون وقوع إصابات، وسط تنامي المخاوف من استهداف جهاديين لمواقع حساسة في الدولة المصرية، ردا على عمليات الجيش المصري في سيناء.

وواصل الجيش المصري ملاحقة جهاديين مسلحين في شبة جزيرة سيناء، وشن أمس حملة مداهمات أمنية، وصفت بالأوسع انتشارا في مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء. وقال مصدر عسكري، إن «الجيش يشن هجمات مسلحة موسعة» لمواجهة من سماها بـ«العناصر والبؤر الإجرامية شمال سيناء»، مضيفا: أنه «تم قصف عدة معاقل لجهاديين في مناطق المقاطعة والظهير والتومة والجورة، أسفرت عن مقتل وإصابة 30 إرهابيا وضبط العشرات».

وأوضح المصدر العسكري لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهدف من مداهمات التي جرت على نطاق موسع، تحقيق الاستقرار الأمني بتطهير البؤر التي توجد بها الجماعات المسلحة»، قائلا: إن «تلك التحركات تأتي في إطار حملة تمشيط هدفها ملاحقة عناصر مسلحة تم رصدها في مناطق واقعة بين رفح والعريش ومطلوبة أمنيا، لضلوعها في أحداث عنف ضد الجيش والشرطة ومدنيين في سيناء خلال الشهرين الأخيرين».

وأكد المصدر العسكري، أن «عملية أمس السبت تختلف عن سابقتها في أنها تشمل توغل القوات البرية المدعومة بالآليات والمصحوبة بغطاء جوي من مروحيات الأباتشي في مناطق عدة في وقت واحد».

ويواصل الجيش المصري ممثلا في قوات الجيش الثاني الميداني عمليات تمشيط شبة جزيرة سيناء بالتعاون مع الشرطة، وقالت مصادر عسكرية وشهود عيان، إن «أعدادا كبيرة من القوات والآليات مدعومة بغطاء جوي من طائرات (الأباتشي) شاركت في الحملة الأمنية».

ومنذ صباح أمس بدأت قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة مكثفة شملت عددا من قرى المنطقة بينها المقاطعة والظهير والقريعة، واستخدمت فيها الدبابات والمجنزرات والعربات المصفحة فضلا عن الطائرات «التي قصفت أهدافا مختارة». وأضافت المصادر العسكرية وشهود العيان، أن «طائرات (الأباتشي) حلقت في سماء المنطقة وحول الشيخ زويد ورفح»، وأن «المنطقة شهدت حالة من التوتر الشديد بعد أن حاصر الجيش مدينتي رفح والشيخ زويد مانعا الدخول إليهما أو الخروج منهما، فضلا عن التشديد الأمني في جميع نقاط التفتيش بالمنطقة القريبة من الحدود مع قطاع غزة».

وتصاعدت الهجمات في سيناء على خلفية التوتر العام الذي تشهده مصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي، المحسوب على تيار الإسلام السياسي في يوليو (تموز). تأتي العمليات الجديدة في سيناء بعد يومين من محاولة اغتيال وزير الداخلية، وبعد أسابيع تعددت فيها الهجمات على مواقع وعناصر الجيش والشرطة في سيناء ومواقع أخرى في عموم البلاد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

وأبطلت قوات الشرطة المصرية أمس، مفعول ثلاث دانات مدافع كانت معدة للانفجار ومثبتة بإحكام على خط سكة حديد السويس الإسماعيلية، وذلك إثر تلقيها بلاغا من الأهالي بقرية أبو عارف المجاورة، يفيد بوجود أجسام غريبة أسطوانية الشكل على الخط الحديدي. وقال مصدر أمني، إن «الدانة الأولى هي لمدفع هاون، والثانية دانة مضادة للدبابات، والثالثة دانة مدفع، وكانت مجهزة للتفجير عند مرور قطار الركاب الذي ينطلق من محطة السويس في طريقه إلى محافظة الإسماعيلية (شمال السويس)، ويستقله في العادة أكثر من ألفي راكب من المواطنين وجنود الجيش».

وفي السياق نفسه، أبطلت السلطات الأمنية مفعول قنبلتين تم العثور عليهما بجوار مسجد خاتم المرسلين في حي العمرانية بالهرم في محافظة الجيزة، وقال شهود عيان، إن «القنبلتين تم العثور عليهما داخل كيس أسود بجوار المسجد، وأن أحد المواطنين هو من عثر على الكيس وظن في البداية أنه مجرد كيس به قمامة».

وانفجرت قنبلة بدائية الصنع داخل قسم شرطة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) أمس، أمام مكتب أحد ضباط المباحث بالطابق الثاني بمبنى القسم، دون وقوع إصابات. وقالت مصادر أمنية، إن «القنبلة وضعها مجهول أعلى سلم الطابق الثاني»، ورجحت المصادر، أن يكون أحد المترددين على قسم الشرطة قام بإدخالها أثناء وجوده لإجراء الفحص الدوري.