تركيا ترسل تعزيزات عسكرية جديدة إلى حدودها مع سوريا

الشرطة التركية تقمع مظاهرات قرب حرم جامعي في أنقرة

TT

عززت تركيا من وجودها العسكري في حدودها الجنوبية مع سوريا، تحسبا لصد أي عدوان محتمل، خصوصا مع تزايد الاحتمالات حول توجيه ضربة عسكرية ضد أهداف استراتيجية تابعة للنظام السوري.

وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أمس بأن شاحنات نقل كبيرة تنقل معدات عسكرية ودبابات وغيرها من الآليات العسكرية شوهدت في الصباح الباكر من يوم أمس وهي تخرج من مقر الكتيبة الـ20 مدرعات في مدينة أورفا (جنوب تركيا) وتتجه نحو نقطة الصفر الحدودية مع سوريا، وتحديدا بالقرب من بلدتي «سروج» و«مشتري بينار» التابعتين لمدينة أورفا.

وأشار شهود عيان إلى أن التعزيزات العسكرية جرى نشرها في مواجهة بلدة عين العرب السورية التي سيطر عليها عناصر من حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع اليمنى لحزب العمال الكردستاني، بعد اشتباكات عنيفة جرت مع مقاتلين من جبهة النصرة المقاتلة في سوريا، كما جرى توجيه القذائف وفوهات المدافع في تلك المنطقة إلى الحدود السورية، كما أفاد شهود العيان بقيام القوات التركية بوضع مراصد وأبراج مراقبة متقدمة بالقرب من الأراضي السورية.

وكانت تركيا إضافة إلى أستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا (التي ليست عضوا رسميا في مجموعة العشرين لكنها مدعوة دائمة) وبريطانيا والولايات المتحدة أول من وقع نداء يدعو إلى رد دولي «قوي» بعد الهجمات الكيميائية في سوريا، ووقعته 11 دولة.

وقال البيان: «ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق في 21 أغسطس (آب) الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال». وأضاف أن «الأدلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. إننا ندعو إلى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. إن من ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية». وكان قد احتشد عدد من أنصار حزب السعادة، ذي التوجه الإسلامي، أمس، أمام مبنى القنصلية الأميركية في ولاية «أضنة» (جنوب تركيا) للاحتجاج على الضربة العسكرية التي تستعد واشنطن لشنها ضد النظام السوري.

وبعد إدلاء المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بتصريحات حول رفضهم القطعي للتدخل الأميركي في سوريا، حاول بعضهم عبور الحواجز الأمنية أمام القنصلية والاقتراب أكثر نحو المبنى، فسارعت قوات الأمن إلى منعهم، ما أحدث حالة من الفوضى والهرج والمرج بين الشرطة والمتظاهرين.

ولم يسفر تدخل الشرطة عن اعتقال أي شخص من المشاركين في الوقفة بعدما توسط بعض العقلاء لتهدئة الوضع. من جهة أخرى, تدخلت الشرطة التركية مرارا مستخدمة الغاز المسيل للدموع، أول من أمس، لتفريق عشرات الطلاب قرب حرم جامعي في أنقرة تظاهروا ضد مشروع للبلدية يقضي باقتلاع أشجار جزء من الحرم، بحسب مصور لوكالة الصحافة الفرنسية. واوقفت قوى الأمن التي انتشرت بكثافة في المكان واستخدمت الهراوات, 14 متظاهرا.

وخاض مئات المتظاهرين مساء اول من امس مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب ورشقوا عناصرها بالحجارة وأقاموا حواجز أمام المدخل الرئيسي للجامعة، وفق مشاهد بثتها قنوات التلفزيون. وعمدت الشرطة مجددا إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين. ومنذ أسابيع عدة يحتج طلاب جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة وسكان المنطقة على مشروع طريق سريع يتطلب اقتلاع أشجار الحرم الجامعي.

وأخيرا، أعلن رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك العضو في حزب العدالة والتنمية الحاكم والمعروف بتصريحاته الحادة وإثارته للجدل، أن شق طريق سريع يمر في وسط الحرم الجامعي سيبدأ قريبا. ويأتي هذا الجدل بعد المظاهرات المناهضة للحكومة التي جرت في جميع أنحاء البلاد في يونيو (حزيران) الماضي وانطلقت بسبب مشروع لإعادة ترتيب محيط حديقة جيزي في وسط إسطنبول.

ومساء الجمعة، وبهدف منع أي مظاهرة حول هذه الحديقة التي تحولت إلى رمز، عمدت السلطات التركية إلى إغلاقها ونشر وحدات من الشرطة في محيطها. وتمركزت مدرعات للشرطة حول الحديقة، فيما وجهت دعوات إلى التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لقمع الشرطة في أنقرة.

وقامت حكومة رجب طيب أردوغان بقمع الاحتجاجات بعنف، فأوقفت المئات في عملية أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح ثمانية آلاف آخرين. وأثارت هذه الأحداث انتقادات في العالم للحكومة التركية، ولا سيما في أوروبا.