18 قتيلا في انفجارين يهزان العاصمة الصومالية

حركة الشباب المتشددة أعلنت مسؤوليتها

اطفائي يحاول اخماد النيران التي اندلعت اثر انفجار سيارة مفخخة في مقديشيو أمس (إ. ب. أ)
TT

أسفر انفجاران ناجمان على ما يبدو عن سيارة مفخخة وتفجير انتحاري عن مقتل 18 شخصا في العاصمة الصومالية مقديشو، وفق ما أفادت الشرطة وشهود عيان.

وقالت الشرطة إن سيارة ملغومة ومن يشتبه في أنه انتحاري استهدفا مطعما مشهورا في العاصمة الصومالية مقديشو أمس، مما أسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل. ولم يتضح على الفور من الذي نفذ الهجوم على مطعم «فيليدج» الذي يملكه رجل الأعمال الصومالي المعروف أحمد جاما الذي عاد إلى وطنه من لندن لإقامة مشروعه التجاري رغم نصيحة الأصدقاء له بعدم عمل ذلك.

وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية في حركة الشباب الإسلامية المتشددة، لـ«رويترز»: «نحن وراء تفجيري أمس». وتابع قائلا «المسؤولون في الحكومة والقوات المسلحة والعاملون فيهما وأفراد أمنهم يلتقون دائما هنا في المطعم. استهدفناه أيضا قبل اليوم وسنستمر في استهدافه». وقال ضابط الشرطة أحمد نور من مكان الحادث لـ«رويترز» إن 18 شخصا على الأقل قتلوا. وقال مسؤولو مستشفى إن 23 آخرين قتلوا في الهجوم. ووصف شاهد من «رويترز» المشهد في مكان الحادث قائلا إن الطاولات المحطمة والمقاعد اختلطت بالدماء والأشلاء. وأغلقت قوات الأمن المنطقة، وطلبت من الناس الابتعاد خوفا من وقوع مزيد من الانفجارات. ويتمتع الصومال بهدوء نسبي بعد هجمات عسكرية شنتها قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال والقوات الإثيوبية التي طردت حركة الشباب من معاقلها في المراكز الحضرية في وسط وجنوب الصومال.

وطردت القوات الصومالية وقوات حفظ السلام الأفريقية حركة الشباب من العاصمة مقديشو في عام 2011. لكن الهجمات الانتحارية أثارت مخاوف من أن المتشددين ما زالوا يمثلون قوة مؤثرة. وساعد انسحاب القوات الإثيوبية من بلدة هدور عاصمة إقليم بكول قرب الحدود الإثيوبية حركة الشباب على استعادة البلدة.

وأدانت الأمم المتحدة وبعثة حفظ السلام الأفريقية والرئيس الصومالي التفجيرين اللذين وقعا أمس. وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مؤتمر للمصالحة في مقديشو «ندين بشدة التفجيرين الوحشيين المتعمدين، ويجب أن نحارب الإرهابيين بشكل جماعي. في التفجير الثاني قتل الكثير من الشبان المدنيين الذين أرادوا مساعدة ضحايا التفجير الأول».

ونجا محمود يوم الثلاثاء من هجوم استهدف موكبه قالت حركة الشباب إنها نفذته بقذائف صاروخية. وتتولى حكومة محمود المنتخبة المسؤولية منذ أسبوع وتكافح من أجل إعادة السلام للبلاد بعد 20 عاما من الحرب الأهلية وانعدام القانون في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد سياد بري في عام 1991. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال نيكولاس كاي، في بيان «يروعني هذا العمل الوحشي وأدينه بأشد التعبيرات». وتابع قائلا «هذه الأعمال الإرهابية الوحشية والجبانة تذكرنا بأن شعب الصومال في مسيس الحاجة للسلام».

وقال محمد يوسف، المتحدث باسم سلطات مقديشو، إنه بعد انفجار السيارة الملغومة مباشرة فجر المهاجم الانتحاري نفسه في المطعم. وأضاف «في البداية انفجرت سيارة ملغومة عند مدخل المطعم، وعندما تجمع الناس بالداخل فجر المهاجم الانتحاري نفسه». ووصف شاهد من «رويترز» المشهد في مكان الحادث قائلا إن هناك مجموعة متشابكة من الطاولات المحطمة والمقاعد المختلطة بالدماء والأشلاء البشرية. وأغلقت قوات الأمن المنطقة، وطلبت من الناس الابتعاد خوفا من وقوع مزيد من الانفجارات.

وفي أكبر هجوم من نوعه هذا العام هاجمت حركة الشباب في يونيو (حزيران) مجمع الأمم المتحدة الرئيس، مما أدى إلى مقتل 22 شخصا على الأقل. وفي سبتمبر (أيلول) من العام الماضي هاجم انتحاريان المطعم نفسه، مما أدى إلى مقتل 15 شخصا.