إيران تنفي أمر ميليشيات عراقية موالية لها مهاجمة المصالح الأميركية

ردا على تقارير عن اعتراض تعليمات من قائد «فيلق القدس»

TT

نفت إيران أمس أن تكون أصدرت تعليمات للميليشيات التابعة لها في العراق بمهاجمة المصالح الأميركية في حال شنت الولايات المتحدة ضربة ضد نظام بشار الأسد في سوريا. ووصف علي رضا مير يوسفي، الناطق باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تقارير إعلامية أميركية بهذا المعنى بأنها «لا أساس لها». ونسب تلفزيون «برس تي في» الإيراني إلى مير يوسفي قوله إن الغرض من هذه التقارير هو «دفع الكونغرس (الأميركي) لتفويض الضربة في سوريا».

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت في تقرير لها أول من أمس أن الولايات المتحدة اعترضت أمرا من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يبلغ فيه الميليشيات العراقية بالاستعداد لضرب المصالح الأميركية داخل العراق. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين، لم تكشف عن أسمائهم، قولهم إن السفارة الأميركية في بغداد هدف محتمل.

وحذر مير يوسفي من أخذ مثل هذه التقارير على محمل الجد وقال «يجب أن يتذكر المرء أن الاعتماد على مثل هذه التقارير الاستخباراتية من مسؤولين أميركيين مجهولي الهوية سيقود إلى كارثة أخرى مشابهة لمأساة العراق»، في إشارة إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

بدوره، نفى واثق البطاط، زعيم «حزب الله» العراقي أن يكون قد تسلم أوامر من إيران بضرب المصالح الأميركية لكنه هدد بضربها في حال شن ضربة في سوريا. وقال البطاط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران يمكن أن تأمر سواي ولست أنا مع أننا وإيران ننطلق من نفس القاعدة وهي رفض العدوان الأميركي على سوريا». وردا على سؤال بشأن نوع التهديد الذي سينفذ وما إذا كان ذلك بتنسيق إيراني، قال البطاط «إن التهديد سيتوقف على نوع الضربة ولكن بشكل عام فإن كل مصالح أميركا وقواعدها في الخليج وغيرها ستكون أهدافا متاحة لنا كجيش المختار فضلا عن كتائب إسلامية أخرى مثل العصائب وكتائب ثأر الله واليوم الموعود التابع للتيار الصدري وأؤكد هنا أن إسرائيل ستكون ضمن أهدافنا». وردا على سؤال بشأن الكيفية التي سيتعاملون بها مع إسرائيل، قال البطاط إن «لدينا امتدادات في مصر وغزة وجنوب لبنان وسنمهد لعملنا بالمظاهرات أولا ومن ثم نبدأ بالمقاومة وفي حال استمرت الضربة على سوريا أكثر من 24 ساعة فإننا سنتوجه إلى سوريا للمشاركة في صد العدوان».

وفي تصريحات لوكالة «أسوشييتدبرس»، قال البطاط إنهم اختاروا مئات من الأهداف المحتملة، التي يمكن أن تشمل مواقع أميركية وشركات رسمية «مرتبطة مع الأميركيين». وأضاف «هناك مستوى جيد من التنسيق مع إيران بشأن هذه المسألة. لا أستطيع الكشف عن أكثر من ذلك، لكن يمكنني القول إنه سيكون هناك رد فعل قوي. وكل جماعة مسلحة عليها واجبات ستقوم بها».

وردت الميليشيات الشيعية العراقية الأخرى التي ترتبط بعلاقات مع طهران بقوة على التهديدات الأميركية، وقالت كتائب حزب الله، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات سابقة على القوات الأميركية في العراق: «ينبغي إزالة المصالح الأميركية والقوات المتحالفة معها من المنطقة». من ناحية أخرى قالت جماعة عصائب أهل الحق، فصيل متشدد مدعوم من إيران أيضا، كانت قد أعلنت عن تنفيذها هجمات قاتلة ضد القوات الأميركية قبل انسحابها، في بيان هذا الأسبوع إن التحرك ضد سوريا «سيشعل المنطقة». وقال مسؤول بارز في هذه الجماعة إن جماعات مسلحة كثيرة داخل العراق «على استعداد تام للرد على أي هجوم على سوريا من خلال مهاجمة مصالح الدول التي ستشارك في هذه الهجمة، بما في ذلك الولايات المتحدة»، إلا أنه رفض تحديد الأهداف المحتملة. وأضاف أن الميليشيات تنتظر التعليمات من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، بشأن توقيت وطريقة شن أي هجمات.

من جانبه لم يرد المتحدث باسم السفارة الأميركية على التهديدات، قائلا إنه لا يستطيع التعليق على المسائل الاستخباراتية. وأضاف «لدينا مخاوف قديمة بشأن النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة ككل، وسنواصل العمل مع شركائنا للتصدي لهذه الأنشطة».

بدوره، قال مسؤول كبير في الاستخبارات العراقية إن السلطات لديها مؤشرات على أن المتشددين يخططون للرد ضد المصالح الأميركية وأهداف أخرى، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل. وقال مسؤول آخر إن المتشددين المدعومين من إيران لديهم القدرة على استهداف مواقع مثل السفارة الأميركية بالصواريخ.

من جانبه، قال علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، إن العراق لا يزال قلقا بشأن توجيه ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا وإن ردود الفعل إزاء ذلك قد تشمل العراق والمنطقة ككل. لكنه لم يتمكن من تقديم تفاصيل بشأن التهديدات الموجهة للسفارة الأميركية، مكتفيا بالقول إن الحكومة تأخذ على محمل الجد مسؤوليتها في حماية البعثات الدبلوماسية والمصالح الأميركية الأخرى. وأضاف «سيكون رد فعلنا قويا وحازما، ولن تتسامح الحكومة العراقية مع أي جماعات ستشارك في مثل هذه الهجمات، التي تعد اعتداء على سيادة العراق».

جون دريك، المتخصص في الشؤون العراقية بشركة الاستشارات الأمنية «إيه كي إي» التي مقرها بريطانيا، يرى أن المتشددين المدعومين من إيران قد يردون على ضرب سوريا بمهاجمة مرافق القنصلية بقنابل مزروعة على الطريق أو بإطلاق النار بشكل غير مباشر مثل الصواريخ وقذائف الهاون. وأضاف: «كثيرا ما تستخدم النيران غير المباشرة كتكتيك ضد المنشآت الحصينة»، وأشار إلى أنها قد تكون غير دقيقة جدا، وتستخدم لضرب أهداف عرضية. واعتبر أن شركات النفط والغاز الغربية العاملة في جنوب العراق ربما تكون أيضا أهدافا محتملة.